الفيصلي يكسب الجزيرة والجمهور.. ويشعل صراع المقدمة

 

 الانباط - عوني فريج

دون ادنى شك فقد حقق الفيصلي مساء الجمعة واحدا من اثمن واغلى انتصاراته في دوري كرة المحترفين عندما تجاوز المتصدر الجزيرة بهدف النجم الرائع خليل بني عطية ..هذا الانتصار الذي حمل اكثر من معنى وعنوان ...وصب في الجانب المعنوي للفريق الازرق باعتباره حقق اكثر من هدف للفريق صاحب العدد الاكبر في مرات الفوز بلقب بطولة الدوري منذ انطلاقتها لاول مرة بداية الثلاثينات وهو 33 مرة وهو عدد لن يصل اليه اي فريق خلال الاعوام الطويلة القادمة ..فهو عزز من حظوظ الازرق بالعودة من جديد للمنافسة على اللقب بعد ان قلص الفارق في النقاط بينه وبين الجزيرة المتصدر الى 4 نقاط ..بعد ان وصلت في المرحلة السابقة الى 7 نقاط ..الى جانب ان هذا الانتصار اعاد الحضور القوي للفريق على الساحة الكروية بعد سلسلة من التراجع فرضتها التغييرات المتواصلة على الادارات الفنية للازرق ..وهو الباحث دوما عن الصدارة والعاشق لمراكز المقدمة ..دون ان ننسى بالطبع اهمية فوز الزعيم من الجانب المعنوي المتمثل باعادة الصلة والثقة معا لجماهير الفريق التي فقدت في بعض المراحل ثقتها بقدرة فريقها على العودة الى المنافسة ..لا بل ان هذا الجمهور الوفي فرض ما يشبه المقاطعة على بعض مباريات الفريق عكسا على تواضع النتائج وتراجع ترتيب الازرق على سلم الدوري ... في ظاهرة لم يشهدها الفريق في العادة الا ما ندر ..!!

ورغم ان الفيصلي سبق وان حقق العديد من الانتصارات على منافسه التقليدي القديم الجزيرة ..غير ان هذا الفوز تحديدا جاء بنكهة مختلفة عن سابقيه باعتباره حقق اكثر من هدف ..لكن بعيدا عن النواحي الفنية التي لم تكن اصلا حاضرة خلال زمن المباراة ..ونحن الذين شاهدنا شوطا اول مملا ..لم نر فيه من جمال كرة القدم الا الهدف الثمين الذي سجله خليل ...وصنعه بطريقة احترافية مذهلة ..فقد كان للاصرار والعزيمة ورغبة الانتصار التي دخل بها نجوم الزعيم اجواء المباراة .. دورها في الفوز الفيصلاوي الثمين وهو ما تجلى بالعطاء الذي قدموه ..اضف الى ذلك هذا الجمهور الكبير الذي حقق على ارض الواقع مقولة ان الجمهور يشكل رقم 12 في الفريق ..فهو بحق ضرب مثلا رائعا في الوفاء لفريقه بهذا الحضور الكبير الذي تجاوز ارقاما سابقة سجلها جمهور الازرق وقبل ساعات طوال من موعد اللقاء ..وظل طوال المباراة يهتف لفريقه ويتفاعل مع كل هجمة وموقف وشكل ضغطا ايجابيا على اللاعبين ساهم كثيرا بايقاد جذوة الحماس في نفوسهم الى ان حققوا الفوز ..

صحيح ان خسارة الجزيرة ساهمت بخلط اوراق المقدمة واشعلت المنافسة على اللقب .. ومنحت لنصف فرق الدوري فرصا متفاوتة لخطف مركز المقدمة من المتصدر ...الا ان الصحيح ايضا ان الخسارة الوحيدة التي تلقاها الاحمر لا تعني بداية التراجع للشياطين الحمر.. وهم الذين يملكون من النجوم وقبل ذلك الاستقرار الاداري والفني ما يمكنه من العودة من جديد الى افاق الانتصارات ..بعد العودة الى مستواهم المعروف والذي غاب كثيرا في مباراة القمة ..رغم بعض الهبات ومواقف الخطورة التي شكلها على مرمى الفيصلي تصدى لها معتز ياسين بجسارة وحضور لافت ...

لكن دعونا ننظر لاهمية هذا الفوز للفرق الاخرى فقد قدم الفيصلي بهذا الفوز خدمة كبيرة له وللفرق المنافسة الاخرى ..شباب الاردن والسلط والوحدات فهو اوقف زحف الجزيرة وقلص الفارق في النقاط بينه وبين تلك الفرق واشعل صراع المنافسة على لقب الدوري ..بحيث باتت نصف فرق الدوري تنظر للمرحلة القادمة بالاهمية المطلوبة بعد ان عادت اليها الامال ...وبات صراع اللقب مشروعا لمن يهوى الاقتراب من القمة ويعمل من اجلها ..!!//