مُسَلّمات
قد لا أبالغ كثيرا إذا قلت إن أهم ما يميز عصرَنا الحالي هو كثرة التأويل والتفسير وإعادة النظر المتكرر في المواقف والقناعات؛ فالتطور الذي نراه أسهم في تغير نظرة الانسان اتجاه الأشياء بل حملته من مجرد رقم ضمن سلسلة الموجودات في هذا الكون إلى مركز تدور من حوله عجلة الكون كله؛ حتى بات صاحبَ الكلمة في كثير من معطيات الوجود من حوله.
أبدع في جميع مجالات الحياة حتى لامس التعبير ليكون ما يسمى «فن التعبير» بالاستقطاب وجذب الانتباه والإجبار اللطيف على الاستماع والاجمل هو تواجد المنابر التي تحتضن هذا الاجبار للحصول على النتائج الفُضلى كحصيدة للحوار دون تعنت او رفض فلا يستطيع الانسان ان يطلب التطور او التقدم حاصرا احتياجاته في زاوية المُسلّمات فعنده سيكون التعبير حدثا عارضاَ او كسر لروتين الحياة.
تشابهت حركة الناس ومعيشتهم في العالم حتى بات التقليد شيء باهت يصعب الفصل او الحزم به فأصبح التعبير خاصها في الحدود الواقعية لاحتياجاتها متطورا بتطور قدرات ومعارف المواطن ليكمن جماله بالعقلانية الحاضرة في كل شيء فتكون النتائج محسومة وملموسة، فكل مجتمع عقلاني يكون أكثر تماسكا وأسرع تطورا وأكثر تلبية لاحتياجاته.
رغم جمال العفوية وبريقها الا انها في بعض الأحيان تُخرج الأشياء عن مسارها إن لم تستند الى العقلانية فالحاضر والماضي كلاهما حاضران للمستقبل وفي اختباء المستقبل في الحاضر تكون الثقة، وهي الأساس ان ليست المصدر الأول لجميع تعاملاتنا وتطورنا في الحياة بجميع تفاعلاتها وأسس نهجهاففي انعدامها يكون التعبير مجرد صدى لا أكثر ولا أقل والتفاعل لا يخرج من دائرة محاكاة النفس والتقدم يكون خطوات يقوم بها الانسان بارحا مكانه حصادها التعب.