أردنيون في كل مكان!
لا أردنيين بين ضحايا زلزال.."، "الأردنيون في .. بخير"، ومثلها عناوين مشابهة تطالعنا بها وسائل الإعلام كلما وقع تفجير أو زلزال أو إعصار أو سقوط طائرة في بلاد الدنيا الواسعة. وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية تجد نفسها دائما مضطرة لتقديم إيضاحات صحفية ردا على استفسارات إعلامية.
عندما كنا في الصحف نرغب بجذب اهتمام القراء لتغطياتنا لكوارث أو أحداث طارئة في دول أخرى، نتوجه بسؤال للجهات المعنية في الحكومة عما إذا كان هناك أردنيون من بين المتضررين، وسواء كان الجواب بالنفي أو بتأكيد وجود مصابين، فإننا نضمن في الحالتين"أردنة" الخبر ولفت أنظار القراء.
أمس أصدرت وزارة الخارجية تصريحا أكدت فيه عدم وجود ضحايا أردنيين في زلزال ضرب محافظة كرمانشاه الواقعة في غرب إيران. لا أعلم على وجه الدقة عدد الأردنيين في إيران، لكن على ماسمعت من دبلوماسيين لايزيد عددهم عن مئة شخص إن لم أكن مخطئا، ويتواجد معظهم في العاصمة. يفوق عدد سكان إيران الثمانين مليون نسمة، وتبدو فرصة إصابة أردني احتمالا غير قابل للقياس أو التوقع، وسط هذا العدد المهول من البشر.
لكن بالرغم من أن تعداد الأردنيين في الداخل والمهجر أقل من عشرة ملايين نسمة، إلا أنهم ينتشرون على خريطة واسعة من الدول. أواخر العام الماضي ضرب زلزال جزيرة فرنسية بالمحيط الهادي. لم يكن ليخطر ببال أحدنا وجود أردنيين على هذه الجزيرة، لكن اتضح لاحقا وجود العشرات منهم بين المحاصرين، مما استدعى تدخلا رسميا أردنيا لتأمين سلامتهم.
أوائل هذا العام تعرض المارة في أحد شوارع المدن الكندية لعملية دهس مدبرة، كان من بين ضحاياها أردني تواجد هناك في زيارة عائلية. ولايمكننا أن ننسى بالطبع العملية الإرهابية قبل عامين التي استهدفت مطعما في اسطنبول راح ضحيتها عدد من الأردنيين بين شهيد وجريح.
كثيرا ما نسمع عن وجود أردنيين في بلدان لا يعرف بوجودها غيرهم. لعقود طويلة مضت لم تكن دول القارة الأفريقية غير العربية وجهة لسفر الأردنيين، لكننا اليوم نعرف عشرات الحالات لشبان ينشطون في مجال التجارة بدهاليز القارة السمراء. وفي دول شرق آسيا صار للأردنيين حضور ملموس خاصة في الصين التي أصبحت محجا للتجار وكذلك كوريا الجنوبية ، إضافة للسياحة الأردنية النشطة لدول مثل تايلند وماليزيا وجزر أندونيسيا السياحية.
وخلال موجة العمليات الإرهابية التي ضربت دولا غربية في السنوات الأخيرة، كان السؤال الدائم عن الأردنيين في وسائل الإعلام نظرا لتواجد أعداد غير قليلة في بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وأسبانيا.
تركز الوجود الأردني الكثيف تاريخيا في دول الخليج العربي التي تمثل سوقا رئيسيا لعمل مئات الآلاف، وبالدرجة الثانية الولايات المتحدة، ملاذ الهجرة الدائمة، وفي العقدين الأخيرين برزت كندا على خريطة الاهتمام الأردني، وتقدر مصادر مطلعة عدد الأردنيين الذين يحملون جنسية كندية بنحو خمسة آلاف أردني.
العمل والتجارة والسياحة هي العوامل الرئيسية خلف انتشار الأردنيين في أصقاع الأرض، ما يفرض السؤال عنهم عند وقوع المصائب.