الذكرى 31 للانتفاضة وما بعد؟
مرت الذكرى الواحدة والثلاثون لانفجار انتفاضة الحجارة عام 1987، ووصفتها حركة حماس في ذكرى انطلاقتها على أن « الانتفاضة كانت ثورة شعبية جماهيرية وحدوية تميزت بوحدة النسيج الاجتماعي المتين، والعلاقات الأسرية القوية والتعاضد والتكافل « وطالما أن الأسباب التي أدت لإندلاع انتفاضة الحجارة مازالت حاضرة، كما أوردت حماس في بيانها، وهو الاحتلال، فالاحتلال هو العامل الأول والأساسي والوحيد لإنفجار الانتفاضة وما قبلها وما بعدها، والاحتلال هو الباقي وهو المستمر وهو المعيق للحياة، وهو المصادر لحرية الشعب الفلسطيني وكرامته، والمغتصب لأرضه والناهب لخيراته، وهو مازال قوياً همجياً فاشياً يزرع المزيد من المستعمرات في قلب فلسطين، من أجل تهويد القدس، وتمزيق الضفة الفلسطينية والغور وأسرلتهم، وعزل القطاع وتجويعه، وفرض قوانين العنصرية على شعب مناطق 48 وشل دورهم، فما هو الجديد الذي تغير من سبب تفجير الانتفاضة؟؟ السبب هو غياب العامل الذاتي المحرك والمبادر لتفجير الانتفاضة، رغم أن البطولات الفردية والتضحيات المتواصلة من العائلات والأسر الفلسطينية متواصل وبقوة، ولكن لماذا تغيب قيم الانتفاضة ودوافعها وأسس مواصلتها؟؟ حركة حماس تُجيب على ذلك بقولها « بعد 31 عاماً من انطلاقة ثورة الحجارة، ما أحوجنا لتلك الوحدة ومتانة الصف والشراكة الحقيقية، وإعادة بناء المشروع الوطني على أسس متينة «؟ والسؤال من الذي يمنعكم من القيام بذلك؟ ما الذي يمنعكم للمبادرة وتقديم المبادرات والتوجهات التي تعمل على تحقيق ذلك؟؟ ربما تقولون حركة فتح تعيق ذلك؟ وسنجيب لكم بقولنا : قد يكون ذلك صحيحاً، ولكنكم تقودون قطاع غزة بمفردكم منذ الانقلاب عام 2007 وحتى اليوم وتفرضون على أهل القطاع قيمكم الحزبية، ورؤيتكم الأحادية !!.
وما الذي يمنع حركة حماس وقيادتها المتنفذة لإشاعة أجواء الوحدة والشراكة في إدارة القطاع حتى بدون التسليم بحجة التمكين المشوهة التي تفرضها سلطة فتح في رام الله، وشرطها الأعوج بالتمكين قبل أن تُبادر هي في جعل التمكين بالشراكة مع القوى السياسية الفلسطينية في مؤسسات منظمة التحرير وسلطتها الوطنية !!.
تستطيع حماس المبادرة والدفع باتجاه انتخابات مجالس طلبة الجامعات، والنقابات والاتحادات، وصولاً إلى إجراء انتخابات بلدية بمشاركة الجميع، وإظهار قيم الشراكة الوطنية وشيوعها، لتقدم إدارة لقطاع غزة أفضل من إدارة الضفة الفلسطينية وحياة ديمقراطية حقيقية تُعيد متانة الصف وتقديم نموذج يُحتذى في إعادة بناء المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني على أسس جبهوية غير أحادية بعيداً عن ضيق الأفق كما تفعلون وتتصرفون في بعض الأحيان والأوقات والمواقف !.
لقد تخليتم علناً عن الارتباط بحركة الإخوان المسلمين إن كنتم جادين وأنتم لستم وحدكم من فعل ذلك، بل العديد من فصائل الإخوان المسلمين وفروعهم غلّبوا المصالح المحلية الوطنية على حساب إرتباطهم بالتنظيم الأم أو بالتنظيم العالمي، وتحولتم كما تُشير وثيقة الأول من أيار 2017 المعلنة في قطر، فما الذي تغير من طرفكم نحو شعبكم الذي منحكم الثقة وأعطاكم الأغلبية البرلمانية؟؟ ماذا قدمتم له من كرامة واحترام وتعددية وديمقراطية من خلالها أصبحتم قادة السلطة وإدارتها بشقيها التشريعي والتنفيذي.
أنتم تتصارعون مع فتح على مكاسب السلطة ووظائفها وامتيازاتها في ظل بقاء الاحتلال: هم في رام الله عبر التنسيق الأمني، وأنتم في غزة عبر التهدئة الأمنية التي وفرت لكم نقل الدولار بالشنط عبر محطة تل أبيب وموافقتها من قطر، فهل هذا غباء بالاحتلال وضيق أُفق عنده ومنه، أم لدوافع إنسانية من جانبه نحو جوعى غزة وفقرها؟؟ أم لإسباب سياسية هو وأنتم تعرفون دوافعها أكثر؟؟.