النكتة السيئة

فيصل السطوحي

طالَت النُكتة هذه الأيام الزوجات لتغرس فكراً جديداً في عقول الناس أن الزوجة مكروهة لدى الزوج ، وأنه يتمنى الخلاص منها بأي شكل وبأي صورة ، بل تعمقت أكثر من ذلك لتُصَوِّر الزوج في أكثر من مُناسبة وهو يفرح بموت الزوجة ويُساعد على ذلك. امتدت النكتة أكثر وأكثر، ورغم ذلك فهي تجد قبولاً كبيراً بين المتابعين، ويتم تداولها على نطاق واسع، مما يُعتبر دلالة واضحة على قبول المجتمع هذا الفكر المريض.

هذه الرسائل تصل إلى كل شرائح المجتمع. تصل إلى الشاب المُقبل على الزواج، تصل إلى الولد والبنت، تصل إلى الزوج والزوجة. وتمارس التأثير الفكري الذي وُجِدت من أجله.

النكتة هي أسرع الوسائل وأنجحها لغسيل المخ والتأثير على الفكر ، ولهذا نجدها تغزونا في أكثر المواضيع حساسية وتأثيراً على المجتمعات لتَرسَخ في العقول وكأنها حقيقة مُطلقة، وبالتالي تُمارس دورها في تفكيك المجتمعات والنيل من الروابط الاجتماعية بين الأفراد.

 فلقد استُخدمت النكتة منذ زمن بعيد للتأثير على الدول والشعوب ، استخدمها الاحتلال البريطاني في مصر لكسر شوكة أبناء الصعيد الأحرار الذين أذاقوا الإنجليز صروفاً من العذاب بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني آنذاك. فأطلقوا عليهم النكت الكثيرة ومشاهد السخرية العديدة، وألصقوا فيهم صفة الغباء والكسل والفوضى، وهم في الحقيقة أكثر الشعوب نخوة وكرماً وغيرة وشجاعة. بل وقدموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتاب والشخصيات المعروفة، وكما هو حال اليهود الآن في صناعة الكثير من النُكات على العلماء والرؤساء  وبما ليس فيهم بحيث تَرَسّخت الكثير مِنَ القناعات المُضلِّله في العقول .

نكت "المحششين" صورة أخرى من صور التأثير على الفكر العربي. فلقد أظهرت هذه النكت متعاطي الحشيش والمخدرات بمظهر الشخصية الفكاهية المرحة، مما دعا بعض الحكومات إلى إطلاق حملات فورية لتوعية شعوبها بخطر تداول هذه النكات، لمساهمتها في قبول الأطفال هذا السلوك الإجرامي الخطير وعدم إنكاره....أحبائي جميعا.

 

تخيروا ما تشاءون من الطرائف التي تراعي العرف والدين والأخلاق. واجتنبوا كل ما من شأنه أن يشكك في قوة العلاقة الأسرية، أو يساهم في تهوين واستصغار المنكرات// .