اعمار مخيم اليرموك … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

لأول مرة يتحدث النظام السوري عن اعادة اعمار سوريا بعد ان كان هذا الموضوع حكرا على روسيا التي تناشد دول العالم وخاصة الدول الغربية في اوروبا والامريكية واستراليا الاسهام في اعمار سوريا التي دمرتها الحرب الاهلية مؤيدا شبه كامل بيت يقرر الخبراء كلفة اعادة الاعمار بنحو ٥٠٠ مليار دولار..

واذا كانت روسيا تعلن بين حين وآخر عن خطة لاعادة اللاجئين السوريين من مختلف دول العالم الى بلادهم شريطة ان تكون عودتهم طوعية وليست قسرية فقد اعلن النظام السوري لأول مرة عزمه على السماح للاجئين الفلسطينيين الذين غادروا مخيم اليرموك بالعاصمة السورية بالعودة الى منازلهم التي ارغموا على مغادرتهم في المخيم ..

كما اعلن النظام على موافقته على اعمار المخيم الذي يسكنه اكثر من ٣٥٠ الف نسمة من اللاجئين الفلسطينيين الذين ارغموا على هجرة فلسطين قسريا عام ١٩٤٨ سواء اكانت عمليات الاعمار من قبل المجتمع الدولي او وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» او من خلال السلطة الفلسطينية الأمر الذي يعتبر تحولا في الموقف السوري من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا حيث تم تهجير بعضهم عدة مرات ويوجد بضع الاف منهم في شمال سوريا بحيث يقيمون في مخيمات عشوائية على الحدود السورية التركية فيما يعانون من اوضاع اقتصادية واجتماعية في غاية السوء ويتضورون جوعا وحرمانا ويفتقدون للدواء والغذاء منذ بدء الانتفاضة الشعبية السورية التي استهدفت ولا تزال الاطاحة بالنظام.

الاعلان السوري حول السماح بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك والسماح باعادة اعمار المخيم يكتسب اهمية كبيرة خاصة وانه يأتي في مرحلة دقيقة قربها للقضية الفلسطينية بعد نقل السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس ومشروع ترامب صفقة العصر الرامي الى ايجاد حل للصراع بين عدد من الدول العربية واسرائيل يهدف الى عقد مصالحة تاريخية وتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياحيا ما يتيح للكيان الغاصب التغلغل في الاراضي العربية واستغلال خيراتها وثرواتها ومنافسة ايران في السيطرة على القرار العربي والعواصم العربية.

كما يأتي هذا القرار في وقت تسعى فيه اسرائيل لارضاء الفلسطينيين وامتصاص غضبهم اثر مواصلة الحصار على قطاع غزة وتعثر المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني بوساطة مصرية اثر التصعيد بين اسرائيل ومنظمات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي قاطعت اجتماعات المجلس المركزي لحركة فتح التي عقدت في رام الله مؤخرا احتجاجا على نهج السلطة في التعامل مع العدو الغاصب وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع العدو.

وسبق لسوريا وان اعترفت بالدولة الفلسطينية اثر اعتراف عدد كبير من دول العالم بها في الاونة الأخيرة ولا سيما دول امريكا اللاتينية وبعض الدول الاوروبية ما كان صدى سيئا لدى اسرائيل وامريكا فيما تسعى فرنسا الى عقد مؤتمر دولي يتم من خلاله الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة شريطة اعتراف كل من اسرائيل والولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة.

الاعلان السوري عبر السماح بعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من مخيم اليرموك خلال الازمة السورية الى المخيم الذي يعتبر من اكبر المخيمات الفلسطينية على الاطلاق في كافة المناطق التي اتى اليها اللاجئون الفلسطينيون حتى نكبة عام ١٩٤٨ واعادة اعمار مخيم اليرموك لم يكن مجرد دعاية او اعلان وانما رافقه اجراءات عملية على هذا الصعيد من خلال ازالة الانقاض وشوارع المخيم تمهيدا لاعادة بناء المنازل المهدمة والشوارع والارصفة التي تحولت الى انقاض والسماح للاونروا بممارسة دورها في تقديم الخدمات البيئية والنظامية في مخيم اليرموك بالاضافة الى الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثية للاجئين … !!!