سورية تغير قواعد الاشتباك مع "اسرائيل"

 

موسكو تعطي الضوء الأخضر لدمشق,, المطار بالمطار والثكنة بالثكنة

 

دمشق - وكالات

قالت مصادر قيادية في سورية، ان «دمشق غيّرت قواعد الاشتباك مع إسرائيل بعدما اتخذت روسيا موقفاً مغايرا من الصراع القائم بين إسرائيل ومحور المقاومة".

ونسبت صحيفة الراي الكويتية الى هذه المصادر قولها، "بالتالي فإن دمشق تترقّب أي ضربة إسرائيلية ضدّ أهداف عسكرية محدّدة لتردّ بضربة مماثلة، وهذا يعني أن ضرب مطار في سورية ستقابله ضربة ضد مطار في إسرائيل وهكذا دواليك".

ووفقا لذات المصادر، "يعود هذا القرار السوري إلى موقفٍ اتخذتْه روسيا في سورية بعد إسقاط طائرتها في 18 ايلول "سبتمبر" الماضي، إذ ان موسكو كانت أبلغت الى الأطراف المعنية أنها لن تتدخل في الصراع القائم، وأنها لن تقف حجر عثرة أمام طائرات تل أبيب عند قصْفها لمراكز عسكرية سوريّة أو إيرانيّة أو قافلات تنقل السلاح إلى «حزب الله» داخل الأراضي السورية، إلا أن موقفها الحيادي كان باهظ الكلفة، خصوصاً بعد تدمير طائرتها التجسسية IL-20 وعلى متنها 15 ضابطاً.

واضافت الصحيفة، "أحضرت روسيا إلى سورية صواريخ S - 300 المتطوّرة لتُسَلِّمها إلى الجيش السوري مع الاحتفاظ بقيادتها الإلكترونية - التنسيقية. ويشكل هذا السلاح خطراً على الطائرات الإسرائيلية التي لم تحلّق منذ سبتمبر الماضي فوق سورية".

ومنذ هذا التاريخ يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسمياً.

وقبِلت موسكو استقبال موفد عسكري إسرائيلي لتنسيق الحركة الإسرائيلية المستقبلية فوق بلاد الشام، وقد توجّه إلى روسيا وفد عسكري برئاسة اللواء أهرون حليفا لكسْر الجليد بين البلدين، إلا إن موقف موسكو لن يتغيّر من الضربات الإسرائيلية ضدّ سورية.

واضافت «الراي»، أن روسيا أبلغت الى إسرائيل أن هناك تواجداً لضباط روس في كل قاعدة عسكرية سوريّة أو إيرانيّة وأن أي ضربة ضدّ أي هدف سوري أو إيراني سيستهدف القوات الروسية التي لن تسمح بسقوط جنودها وضباطها على يد إسرائيل مباشرة أو غير مباشرة".

وأعطت روسيا الضوء الأخضر لسورية - كما تؤكد المصادر - لضرب إسرائيل في أي وقت تشنّ فيه طائرات تل أبيب غارات ضدّ أهداف عسكرية سورية أو تطلق صواريخها البعيدة المدى - كما فعلت في الأسابيع الماضية - خوفاً من الصواريخ الروسية الجديدة وتفادياً لإسقاط طائراتها فوق سورية أو لبنان، نظراً لقرب المسافة بين البلدين.

وتؤكد المصادر، ان سورية - على عكس ما تدّعي إسرائيل - تملك اليوم أحدث الصواريخ الدقيقة التي تستطيع إصابة أي هدف داخل إسرائيل، وقد تسلّمت القوات المسلّحة السورية صواريخ لم تكشف عنها بعد وهي بعيدة ومتوسطة المدى وتعمل على نظام «غلوناس" وهي النسخة الروسية من نظام تحديد المواقع العالمي «GPS». وبالتالي فان تسليم إيران وتصنيع صواريخ داخل سورية قد إكتمل رغم التصريح الخاطئ - بحسب المصادر- لإسرائيل أنها دمّرت القدرة السورية الصاروخية، لافتة الى أن إيران زوّدت سورية بما يكفي من الصواريخ.

وقررت سورية - بموافقةٍ روسيّة- الردّ على أي خروق جدية إسرائيلية تتسبب بتدمير القدرات العسكرية السورية أو بقتل مستشارين غير سوريين أو ضباط وجنود سوريين، وستكون المعادلة كالتالي: المطار بالمطار والثكنة بالثكنة ومراكز السيطرة والتحكم بمثلها داخل إسرائيل.

وحتى اليوم، ردّت سورية مرة واحدة على الضربات الإسرائيلية أوقعت فيها طائرة إسرائيلية إعترفت بها تل ابيب إلا إن من الظاهر أن القرار قد إتخذ على أعلى المستويات بعد تحديد «بنك الأهداف» المستقبلي ونوع الردّ ونوع الصواريخ التي ستُستخدم.