"حرب السياسيين على الشعوب"
قلما نجد سياسي ينطق لسانه بما يحويه قلبه و عقله ، و قلما نجد سياسي يعطي حلولا صحيحة للمشاكل الحقيقية ، و قلما نجد سياسي يكتب بقلمه ما يدور من حقيقة في فلك الأحداث التي تدور ، و لربما تكون قلما فعليا (نادرا).
السياسيين أنواع في الأسلوب ، في التعاطي ، في سرد و ترتيب الكلمات ، في طبيعة طرح الأفكار ، و في تنوع الفكر ، و كما تعلمنا و قرأنا و رأينا من أفعال لهم على مر السنوات ، و كأنهم رضعوا من حليب خاص ، و ارتووا الماء من ينبوع محدد ، ودرسوا عند أستاذ واحد.
فنجد السياسي الفاسد يتكلم بحزم و استعطاف و بشخصية مثالية لا يوجد لها مثيل ، و كأنه عندما يقول يفعل ، فيرحب بالجمل المنمقة و بالوعود الزائفة.
أما السياسي المنافق فهو الذي يتكلم بشعارات رنانة ، وعبارات كبيرة ، و يبيع الوطنيات من أجل اكتساب المصالح ، و غالبا ما ينتقد النهج السياسي الغير لائق و يكون أول من على رأسه.
أما السياسي الموجه ذلك الذي يقاتل من أجل آراءه و آراء غيره ضد كل من ينتقد الحكومات و ومن لا يسير على خطاهم.
من هنا؛
إلى أين تتجه الشعوب بسببهم؟ إلى أين السيل سيجرفها ؟ و إلى أين الموج سيأخذها ؟
فعلى مر التاريخ ، والعرب يعانون من نفس المآسي و المواقف و السياسة ، و نفس الشعارات و الإنتقادات ، هذا نتاج ما فعله السياسيين بالأوطان ، و تفككت الشعوب بسببهم.
هجا الشعراء السياسيين و سياساتهم ، ففي كل قصيدة سياسية أقرأها لكل زمن وعصر فإنني أرى أحداث ما فيها وكأنها الآن ، قال نزار قباني :
أيا وطني جعلوك مسلسل رعب
نتابع أحداثه في المساء
فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء؟
تقمص السياسيين أدوارا عدة ، لدرجة أنهم لعبوا في ثقافات الشعوب و جردوها من مبادئها الحقيقية ، و عاداتها الطيبة ، و أقنعوهم بان الطيبة غباء ، و الخبث ذكاء ، و طالب الحق فاجر ، والاحتيال حنكة ، والاحترام ذل.
فقاموا بثورات فكرية كبيرة لهدمها ، لعبوا بالدين و القيم برياءهم و خداعهم و بسطوة سلطتهم ، وكأنهم داء ليس له دواء !!!
بعد كل هذا هل هناك أمل بالتغيير؟
هل هناك أمل بتحصيل الحقوق؟
هل هناك تنفيذ للقوانين؟
هل هناك ديمواقراطية حقيقية؟
كلها تساؤلات ننتظر إجاباتها في القادم إن شاء الله ، قال أحمد مطر :
"نحن الوطن"
إن لم يكن منا كريما آمنا
ولم يكن محترما ولم يكن حرا
فلا عشنا و لا عاش الوطن.