المقاومة تثأر لشهدائها خلال اقل من 12 ساعة

تقديرات إسرائيلية: المقاومة الفلسطينية ستكثف عملياتها في الضفة

المقاومة تثأر لشهدائها خلال اقل من 12 ساعة

3 قتلى من جيش الاحتلال وإصابات في عملية جديدة وعملية طعن في الفدس المحتلة

 

الانباط ـ عبد الرحمن ابو حاكمة

لم تتأخر المقاومة الفلسطينية طويلا بالرد على الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بدم بارد واستباحته لمناطق شاسعة في الضفة الغربية وخاصة في منطقتي رام الله ونابلس والتنكيل باهلها، فخلال اقل من 12 ساعة جاء الثأر، حيث اعترف جيش الاحتلال ظهر امس، بمقتل 3 جنود واصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة بعد اطلاق النار على مجموعة من الجنود قرب مستوطنة جيفعات "عساف" قرب سلواد برام الله.

ووفقا لمصدر "إسرائيلي"، فإن فلسطيني او اكثر ترجل من سيارته وأطلق النار من سلاحه من مسافة قصيرة جداً نحو مجموعة من الجنود ثم عاد إلى السيارة ونجح من الإفلات من قبضة قوات الاحتلال.

وذكرت القناة السابعة، أن الفلسطينيّين تمكنا من الانسحاب من مكان العملية رغم استهدافهما برصاص القوات الإسرائيلية، وقالت "إن تحقيقا أوليا للجيش كشف أن أحد منفذي العملية وصل بواسطة سيارة إلى المنطقة، ونزل منها وتوجه إلى محطة لنقل الركاب وأطلق النار على مستوطنين كانوا يقفون عند التقاطع".

ويأتي هذا التطور بعد ساعات من عملية فلسطينية أخرى وقعت في البلدة القديمة من القدس المحتلة، أصيب خلالها شرطيان إسرائيليان بجروح.

وكانت منطقة شرق رام الله قد شهدت مطلع الأسبوع الجاري عملية فلسطينية أسفرت عن إصابة 7 مستوطنين.

وإثر هذه العملية، فرضت قوات الاحتلال أغلاقا شاملا على مدينتي رام الله والبيرة وأغلقت كافة مداخلها والطرق المؤدية لها بعد العملية التي وقعت على الطريق الالتفافي المؤدي إلى حاجز بيت أيل شمالا قتل فيها ثلاثة مستوطنين وأصيب رابع، وترافق هذا الإغلاق مع اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال لمدينة رام الله والقرى القريبة من الحاجز، وقامت بحملات دهم وتفتيش بحثا عن منفذ العملية الذي أستطاع الفرار من المكان، وإعلان جيش الاحتلال عن فرض طوقا عسكريا شاملا على المدينة.

وقالت مصادر، أن الاحتلال أغلق كافة الحواجز في المنطقة،ة وقامت بمداهمة وتفتيش واقتحام عشرات المنازل، واقتحمت عشرات الاليات العسكرية المدينة وانتشر عشرات الجنود المشاة في شوارعها، وقاموا بمداهمة عدد من المنازل واعتلاء أسطحها.

وتـأتي هذه الحملة بعد ساعات قليلة من استشهاد ثلاثة من منفذي عمليات كوبر وعوفرا والقدس وهم الشهداء أشرف نعالوة وصالح البرغوثي ومجد مطير من مخيم قلنديا الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال  في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.

وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال أطلقت بين 10-12 رصاصة على الشاب، وتركته ينزف لنحو 40 دقيقة قبل أن يرتقي شهيدا، بزعم طعنه عنصرين من جنود الاحتلال واصابتهما.

الى ذلك، تشير تقديرات إسرائيلية إلى احتمال ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة المنظمة في الضفة الغربية، وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، "من المتوقع أن تضاعف حماس من محاولاتها لتنفيذ عمليات جديدة بالضفة".

وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة سجّلت تزايدا في العمليات الأمنية بالضفة الغربية، بدءًا بعمليات الدهس مرورًا بعمليات طعن وانتهاء بعمليات إطلاق النار، وأن "هذه العمليات في تزايد مستمر، وأن قوات الأمن الإسرائيلية غير قادرة على مواجهتها، بل وتزيد من الصعوبات أمامها في الحفاظ على حالة الاستقرار الأمني بالضفة".

وبيّن أن الجهود الإسرائيلية تتمثل بملاحقة منفذي العمليات الفردية وفرض إجراءات عقابية صارمة على عائلاتهم، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة التعاون مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من أجل إحباط المزيد من العمليات.

ورأى أن منفذي العمليات، بدأوا يحصلون على الدعم والمساندة من محيطهم، في أعقاب تنفيذ العملية، مثلما حدث لمنفذ عملية بركان، منوهًا إلى أن الـ "شاباك" كشف مؤخرًا عن اعتقال العديد من الخلايا التي خططت لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.

وأشار المحلل الإسرائيلي، إلى مخاوف الأجهزة الأمنية في تل أبيب تكمن في احتمال تزايد محاولات شبان فلسطينيين، لتقليد العمليات الأخيرة.

ويرى محللون سياسيون انه بينَما ينْشَغِل الرأي العام بالعَمليّة التي يَشُنّها جيش الإحتلال في شَمال الجليل قُربَ الحُدود اللبنانيّة للبَحثِ عَن أنفاقٍ لحِزب الله وتدميرها، تتّجه الضِّفَّة الغربيّة نَحو التَّسخين، وتَقترِب مِن مرحلة الانفِجار عَسكريًّا، الأمر الذي لو حصل، سيَخلِط الأوراق، وقد يُعيد سِيناريو الانتفاضة المُسلَّحة مُجَدَّدًا.

مشيرين الى ما يُقلِق الإحتلال ليسَ استِخدام الأسلحة الناريّة فقط وبهَذهِ الكثافة وإنّما التَّخطيط الدَّقيق لهَذهِ العمليّات مِن حَيثُ الرَّصد والتَّنفيذ، فمُنَفِّذو العمليّات الاخيرة لم يُخيفهم وجود جنود الجيش لحماية المُستَوطنين، وبادَروا بإطلاقِ النَّار وِفقَ الخِطَّط المَوضوعة، ممّا يكْشِف عَن شجاعةٍ وجُرأةٍ غير مَسبوقَين.

وقالوا انه مِن الواضِح أنّ هُناك استراتيجيّة تُنفِّذها المقاومة لإشعالِ الضفّة الغربيّة، لتَخفيفِ الضَّغط على قِطاع غزّة، واستهداف المُستَوطنين فيها.

وكان غازي إيزنكوت، رئيس هيئة أركان جيش الإحتلال حذَّر مجلس الوزراء المُصَغَّر في اجتماعِه الأخير قبل أيّام مِن انتقَال عمليّات المقاومة إلى الضفّة الغربيّة، وقال أنّه تم تنفّيذ عشر هجمات مُنذ سبتمبر (أيلول) الماضِي، في أماكِنٍ مُتَفرِّقةٍ مِن الضفّة وهذا رَقمٌ كَبيرٌ بالقِياس إلى مَرحلةِ الهُدوء التي سادَت لعِدَّةِ أشهُر.

وتكشف الإحصاءات الرسميّة الإسرائيليّة أنّ عشرة مُستَوطنين إسرائيليين قُتِلوا و76 أُصيبوا في هَجَماتٍ نفّذتها المُقاومة مُنذ مطلع هذا العام فقط، ممّا يَعكِس اختِراقًا أمنيًّا كَبيرًا، وتَقدُّم عمليّاتي في النّاحية الأُخرَى، أيّ في جانِب المُقاوَمة، كما أنّ استَخدام أسلحة ناريّة، إلى جانِب عمليّات الدَّهس، والطَّعن بالسَّكاكين، يُوحِي بأنّ عمليّات تهريب الأسلحة إلى الضفّة في ازْدِيادٍ مُضطّرد.

 

 

الرئاسة: المناخ الذي خلقته سياسة الاقتحامات وغياب أفق السلام أدى إلى مسلسل العنف

 

 

رام الله 13-12-2018 وفا- تعقيبا على الأحداث الجارية في الضفة الغربية، قالت الرئاسة في بيان لها إن المناخ الذي خلقته سياسة الاقتحامات المتكررة للمدن والتحريض على سيادة الرئيس، وغياب أفق السلام هو الذي أدى إلى هذا المسلسل المرفوض من العنف الذي ندينه ونرفضه، والذي يدفع ثمنه الجانبان.

 

وأكدت الرئاسة أن سياستنا الدائمة هي رفض العنف والاقتحامات وإرهاب المستوطنين، وضرورة وقف التحريض، وعدم خلق أجواء تساهم بتوتير الوضع.

 

وشددت الرئاسة على أن موقف الرئيس الدائم هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يوفر الأمن والاستقرار والسلام للجميع.

 

ـــــــــ