كذب التسعيرة!
الحمد لله أن الحكومة ليس لها أي علاقة بتسليم العرائس وإلا
من كان ذاهبا لإحضار عروسته نورة من الممكن أن يعطوه عوضا عنها ابن خالها فوّاز.. والحمد لله أن الحكومة ليس لها أي علاقة بتسليم ما نشتريه من الخضار والفواكه وإلا لأعطتنا بدل الكوسا ليف حمام.. ونسجد لله شاكرين أنه تم تأجيل إطلاق قمر فضائي أردني حيث كان من الممكن بدل أن يذهب إلى القمر أن يذهب إلى جبل النظيف!
حصل في مستشفى البشير أن سيدة أردنية أبلغت بوفاة مولودها على أساس أنه ذكر، في حين تسلمت من الطب الشرعي مولودة أنثى.. وبرر مدير المستشفى أن هذا الخطأ يحدث في التواصل ما بين القابلات والأهالي بخصوص جنس المولود ويستخدم في أقسام الولادة مصطلح مولود ابن فلانة للذكر والانثى، وإذا لم يحسم فحص الحمض النووي هذا الجدل ربما يلعب وزير الصحة (فنّة) لتحديد إن كان المولد ذكرا أم أنثى!
الرئيس تحدث أننا نتحضر للانطلاق للمستقبل، ولا أدري أي مستقبل من الممكن أن يستقبل أشكالنا ونحن لازلنا عاجزين عن كتابة المولود إن كان ذكرا أو أنثى، وهذه الخربطة لم تكن تحدث أيام الداية أم جميل وليس في ظل حكومة تستعد لإطلاق مشروع نهضة!
طبعا الحكومة التي تخربط في جنسية مولود من السهل عليها أن تخربط في تسعيرة محروقات، وأصبحت أشك أنهم حين يسعرون لا يدرسون أسعار برميل برنت للبترول.. بل يدرسون سعر برميل برنت للكاشو، أو برميل برنت للجمبري، أو برميل برنت للصنوبر، وعليها تحدد أسعار المحروقات، لأن سعر برميل البترول أصبح أرخص من برميل اللبن المخيض، بينما يباع محليا بسعر أغلى من برميل العسل!
طبعا التسعيرة مناطة بلجنة مستقلة تجتمع كل نهاية شهر ولا أحد يتدخل في عملها.. بينما وزيرة الطاقة على أحد البرامج التلفزيونية قبل اجتماع اللجنة بيوم توقعت نسبة التخفيض، قرار اللجنة كان مطابقا تماما لحديث الوزيرة عن نسب التخفيض دون زيادة أو نقصان مع أنها كانت تتوقع.
حقيقة انبهرت بقدرة معاليها على التوقع، فهي دون أن تجلس وتحسب أسعار برنت على مدى الشهر، وتطرح وتنقص وتقسم.. وتحسب التكلفة والفاقد والنقل، توقعت النسبة بالزبط قبل اجتماع اللجنة!
بينما خابت توقعات كل خبراء الطاقة الذين توقعوا نسب تخفيض أعلى.. فهل فعلا قرار التسعير مناط بلجنة مشكلة لهذه الغاية، أم قرار من معالي الوزيرة يفرض على لجنة التسعير وتكون نسب التخفيض محددة مسبقا!
يقال أيضا أن العرض والطلب يدخل ضمن تسعيرة المحروقات لذلك لم تنخفض أسعار الكاز والسولار بنسب عالية، قبل سنوات داهم الأردن منخفضات قطبية وموجة صقيع شلَت الحياة العامة لأيام فلماذا لم تنخفض أسعار البنزين في تلك الفترة لأن جميع السيارات كانت متوقفة ولم تتحرك إلا الجرافات؟!
أيضا يتم حساب تكلفة النقل في تسعيرة المحروقات، فكيف لعاقل أن يصدق هذا البند وتكلفة البنزين في الرصيفة التي تبعد عن المصفاة 3 أشبار هي نفسها في العقبة التي تبعد مئات الكيلو مترات أو العكس إذا كنّا نستورد البنزين مباشرة إلى ميناء العقبة!
كان على معالي وزيرة الطاقة لمزيد من الشفافية وإعادة الثقة بلجنة تسعيرة المحروقات أن لا تعطي أي نسب متطابقة أو تبرير لنسب التخفيض المخجلة.. لأنني على قناعة الآن أن لديهم تسعيرة محروقات لشهر 6 عام 2025!