اوروبا تصادق على خروج بريطانيا بعد التوصل لـ"أفضل اتفاق ممكن"

 بروكسل- وكالات

طوى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة صفحة تاريخية من علاقاتهما، عبر إبرام اتفاق انفصال يُفترض أن ينهي علاقات مضطربة استمرت أكثر من أربعين عاما.

وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي امس بعد القمة، أن اتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "هو الوحيد الممكن"، في تصريحات تتقاطع مع ما سبق أن أعلنه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وقال يونكر بعد المصادقة على الاتفاق "إنه افضل اتفاق ممكن، إنه الاتفاق الوحيد الممكن."

من جهتها، صرّحت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن "رؤية المملكة المتحدة تخرج من الاتحاد بعد 45 عاماً هو أمر مأساوي".

ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللحظة بأنها "حرجة"، معتبراً أن "هذا يبيّن أن الاتحاد الأوروبي يعاني ضعفا".

وشدد رئيسا وزراء إيرلندا وهولندا على أنه "لن يكون هناك خطة بديلة".

وقال يونكر في وقت سابق "إنه يوم حزين. خروج بريطانيا أو أي دولة أخرى من الاتحاد لا يدعو للابتهاج ولا للاحتفال، إنها لحظة حزينة، إنها مأساة".

ويُفترض أن تمرّ "معاهدة الانسحاب" غير المسبوقة المؤلفة من 585 صفحة، باختبار مصادقة البرلمان الاوروبي وخصوصاً البرلمان البريطاني قبل أن تدخل حيّز التنفيذ، وهو أمر غير مؤكد من الجانب البريطاني.

وأعلنت الدول الـ27 التي التفت حول كبير مفاوضيها في ملف بريكست ميشال بارنييه أثناء فترة المفاوضات في وجه البريطانيين الذين كانوا منقسمين حول الأهداف التي يريدون تحقيقها، أن هذا الاتفاق هو الأفضل الذي كان يمكن أن تحصل عليه المملكة المتحدة.

وقال يونكر، "أولئك الذين يعتقدون أنه عبر رفضهم لهذا الاتفاق، سيحصلون على أفضل منه، سيخيب أملهم" مؤكداً أنه "أفضل اتفاق ممكن". وقال "أدعو جميع من سيصادقون على هذا الاتفاق في مجلس العموم الى أخذ هذه الحقيقة في الاعتبار".

وكُتب في "الإعلان السياسي" القصير الذي صادق عليه أيضاً المجلس الأوروبي وماي وسيتمّ ضمّه إلى معاهدة الانفصال، أن الاتحاد سيعمل على إرساء "أقرب علاقة ممكنة" مع لندن بعد بريكست.

وقال رئيس المجلس دونالد توسك "هناك أمر واحد مؤكد، سنبقى أصدقاء إلى الأبد".

وكانت ماي أكدت في "رسالة إلى الأمة" أنه "اتفاق من أجل مستقبل أفضل يسمح لنا بانتهاز الفرص التي تنتظرنا".

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي "أعتقد أن ماي بذلت جهودا كبيرة من أجل اتفاق جيد وبالنسبة للاتحاد إنها نتيجة مقبولة".

الى ذلك، شدد قادة الدول الاوروبية في إعلان ملحق بما توصلت اليه قمتهم الاستثنائية، على ضرورة إبرام اتفاق مع بريطانيا حول الصيد البحري "حتى قبل انتهاء الفترة الانتقالية" التي تلي خروجها من الاتحاد.

وكتبوا في هذا النص الذي أضيف بناء على الحاح فرنسا وهولندا، أن "اتفاقا حول الصيد البحري هو مسألة اولوية، ويتعين أن يستند الى أمور منها مبادئ الوصول المتبادل والحصص المعمول بها"، معربين عن اسفهم للتقاعس في تسوية هذا الملف في اتفاق بريكست.

وتصدعت الوحدة التي ظهرت من الجانب الأوروبي في الأيام الأخيرة عندما هددت اسبانيا بالتسبب بإلغاء القمة إذا لم تحصل على ضمانات مكتوبة حول مصير جبل طارق. وبعد مفاوضات شاقة، أكد رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز اول من امس أنه تمت تلبية طلبه.