"لن لمع نجم سهيل لا تأمن للسيل"
"لن لمع نجم سهيل لا تأمن للسيل"
د. عصام الغزاوي
قديماً كان البدو والرعاة في الصحراء يعرفون بالاعتماد على الذات متى يجب الابتعاد عن الاودية والمناطق المنخفضة، فقد توارثوا وعرفوا بفراستهم عن قدرة بعض الحيوانات التي تعيش في بيئتهم التنبؤ والإستشعار بحاستها السادسة عن الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات وقدوم السيول الجارفة قبل وقوعها.
فعرفوا على سبيل المثال تصرفات معينة للكلاب وخروج الفئران والسحالي والجرابيع من جحورها الى المناطق الاعلى، وراقبوا سلوك الدجاج خارج السياج، فإذا كان متفرقاً في الساحة فإن ذلك إشارة بأن الجو صحو، وإذا كان الدجاج مجتمعاً في مساحة صغيرة فمعنى ذلك أن موعد المطر وشيك، فكانوا يسارعون بالإنتقال مع حلالهم الى المناطق المرتفعة.
أما المزارعون القاطنون على جوانب السيول والانهر حيث كانت تعيش الضفادع بكثرة، كانوا يستشعرون ويعرفون أن هناك سيلا ضخما قادما اليهم عندما كانت تخرج الضفادع من السيل الى الأماكن المرتفعة ساعات قبل اقتراب المياه المندفعة، كما أن تحليق الطيور عاليا في السماء كان يدل على ان الطقس جيد، وإذا كانت تطير بالقرب من الأرض فهذا يعني أن هناك عاصفة وشيكة قادمة، هكذا كان الاباء والاجداد بفراستهم وبعيداً كل البعد عن تنبؤات الأرصاد الجوية يعرفون كيفية التأقلم مع البيئة التي يعيشون فيها. //