عضو "الكونغرس" طليب ستترأس وفدًا نيابيًا للضفة الغربية

في تحد للوبي الصهيوني "ايباك" وللاطلاع على أوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال

 

 واشنطن – وكالات

 تخطط عضو الكونغرس الأميركي المنتخبة من ولاية ميشيغان رشيدة طليّب، هي ومجموعة من أعضاء الكونغرس التقدميين الجدد الذين تعهدوا بتغيير الوضع الراهن في "الكونغرس"، لتحدي اللوبي الصهيوني -إيباك- لزيارة الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وتسعى طليب قيادة وفد نيابي (من النواب الجدد) للقيام بجولة لأعضاء الكونغرس الجدد لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة للتعرف على أوضاع المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال، والاطلاع على معاناتهم على يد سلطات الاحتلال.

وتعد جولة النائبة طليب المخططة للصيف المقبل، كسرا للتقاليد التي تعود إلى عقود من الزمان بالنسبة للأعضاء المنتخبين حديثًا، حيث كانت هذه المبادرة حكرا لـ"إيباك" التي تنظم الجولات للنواب الجدد لزيارة إسرائيل والانغماس في الرواية الإسرائيلية دون معرفة أي شيء عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وطالما تعاملت "إيباك" القوية بأموالها وبناها التنظيمية التحتية مع النواب الجدد، كحديقة خاصة بها ، تحت رعاية ذراعها التعليمي التي عادة ما يتم جدولتها خلال أول عطلة في شهر آب من كل جلسة تشريعية (كل عامين)، وتتضمن الجولة التي تنظمها "إيباك" كل سنتين اجتماعات مع شخصيات إسرائيلية رائدة في مجال الأعمال والحكومة والجيش، ما يترك أثرا قويا على النواب الجدد في حشد التأييد لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريع الاستيطان.

وقاد النواب الجدد في الجولات السابقة لإسرائيل التي تنظمها "إيباك"،كل من زعيم الأغلبية القادم النائب الديمقراطي ستيني هوير وزعيم الأقلية القادمة الجمهوري كيفين ماكارثي .

يشار إلى أن طليب هي أول امرأة أميركية فلسطينية تنتخب للكونغرس، وتأمل - بحسب تصريحاتها- في أن تستفيد من جذورها في فلسطين المحتلة للتمكن من إعطاء الفرصة للنواب الجدد الذين سينضمون لوفدها كي يستشفوا صورة أكثر واقعية عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مثل اعتقال إسرائيل للأطفال الفلسطينيين، والتعليم، والوصول إلى المياه النظيفة وحالات الفقر التي يعاني منها المواطنين تحت الاحتلال.

وقد تصطحب طليب زملائها المرافقين إلى بلدة بيت عور الفوقا في شمال الضفة الغربية التي تنحدر منها.

ومن غير الواضح حتى الان من سينضم إلى طليب من زملائها، حيث ما زالت تعمل على وضع تفاصيل الجولة، إلا أنها واضحة بشأن أمر واحد: إنها تريد من وفدها أن "أنسنة" الفلسطينيين (النظر إليهم كبشر) ، وتقديم بديلا للصورة النمطية المغلوطة التي تسوقها "إيباك" وتسليط الضوء على انعدام المساواة المتأصل في نظام الاحتلال العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، والذي تشبهه بنظام عنصري، ولا تنوي طليب لقاء أي مسؤوليين فلسطينيين أو إسرائيليين

وقالت النائبة طليب (42 عاما) في مقابلة مع مجلة "إنترسيبت" "إنهم (إيباك) لا يظهرون الجانب الذي أعرفه حقيقة، وهو ما يحدث لعائلتي هناك، "أريد أن نرى هذا الفصل العنصري وكيف أضرنا بالفعل وعرقل القدرة على تحقيق سلام حقيقي في تلك المنطقة".

ولا يقتصر تحدي النائبة لـ"إيباك" على قيادة جولة منفصلة إلى المنطقة، فقد أعلنت أنها تؤيد حركة للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي.دي.إس" التي يستعد الكونغرس لتجريمها، والتي تسعى لمعاقبة إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني الممنهجة.

وقالت طليب: "أؤيد حركة المقاطعة، أن المقاطعة الاقتصادية هي وسيلة لجذب الانتباه إلى قضايا مثل العنصرية والانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان من قبل إسرائيل".

يشار إلى أن إعلان النائبة طليب عن موقفها المناصر لـ بي.دي.إس، جاء بعد أسابيع قليلة من إعلان النائبة الديمقراطية المنتخبة من ولاية مينيسوتا، إلهان عمر الصومالية الأصل، والمسلمة في الكونغرس أنها تؤيد "بي.دي.إس"، مما سبب لها الانتقادات اللاذعة بما في ذلك اتهامات معادية للسامية.

يشار إلى أن "إيباك" استعادت قوتها وعادت لتفتل عضلاتها في الكونغرس مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا، ومارست ضغوطات جمة على الإدارة الجديدة من أجل زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل والحد من الدعم المالي للفلسطينيين والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية اليها، ووقف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتراجع عن صفقة الرئيس السابق باراك أوباما النووية مع إيران، وتمرير قوانين جديدة لتجريم المشاركة في حركة المقاطعة.