دورنا القومي
هذا هو الدور الذي نبحث عنه، كي نؤديه، ونتباهى به ونفخر، ونهزم على أثره ونتائجه كل أعداء شعبنا وخصومه، ومعهم قصار النظر، وهو الفعل الذي دفع قواتنا المسلحة لأن تتدخل لإنقاذ أرواح الجنود العراقيين وعملت على نقلهم إلى مستشفياتنا وعلاجهم على يد أمهر أطبائنا، وأن تكون علاقاتنا مع المكونات العراقية الثلاثة على قدم المساواة : مع الكرد كما هي مع العرب، ومع الشيعة كما هي مع السنة، ومع المسيحيين والأزيديين كما هي مع كل العراقيين، لأننا لسنا طرفاً لا في الصراع القومي ولا المذهبي ولا الطائفي المرضي الذي ألم بالعراق، ولهذا كانت عمان من أوائل المحطات التي زارها الرئيس العراقي في أول جولة له بعد انتخابه.
وأن يكون المستشفى الأردني في غزة وهي المدينة الوحيدة المسماه بغزة هاشم، مثلما لنا مشفى في جنين أو رام الله، وأن نحمي القدس كما هي الخليل وبيت لحم، وأن تكون علاقاتنا الرسمية مع حماس كما هي مع فتح، رغم علاقاتنا واعترافنا وتأكيدنا على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وأن سلطتها الوطنية هي أداتها على الأرض، فحركة حماس حركة سياسية نالت الأغلبية البرلمانية التشريعية من شعب الضفة والقدس والقطاع عام 2006 بانتخابات أشرف عليها الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس وأجهزته الأمنية والإدارية.
الأردن لم يتورط في عمل غير أخلاقي وغير قومي وغير مقبول لا في سوريا التي استقبلنا أهلها وشعبها بدون منة وتحميل جمايل، مما يتطلب عودتهم بكرامة لبلدهم حتى لا يتحولوا عبئاً مستديماً على الأردنيين فبلدهم أولى بهم وبرعايتهم، ولم نتدخل في العراق، وعلينا استمرار الحفاظ على نظافة وطهارة سلاحنا الوطني لأنه الخيار الذي يحمي أمننا ويحافظ على كرامتنا القومية، ويحفظ علاقاتنا الودية مع الجميع.
ولم يتورط نظامنا في عمل داخلي مشين، فقد رفضت الدولة بخيارها ومؤسساتها وأجهزتها إخراج الإخوان المسلمين عن الشرعية وصمدت في وجه الضغوط كي « لا تبطش « بالإخوان المسلمين، فالخيار الوطني – رغم خلافاتنا الشديدة معهم – أن الإخوان المسلمين جزء من الطيف السياسي الأردني وطالما هم مع الدستور والقانون ويعملون تحت مظلتهما فلهم كل الحق في معارضة السياسات الحكومية وأن يقفوا سياسياً ضدها.
نتنباهى أن نسمع من إذاعة أوروبية مثل مونت كارلو خبراً حول كيفية التدخل الأردني لإنقاذ جنود عراقيين تعرضوا لإرهاب القاعدة وداعش، وهم في حالة الخطر نتيجة الإصابة من تفجيرات متعمدة تستهدف حياتهم وأمن العراق واستقراره... نتباهى بذلك ونفخر.