مايكروسوفت وآبل وتنافس على لقب الشركة "الأكثر قيمة"

 

دبي - البوابة العربية للأخبار التقنية

عادت شركة مايكروسوفت اليوم لمنافسة شركة آبل على لقب الشركة الأكثر قيمة سوقية في العالم، حيث تجاوزت عملاقة البرمجيات الشركة المصنعة لهواتف آيفون من حيث القيمة السوقية لأول مرة منذ ثماني سنوات، مع وصول مايكروسوفت لفترة وجيزة إلى قيمة سوقية تبلغ 812.93 مليار دولار اليوم، تليها شركة آبل بقيمة سوقية تبلغ 812.60 مليار دولار، ما جعل من مايكروسوفت أكثر الشركات قيمة في العالم، حتى لو لمجرد فترة مؤقتة.

ويأتي هذا التفوق بعد مرور أربعة أشهر فقط من وصول آبل لقيمة سوقية تصل إلى تريليون دولار، لكنها سرعان ما فقدت هذه القيمة السوقية مع تراجع سعر سهمها، ومرت ثماني سنوات منذ أن كانت مايكروسوفت متقدمة على آبل، حيث تراجعت في عام 2010 في ظل معاناتها من بطء الطلب على أجهزة الحواسيب الشخصية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى النمو الهائل للهواتف الذكية التي يقودها هاتف آيفون.

ووصفت تلك اللحظة بأنها "نهاية حقبة وبداية حقبة تالية"، وهي الحقبة التي حققت فيها أسهم شركة آبل نموًا هائلًا خلال السنوات الخمس الماضية، وبلغت آبل ذروتها مع وصول قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليون دولار بقليل في أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، لكن المستثمرين يشعرون بالقلق إزاء مبيعات هواتف آيفون التي لا تزال تشكل ما يقرب من 60 في المئة من إيرادات آبل بأكملها.

وكانت الشركة قد حذرت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من أنها قد لا تحقق المبيعات المطلوبة منها وفقًا لتوقعات محللي وول ستريت خلال موسم العطل، وأدى تحذيرها إلى انخفاض سعر سهمها بنسبة 23%.

وتشير التقارير الأخيرة إلى أنها قد استأنفت إنتاج هاتف العام الماضي iPhone X بسبب ضعف مبيعات هواتفها لهذا العام، كما أعلنت أنها لن تكشف بعد الآن عن عدد أجهزة هواتف آيفون وحواسيب آيباد اللوحية وحواسيب ماكنتوش التي تبيعها، وذلك في ظل تباطؤ الطلب العالمي على الهواتف الذكية في السنوات الأخيرة، مما جعل من الصعب عليها زيادة إيراداتها.

كما تراجع سعر سهم الشركة بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يمكن فرض تعريفات جمركية على أجهزة الحاسب المحمولة والهواتف الذكية المستوردة من الصين، وترافق ذلك مع انخفاض أسهمها بشكل حاد خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما أدى إلى خسارتها نحو 300 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وعملت مايكروسوفت خلال السنوات الأخيرة على تحسين أدائها بشكل كبير، مدعومة بثقة المستثمرين بعد تعيينها في عام 2014 رئيسها التنفيذي الجديد ساتيا نادالا Satya Nadella، حيث خفضت الشركة اعتمادها على نظام ويندوز لأجهزة الحاسب الشخصية وأصبحت لاعبًا رئيسيا في الحوسبة السحابية، مما جعلها تحل في المركز الثاني بعد أمازون ضمن هذا القطاع الآخذ في النمو.

وتفوقت مايكروسوفت في وقت سابق من هذا العام على شركة جوجل من حيث القيمة السوقية، كما أنها تجاوزت أمازون من حيث القيمة السوقية خلال الشهر الماضي، ويوصي ثلاثة وثلاثون محللاً بشراء أسهم شركة مايكروسوفت، في حين أن واحدًا فقط لديه تقييم سلبي وآخر له تصنيف محايد، وذلك وفقًا لبيانات شركة Refinitiv.

وتمتلك عملاقة البرمجيات مجالات عمل متنوعة مقارنة بغيرها من عمالقة التكنولوجيا، إذ تمثل قطاعات ويندوز ومنصة الألعاب إكس بوكس وأجهزة Surface ما يصل إلى 36 في المئة فقط من إجمالي أرباح مايكروسوفت، مقارنة بنسبة 86 في المئة من أرباح جوجل القادمة من الإعلانات.

وكانت الشركة قد فشلت بشكل كبير فيما يتعلق بالهواتف المحمولة، ويعود الفضل بذلك الفشل إلى هواتف ويندوز، لكن الشركة أثبتت أنها مرنة، إذ إنها تركز الآن على تقنيات المنصات المتعددة والسحابة والذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى تأمين مستقبل الحوسبة الكمومية وحوسبة الواقع المختلط، وتواجه كل هذه الجهود منافسة شديدة من آبل وجوجل وأمازون وفيسبوك وغيرها من الشركات.