طائرات روسية تقصف منفذي الهجوم ودمشق تطالب الامم المتحدة بـ"اجراءات رادعة"

 100 مصاب في حلب في هجوم بالغاز لـ"المعارضة"

 

عواصم - وكالات

نفذت طائرات حربية روسية ضربات جوية ضد مسلحين تحملهم مسؤولية إطلاق قذائف معبأة بغاز الكلور على مدينة حلب السورية.

وأصاب قصف نفذته "المعارضة السورية" أكثر من مئة شخص في هجوم يشتبه أنه بغاز سام في حلب، وصفه مسؤول من قطاع الصحة بأنه الأول من نوعه في المدينة.

ونسبت وكالات أنباء روسية إلى وزارة الدفاع قولها امس، إن طائراتها الحربية نفذت ضربات جوية ضد مسلحين تحملهم مسؤولية إطلاق قذائف معبأة بغاز الكلور على مدينة حلب.

وفي وقت سابق امس، اتهمت موسكو مقاتلي المعارضة بتسميم 46 شخصا بينهم ثمانية أطفال في الهجوم، بينما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن 107 أصيبوا.

وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، إن الضربات الروسية دمرت كل المواقع التي كانت تستهدفها، وإن موسكو أبلغت تركيا مسبقا بأمر الغارات عبر خط تليفوني ساخن.

بدورها، طالبت وزارة الخارجية السورية الأمم المتحدة باتخاذ ”إجراءات رادعة“ بعد ما يشتبه أنه هجوم بغاز سام شنه "مقاتلو المعارضة" على مدينة حلب وأسفر عن إصابة أكثر من 100.

وذكرت الوزارة في بيان ”ان الحكومة السورية تطالب مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية... عبر اتخاذ اجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول والأنظمة الداعمة والممولة للإرهاب“.

وجاء في رسائل وجهتها الوزارة إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن والمدير العام لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية: قامت المجموعات الارهابية المسلحة بتاريخ 24 تشرين الثاني 2018 بالاعتداء بالغازات السامة على الأحياء السكنية الآمنة في مدينة حلب، حيث استهدفت أحياء الخالدية والحمدانية والشهباء وشارع النيل وجمعية الزهراء بالمدينة بعشرات قذائف الهاون المحشوة بمادة الكلور ما أدى إلى إصابة 107 من المدنيين بحالات اختناق وتسمم شديدة الخطورة معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ فضلا عن الأضرار التي ألحقتها بالممتلكات العامة والخاصة في المناطق المستهدفة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف تسبب في إصابة العشرات بمشكلات في التنفس مساء اول من امس في حلب.

وهذا هو أكبر عدد للضحايا في حلب منذ أن استعادت الحكومة وحلفاؤها السيطرة على المدينة قبل قرابة عامين.

ونفى مسؤولون من "المعارضة" استخدام أسلحة كيماوية واتهموا حكومة بدمشق بمحاولة توريطهم.

واتهمت روسيا، مقاتلي "المعارضة" بإطلاق قذائف بغاز الكلور على المدينة، وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مقاتلي "المعارضة" قصفوا حلب من منطقة لخفض التصعيد في إدلب يسيطر عليها مسلحو جبهة النصرة الذراع السابقة لتنظيم القاعدة.

وأضافت، أنها تعتزم إثارة هذه المسألة مع تركيا التي تدعم بعض "المعارضة" والتي توسطت مع موسكو في اتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب.

وقال قائد شرطة حلب عصام الشلي ”إن المجموعات الإرهابية استهدفت الأحياء السكنية في حلب بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين المدنيين“.

وأضاف ”تم إسعافها إلى مشفيي الرازي والجامعة لتقديم العلاج اللازم لها نتيجة للمادة المخرشة التي استنشقوها جراء تلك القذائف ونتابع الإجراءات مع الطواقم الطبية في المشافي“.

وأظهرت صور ولقطات بثتها (سانا) المسعفين وهم يحملون المصابين على محفات ويساعدونهم بأقنعة الأكسجين.

وقال زاهر بطل نقيب الأطباء في حلب ”ليس من الممكن أن نعرف أنواع الغازات لكن شكينا بغاز الكلور وعالجنا على هذا الأساس بسبب الأعراض“.

وأشار، إلى إن هذا هو الهجوم الأول من نوعه على حلب منذ بدء الصراع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال عبد السلام عبد الرزاق المتحدث بما يسمى حركة نور الدين الزنكي، "إن المعارضين لا يملكون أسلحة كيماوية وليس لديهم القدرة على إنتاجه".

فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن قصف الإرهابيين لحلب يهدف لإفشال جهود التسوية في سورية وعلى المجتمع الدولي إدانة هذا العمل الاجرامي.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدثة الرسمية باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قولها: “إن قصف حلب المسالمة الذي نفذه الإرهابيون من المناطق الخاضعة لسيطرتهم هو محاولة لتقويض عملية عودة الحياة الطبيعية في سورية ويتطلب إدانة غير مشروطة من المجتمع الدولي بأسره”.

ولفتت الوزارة إلى أنه وفقا للمعلومات الواردة من مركز التنسيق الروسي في حميميم “أطلقت من الضواحي الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات الخاضعة لسيطرة إرهابيي “جيش تحرير الشام” قذائف هاون عيار 120 مم قد تحوي الكلور على حي الخالدية وشارع النيل”.

وأعادت إلى الأذهان بأن موسكو سبق لها أن حذرت من محاولات إرهابيي “الخوذ البيضاء” تنفيذ استفزازات باستخدام المواد الكيميائية في المنطقة منزوعة السلاح حول إدلب لاتهام الجيش السوري بشن هجمات بالأسلحة الكيميائية على السكان هناك.

وبينت انه من الواضح جدا أن “الخوذ البيضاء” على صلة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية في سورية ولا سيما تلك الموجودة في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، مشيرا الى أن “الخبراء الروس يتابعون عن كثب الوضع في منطقة وقف التصعيد في إدلب التي يتحمل الجانب التركي مسؤوليتها عموما”.

وقال رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي الجنرال فلاديمير شامانوف: إن قصف الإرهابيين حلب بقذائف تحتوي على مادة الكلور “يجب أن يصبح محط اهتمام المنظمات الدولية وبالدرجة الأولى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

وأضاف في تصريح صحفي: “يتوجب على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تبدي رد فعل مباشرا على هذه الأحداث في حلب وألا تنشغل في إخراج مسرحيات استعراضية لأصحاب الخوذ البيضاء… وينبغي لها أن تتوجه فورا إلى مكان هذه الأحداث ولكنها على ما يبدو لا تفعل ذلك”.

وأشار البرلماني الروسي إلى أن غياب رد فعل من قبل المنظمة على هذا الهجوم يمثل “مسرحية هزلية واضحة للعيان تدل على انحياز المنظمات الدولية التي لا تنفذ واجباتها الرسمية بل تعمل وفق التوجهات السياسية وهذا ما لا يتوجب عليها القيام به” مؤكدا أن عدم ايقاع العقوبة بالمذنبين يزيد من الأعمال المخالفة للقانون.

بدوره، أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي، أن الغرب يتحمل مسؤولية إبقاء بؤر إرهابية في سورية، داعيا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى البرهان على فائدة وظيفتها التحكيمية بإبداء موقف فوري على استهداف الإرهابيين بالكلور أحياء سكنية بمدينة حلب.

وقال في تصريح: إن “مغازلة الغرب للتنظيمات الإرهابية من شاكلة تنظيم جبهة النصرة تؤدي إلى عدم إخماد بؤرة الإرهاب في سورية حتى الآن” مضيفا “قلنا لهم منذ سنتين لا تتاجروا بجبهة النصرة ويتوجب فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة ولكننا لا نزال نرى أن السكان المدنيين يقتلون بينما يواصل الإرهابيون جرائمهم”.