دمشق تعلن إسقاط طائرة وصواريخ، وتل أبيب تعلق

أول هجوم إسرائيلي على سوريا بعد إسقاط الطائرة الروسية..

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات إسرائيلية شنّت مساء الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، غارات على أهداف في ريف دمشق وأخرى في جنوب سوريا، مشيراً إلى أنّ الدفاعات الجوية السورية أطلقت نيرانها بكثافة على الطائرات المغيرة.

ويعد هذا الحادث، أول هجوم كبير منذ أن قلصت إسرائيل هجماتها في سوريا بعد إسقاط طائرة استطلاع روسية عن طريق الخطأ هناك قبل نحو شهرين، ما دفع موسكو إلى تزويد النظام السوريبمنظومة إس-300 المتطورة للدفاع الجوي.

تضاربت الروايتان السورية والإسرائيلية بشأن الحادث، ففي حين نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر أمني سوري قوله إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت مقاتلة إسرائيلية و4 صواريخ، قال الجيش الإسرائيلي إن التقرير زائف.

ونقلت الوكالة عن المصدر قوله إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت الصواريخ قبل وصولها لأهدافها في مدينة الكسوة جنوبي دمشق.

الأهداف التي استهدفتها إسرائيل

وقال مصدران كبيران في المخابرات بالمنطقة إن المكان الذي قيل إن الواقعة حدثت فيه يضم مركزاً للاتصالات والدعم اللوجستي لجنوب سوريا قرب الحدود مع إسرائيل يتبع جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران.

وتطابقت رواية هذين المصدرين مع ما قالته مصادر بالمعارضة السورية، والتي أكدت أن الأهداف معاقل مدعومة من إيران.

وقال مصدر منشق عن الجيش السوري على اتصال بعسكريين إن من بين الأهداف التي هوجمت كتيبتين للجيش السوري بهما وجود لجماعة حزب الله إلى جانب مخزن صواريخ قريب من قواعده قرب الحدود مع لبنان.

وعلى خلاف حوادث سابقة، لم تحمل السلطات السورية إسرائيل المسؤولية.

ونفذت إسرائيل من قبل عشرات الضربات على مواقع إيرانية ومواقع لجماعات مدعومة من إيران في سوريا على مدى الحرب الدائرة منذ أكثر من 7 سنوات بسبب تنامي قلقها من الوجود الإيراني المتزايد في سوريا الذي تراه تهديداً لأمنها.

التقرير الإسرائيلي عن الحادث

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان على تويتر «فيما يتعلق بإطلاق صواريخ أرض-جو سورية، رصدت الدفاعات الجوية (الإسرائيلية) مقذوفاً واحداً أطلق صوب منطقة مفتوحة في هضبة الجولان».

وأضاف البيان «في المرحلة الحالية لا يزال من غير الواضح إن كان قد حدث حقاً أي تأثير في أرضنا. قواتنا تمشط المنطقة. علاوة على ذلك، فإن التقرير حول ضرب طائرة إسرائيلية أو هدف جوي إسرائيلي زائف».

وفي وقت سابق قالت وسائل إعلام سورية رسمية إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت «أهدافاً معادية» في الكسوة و»أفشلت العدوان ورغم كثافته لم يحقق أي هدف من أهدافه».

وقال معارض سوري على دراية بالمنطقة إن قربها من هضبة الجولان السورية جعلها مركزاً للتجنيد لجماعات مدعومة من إيران ونشرها عبر منطقة الحدود الاستراتيجية مع إسرائيل.

وأضاف سعيد سيف لرويترز أن إسرائيل استهدفت هذه المنطقة لأن ثكنات الجيش السوري هناك أصبحت ساحة تجنيد لحزب الله وجماعات مسلحة أخرى للانتشار في القنيطرة.

وإيران حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد ودعمت عدداً من الجماعات المسلحة التي حاربت في صف النظام السوري وحلفائه.

إيران توسع نفوذها جنوب سوريا

وقالت مصادر أمنية إقليمية إن طهران وسعت وجودها العسكري في جنوب سوريا في الشهور الماضية من خلال جماعات تقاتل بالوكالة عنها ومن أكبرها حزب الله.

وتقول مصادر في المعارضة إن جماعة حزب الله تلعب حالياً دوراً قيادياً في محافظة القنيطرة المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، حيث يُعتقد أن الجماعة تدرب جماعات مسلحة متحالفة معها ومئات من المعارضين المسلحين السابقين.

وذكرت المصادر أن هذا كان أول هجوم كبير منذ أن قلصت إسرائيل هجماتها في سوريا بعد إسقاط طائرة استطلاع روسية عن طريق الخطأ هناك قبل نحو شهرين.

وتسبب إسقاط الطائرة في 17 من سبتمبر/أيلول بنيران سورية مضادة للطائرات، بعدما هاجمت طائرات إسرائيلية ما يشتبه بأنها شحنة أسلحة إيرانية إلى سوريا، في خلاف دبلوماسي بين إسرائيل وروسيا، حيث حملت موسكو إسرائيل المسؤولية عن الحادث.