ليست المرة الأولى التي يخذلهم الاميركيون.. الاكراد وخيانة الحلفاء

 

الولايات المتحدة تعتبرهم عنصرا قابلا للتغيير

 

باريس – وكالات

 يجد الأكراد رأس حربة الغربيين في محاربة "الجهاديين"، أنفسهم مرة أخرى "مخذولين" من قبل حلفائهم مع إعلان سحب القوات الأميركية من سوريا، وهي ظاهرة ثابتة لهذا الشعب الذي غالبا ما استخدم كـ"عنصر قابل للتغيير".

على الأرض، الصدمة كبيرة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجىء سحب ألفي جندي أميركي من شمال شرق سوريا ألى جانب الأكراد.

وقالت حمرين صلاح الكردية السورية خلال تظاهرة في رأس العين على الحدود التركية "إلى هذا اليوم تعرض الأكراد دائما للخيانة، كل الذين تعاونوا معنا خانونا في النهاية".

في مواجهة تنظيم (داعش) الارهابي قد تجد وحدات حماية الشعب الكردية نفسها دون دعم عسكري في الوقت الذي يهدد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمهاجمتها.

وحدات حماية الشعب الكردية حليفة واشنطن في مواجهة تنظيم (داعش)، تعد عدو تركيا الدول العضو في حلف شمال الأطلسي التي تتهمها بأنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني على الأراضي التركية.

في كانون الثاني (يناير) الماضي شن الجيش التركي هجوما بريا وجويا داميا ضد وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين التي استعادها بعد شهرين.

وقال ديدييه بيليون الأخصائي في شؤون تركيا في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس "هذه ليست المرة الأولى التي يخذل فيها الاميركيون الشعب الكردي".

وأضاف "لطالما اعتبرت الولايات المتحدة وجهات أخرى الأكراد عنصرا قابلا للتغيير وما يعتبرونه مصالحهم العليا أهم من دعم الأكراد".

في 2017 وجد الأكراد العراقيون، العنصر الآخر الأساسي في محاربة تنظيم (داعش) الارهابي، أنفسهم منفردين في مواجهة غضب السلطة المركزية العراقية بعد الاستفتاء حول الاستقلال.

 

وبعد مطالبتهم بقيام كردستان موحدة، بات الأكراد يعتبرون بأنهم يشكلون تهديدا على وحدة أراضي الدول التي يقيمون فيها عندما يتسع حكمهم الذاتي.

وقال بيليون "لقد تبخر الدعم المادي واللوجستي والعسكري عندما رأت القوة العظمى التي كانت تدعمهم أن السلطات المركزية استعادت زمام السيطرة على الأمور".

وتابع : وحدهم الإسرائيليين يرغبون في قيام دولة كردية موحدة "لأن ذلك سيضعف كل الأنظمة التي تناهضهم".

في سوريا بعد أن عانوا من التهميش لعقود أقام الأكراد حكما ذاتيا في شمال البلاد منذ 2011 مستفيدين من الفوضى الناجمة عن الحرب.

في الوقت الذي وصلت المعركة ضد (داعش) إلى خواتيهما، قرر ترامب سحب القوات التي يفترض ان تضمن أمن واستقرار المناطق الكردية من التهديد التركي.

وقال بوريس جيمس، الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأوسط "وفقا للمنطق الأميركي الذي يؤيدهم، فإن الأكراد مجموعة غير مهمة كونهم غير منظمين جيدا ولا خبرة لهم في ادارة الدول".

وأضاف لصحيفة (ليبراسيون) الفرنسية أنه في النزاع السوري "ليس هناك اي حليف استراتيجي، والمنطق تكتيكي بحت (...) أحيانا النقائض يمكن أن تتقارب".

و"الخيانة" الأميركية تضع دول أخرى في وضع معقد، راهنت كفرنسا على الأكراد لهزيمة (داعش) وقطع الطريق لتنفيذه اعتداءات خطط لها انطلاقا من سوريا، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لوديران إن القوات الكردية "قدمت في هذه المعركة تضحيات جسام" في حين تقدم لهم باريس دعما جويا وميدانيا، وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن قرار ترامب "يعود إذا أخذناه حرفيا إلى ترك القوات العربية والكردية والشعوب لمصيرها".