الاخضر محك حقيقي !

لعلها واحدة من اقوى التجارب التي يخوضها منتخبنا الوطني لكرة القدم ..تلك التي تجمعه مع المنتخب السعودي الشقيق استعدادا للنهائيات الاسيوية ..ذلك ان الاخضر الجميل يستند الى خبرة دولية واسعة كسبها من خلال مشاركاته العديدة في كل البطولات العالمية ..وخصوصا كاس العالم التي ظهر بها خمس مرات كان اخرها في المونديال السابق في روسيا ..وهو يعد واحدا من اكثر المنتخبات الشقيقة ظهورا في هذا المحفل الكروي الكبير ..اضف الى ذلك ان كرة القدم السعودية تعيش حاليا في ازهى فتراتها ..من ينكر ان الدوري هناك يعد الاقوى عربيا واسيويا ..ومن ينفي ان نجوم الكرة السعودية يفوقون من حيث الخبرة ما يتمتع به نجومنا والعديد من لاعبي الدول العربية ..!

ما يهمنا ان تكون مباراة السعودية هي المجس الحقيقي لمستوى نجوم المنتخب والجهاز الفني  ..ومدى قدرتهم على مجاراة المنتخب الذي سبق وان وقف ندا للمنتخبين البرازيلي والارجنتني وغيرها من المنتخبات العالمية المعروفة ..وما يعنينا ان تساهم تلك المباراة القوية بتقديم الصورة الجميلة للنشامى بعد اشهر طوال من الاعداد خاض خلالها المنتخب العديد من اللقاءات الودية تفاوتت في مستواها الفني ..لكنها يفترض ان تكون قد منحت الفريق الفائدة الفنية المطلوبة ..وقدمت للمدرب تصورا واضحا عن مستوى اللاعبين قبل انطلاق البطولة الاسيوية ...!

ما يعنينا ان نشاهد منتخبا يختلف من حيث الاداء عن ذاك المنتخب الذي لعب امام المنتخب الهندي المتواضع ..ولم يكن بالصورة التي تمنحنا الثقة والتفاؤل بامكانية ان يكون لكرتنا مثل الحضور المبهر الذي سجله النشامى ذات يوم في بطولة اسيا 2004 في الصين ..ما يعنيا فعلا ان يخرج لاعبونا ما في جعبتهم من عطاء وابداع وايثار في اللقاء .. يمسحون فيه ما تركوه من هواجس غير مريحة وقلق مبرر في نفوس الجماهير بعد مباراة الهند المتواضعة ..لا سيما وان مباراة السعودية ستكون الاخيرة امام جمهورنا في رحلة الاعداد قبل الرحيل نحو النهائيات في الامارات ..ومن المفترض ان يكون الوداع مهيبا ...!

ننتظر لقاء الاشقاء بشوق العاشقين ..ونتمنى ان ينجح نجوم المنتخبين بتقديم وجبة كروية دسمة يكون فيها الاداء الفني متناسبا مع التاريخ المشرف لكرة القدم في البلدين ..بعيدا عن الفوز والخسارة ..دون ان نغفل الدور المهم الذي يلعبه جمهورنا بتحفيز النجوم والمساهمة بنجاح لقاء الاحبة  .. علنا نشاهد النشامى في ثوب جديد اكثر اشراقا ...//