ماتيس.. أول وزير دفاع امريكي يترك منصبه غاضباً

توقعات بمزيد من الاستقالات في "البنتاغون" بسبب سياسات ترامب

 

عواصم ـ وكالات

ذكرت شبكة “فوكس نيوز” أنه من المتوقع أن تكون هناك مزيد من الاستقالات بـ(البنتاغون) بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا، فيما ما تزال استقالة وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس مثار تكهنات وتحاليل الاوساط الامريكية.  

فبالإشارة بوضوح إلى خلافاته في أمور السياسة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب استقالته، أثار ماتيس تحدياً فريداً من نوعه لخطط ترامب الخارجية والأمنية، ما يميزه عن آخرين كثيرين سبقوه بتقديم استقالاتهم.

خاصة انه عندما دخل ماتيس، وهو جنرال متقاعد بمشاة البحرية يحظى بتقدير كبير في أوساط الجمهوريين والديمقراطيين، البيت الأبيض، كان يحظى بدعم أكبر كثيراً في واشنطن من ترامب نفسه.

وقالت مصادر، إن ماتيس كان قد قرر بالفعل أن الوقت حان كي يذهب.

وفي وقت لاحق أعلن ترامب أن ماتيس سيتقاعد لينشر ماتيس بعد ذلك سريعاً خطاب استقالته المؤلف من 8 فقرات.

وبينما كانت واشنطن تستوعب قرارات ترامب المفاجئة الأسبوع الماضي بسحب القوات الأميركية من سوريا وخفض الوجود العسكري في أفغانستان، قالت مصادر، إن رحيل ماتيس والغموض الاستراتيجي الذي رافقه هو ما أثار ضيق المسؤولين في الإدارة الأميركية وفي الكونغرس.

وأثارت استقالة ماتيس انتقادات حادة بشكل غير مُعتاد لترامب من زملائه الجمهوريين. اذ قال السيناتور الجمهوري بوب كوركر المنتهية ولايته: «هذا أمر محزن لبلادنا»، مضيفاً أنه يعتقد أن رحيل ماتيس قد يغيّر من دفاع الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن ترامب. وأضاف: «نحن في موقف سيئ للغاية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية».

وقال ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، بأنه «حزين» لرحيل ماتيس، فيما دعا السيناتور لينزي غراهام، الذي كان حليفاً قوياً لترامب، إلى جلسات استماع فورية لبحث خطوات ترامب في سوريا وأفغانستان، وقال إنه يريد أن يستمع بشكل مباشر لماتيس.

 وماتيس هو أول وزير دفاع أميركي يستقيل منذ عقود لمجرد خلافات في السياسة مع رئيس البلاد، بيد ان استقالته تختلف تماماً عن رحيل مسؤولين آخرين كبار في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي في الإدارة، بما في ذلك إقالة الرئيس لوزير الخارجية ريكس تيلرسون. واستقال اثنان من مستشاري الأمن القومي ولكنهما فعلا ذلك من موقع ضعف.

وقال مسؤولون، إن قرار ترامب الانسحاب من سوريا كان من العوامل المساعدة الرئيسية التي أدت إلى استقالة ماتيس، وكان جزءاً من نقاش بينهما استمر 45 دقيقة الخميس، وعبّر خلاله الاثنان عن خلافاتهما. وأكد مسؤول أن وزير الدفاع بذل جهداً لإقناع الرئيس بتحويل مسار السياسة بشأن سوريا.

وأشارت مصادر إلى أن ترامب لم يكن بأية حال يضغط على ماتيس للاستقالة ولم يتوقع إعلانها في ذلك اليوم، وامتنعت (البنتاغون) عن التعليق على استقالة ماتيس وأحالت الصحافيين إلى خطابه.

وحتى مساعدي ماتيس عبروا عن دهشتهم. وقال مسؤول أميركي: «نحن جميعاً في حالة صدمة».

 وانتقد ماك ثورنبيري، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، خطة ترامب لسحب قوات من أفغانستان، وهو قرار مفاجئ آخر اتخذه ترامب وجرى تسريبه ونشرته تقارير صحافية الخميس.

وقال: «خفض الوجود الأميركي في أفغانستان وإنهاء وجودنا في سوريا سيلغي التقدم (الأميركي) وسيشجع أعداءنا وسيجعل أميركا أقل أمناً».

ومن المقرر عقد جلسات في مجلس النواب الذي سيتولى الديمقراطيون السيطرة عليه أوائل يناير/كانون الثاني، وأثارت استقالة ماتيس قلقاً شديداً وسط حلفاء الولايات المتحدة في الخارج. ففي أوروبا كان يُنظر لماتيس على أنه مدافع مهم عن حلف شمال الأطلسي الذي أصدر بياناً يثني عليه بشدة، وفي آسيا يُنسب الفضل لماتيس في بناء الثقة وترويض سياسة العزلة التي يتبعها ترامب.

وقال مسؤول امريكي: “قد تكون هناك مزيد من الاستقالات من جانب مسؤولين في البنتاغون عقب استقالة ماتيس التي جاءت احتجاجا على سياسات الأمن القومي التي ينتهجها ترامب”.

وفي وقت سابق، قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترامب تجمعه علاقة جيدة بوزير الدفاع المستقيل “رغم أنهما يختلفان أحيانا، وأضافت أن “الرئيس عادة يستمع إلى أفراد فريقه الأمني، لكنه هو من يتخذ القرار في النهاية”.

والخميس، قدّم ماتيس استقالته، التي قيل إنها جاءت اعتراضا على رؤية ترامب حول بعض القضايا، وعلى رأسها سوريا.