یمانیون في المنفى..

أتابع المفاوضات بین الیمنین , في السوید...بین وفد الحكومة الشرعیة وأنصار الله....ویبدو أن الحكومة السویدیة اختارت لھم قصرا في .ضاحیة بعیدة عن الأضواء , وعن الضوضاء وسط غابة جمیلة جدا لوكنت مكان (مارتن غریفیث) لقمت بإحاطة الإخوة الیمنین بأجواء تساعد على الإتفاق , مثلا لابد من جولة مفاوضات في العراء , یتخللھا ...((شاي ع الحطب)...ونار موقدة , ولتكن الجلسة (أرضي ومن قبیل التجدید أو صنع أجواء تذكر المتفاوضین بالیمن , لابد من وجبة مندي..وسھرة على العود تتضمن فقط أغنیات (الثلاثي ..(الكوكباني لو أن الأمم المتحدة استشارتني , لاستضفت الأشقاء في الكرك...ولتكن المفاوضات...في (وادي بن حماد) فھناك الدفء والنار..وتوفر أجواء تساعد على التأمل , وأحیانا قنص الحباري..إضافة إلى بعض الجولات من الشعر النبطي...ولا یوجد ما یمنع من ارتداء .(الوزرة)..وحمل (الكلیشن كوف)...ولیكن موسى المعایطة ھو الوسیط الدولي ھل ضاق العالم العربي كلھ بالإخوة الیمنین , حتى یختاروا السوید مكانا لإسكات صوت البنادق...وقد كانت مدن العالم العربي كلھا ...,تحتضنھم في أیام السلم والحرب وتفتح المدن یدیھا...لبساطتھم وطیبة قلبھم , ولمطاعمھم التي تستقطب كل العرب لماذا السوید ؟..الجو لیس جوھم أبدا ,واللباس الذي اشتروه على عجل من أجل برد أوروبا , سیخلعونھ عن أكتافھم حین یعودون لصنعاء..فھو لایناسبھم , والطعام الذي یتناولونھ لایحتوي على لحم (التیس) ولا یوجد ھناك بھارات المندي...والإذاعات لا تعرض أغاني ...((ابو بكر سالم) ولا یوجد فیھا أیضا (دان حضرمي قدیم ..(قلت أتابع المفاوضات , وأعرف أن الإخوة ھناك یفتقدون (الشبریة)..یفتقدون ارتداء الدشداشة , وجلسات المساء (الأرضي ..في العالم العربي , مدننا ھي فقط ساحات لحوار البنادق..اما ابتساماتنا واتفاقنا...فأوروبا فقط ھي المخولة , باحتضانھ قال عبدالله البردوني شاعر الیمن ذات مرة: (یمانیون في المنفى ومنفیون في الیمن ).....كیف أصبح الیمن ھو المنفى ؟