وصفي
من الجمیل أن تكتب عن وصفي التل , بعد مرور ذكرى استشھاده ..على الأقل سترصد ردات الفعل , وما كتب عنھ ..سترصد أیضا جیلا . ما زال في العشرین من العمر لم یعاصر وصفي , ولم یكن ولد في زمانھ بعد ..قد استفزتھ الذكرى , وأنتج ردات فعل جمیلة وغریبة والسؤال لماذا كلما مرت الأعوام على استشھاد وصفي , تشتد ردة فعل الأردني , ویتخذ من الذكرى منصة للدفاع عن بلده ...ویتخذ منھ ... نموذجا في الوطنیة والبسالة والإقتدار لأنك حین تفتح جھاز كمبیوترك على مقالات لبعض الكتاب اللیبرالیین , تكتشف أنھم أوغلوا في الحدیث عن الشفافیة , والنظرة للمستقبل ..ونسوا الذكرى ووجدان الأردني , وكأن وصفي التل ھو مجرد رئیس یستعمل للمناكفة , وھؤلاء أعداء التاریخ وتجار المكاسب . والمناصب وثمة فئة أخرى , صارت مھتمة بالشارع , وتتحدث عن أھمیة الجلوس في المنازل وعدم الخروج للشوارع , باعتبار أن الحكومات تقوم . بأقصى جھدھا لصون السلم الأھلي والإستقرار , وھؤلاء فجأة یتحولون لضباط أمن وأصحاب خبرة في المسیرات وكیفیة لجمھا وفئة أخرى , من السیاسین الذین یعشقون ربطات (الھیرمز) تعرف حجم ضعفھا وبؤسھا , وتسرد في المجالس الضیقة تحلیلا أشبھ ما یكون بالعواء وتعتبر أن الأردني مسكون بھاجس التاریخ ولا یرید النظر إلى المستقبل ..وأن وصفي حالة انتھت , والرجوع إلیھ ھو مجرد . مناكفات سخیفة وفئة أخرى ممن أوغلوا في التمویل الأجنبي , تنظر للذكرى على أنھا مجرد مناسبة تشبھ عید الشجرة , والمھم في البلد ھو الشفافیة . ...وتكافؤ الفرص والمواطنة , وتتعمق في شرح تلك العناوین طمعا بمزید من التمویل ھؤلاء كلھم بردات فعلھم , یستفزون الشارع ویجعلونھ ینحاز للذكرى وللشھید وللتاریخ ...والحقیقة أن وصفي التل كان رئیسا من الشعب ولیس على الشعب , وصفي كان مقاتلا حمل البندقیة وتمترس في الخنادق وأطلق النار ..ووصفي كان مزارعا, وعاشقا ..والأھم أنھ كان . مشروعا في الدولة مشروعا سیاسیا واجتماعیا واقتصادیا وصفي ھو الرجل الوحید في العالم , الذي دفن منذ (47 (عاما ..ومازال في مرقده یخیف البعض , أي جبروت ھذا الذي یمتلكھ , أي قوة ؟ .. ..أي صلابة ؟ .... السر في وصفي أن ھذه الفئات كلھا , كانت تھابھ في الحیاة ..وما زالت تھابھ حتى في موتھ