ألم الأصابع
حین كنت طفل. یاما ركضت لأمي، ودموعي تسبح على خدي والألم یغتال كل قطرة فرح في دمي، ركضت لھا شاكیاً من إخوتي فقد حین كنت طفلاً ، كانوا كثیراً ما یغلقون الأبواب على أصابعنا، ربما لفائض الطاقة فینا أغلق أحدھم الباب على أصابعي.. لا أعرف لماذا حین كنا صغاراً ..ربما لحبنا للھو وأمي كان لدیھا علاج واحد لإصبعي المصاب، وھو غسلھ بالماء ثم لفھ بقطعة قماش، وأنجع علاج كان ھو أن تعطیني (شلناً).. ومن ثم .تشكیل لجنة تحقیق مصغرة لمعرفة من أغلق الباب على إصبع عبدالھادي... ولا بد من عقاب شنیع لمغلقھ في طفولتي إذا صدح بكائي في المنزل، السبب معروف... أحدھم أغلق الباب على یدي، وإذا استفزت أمي ورمت من یدھا..(البشاكیر) ..وأكوام الغسیل وركضت.. فھي تعرف أن الباب قد فتك بأصابعي ..یاما أغلق إخوتي باب الغرفة بالخطأ، ویاما انتفخت أصابعي ویاما بكیت.. ویاما خشیت الأبواب وصرت أتحسس خوفاً من ألمھا ، وكلما مسكت القلم داھمتني آثار الأبواب على یدي.. وتحسستھا، تذكرت كل (رضة) في إصبعي، وتذكرت كل فیما بعد وحین صرت كاتباً ) وأنا جرح نزف وترك أثره.. وأكثر ما تذكرت دواء أمي، حین تحملني (لحنفیة) الماء وتقوم بالنفخ على یدي، ثم تربطھا.. وتعطیني (شلناً .موزع بین فرحي (بالشلن) وما بین..وجعي وھا أنا الآن كلما كتبت مقالاً، أشعر بالتوجس.. كأن المرحلة صارت أشبھ بالباب الذي یوصد على یدك... المشكلة لیست بألم الأصابع ..المشكلة أن أمي ماتت وما عاد ھنالك في العمر من شخص یداوي ألم الأصابع أو نزفھا .دعوني إذاً ألوذ بالوجع وحدي