حديقة ذوقان الهنداوي والمسؤولية المجتمعية

 

 د.محمد طالب عبيدات

أكبرت لورثة المرحوم العم ذوقان الهنداوي "أبي محمد" نموذجيتهم وعطاءهم في ولوج نوع جديد من المسؤولية المجتمعية والإنتماء الحقيقي للوطن من خلال إنشاء حديقة متكاملة ببنيتها التحتية وأبنيتها وأسوارها وألعابها وملاعبها ومناظرها وكل شيء بالتشاركية مع بلدية إربد الكبرى في مسقط رأسه بالنعيمة، الإحتفال أقيم بهذه المناسبة برعاية كريمة من دولة الأخ فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان وبحضور سعادة الأخ المهندس عاطف الطراونة رئيس مجلس النواب والعديد من أصحاب المعالي والرسميين والمجتمع المحلي:

 

1. يستحق المرحوم ذوقان الهنداوي وأمثاله من الرعيل الأول الأشاوس ممن ساهموا وقدّموا للوطن كل تكريم وإحترام، فقد كانوا النموذج المخلص والمعطاء للوطن وقيادته وشعبه، وكانوا النموذج الرائع في التواضع والخُلق والنزاهة، وكانوا يُغلّبون المصالح العامة على الخاصة ويعملون للوطن ومؤسساته لا لشخوصهم.

 

2. المشروع الخيري والوقفي النموذج يفتح الباب على مصراعيه لشراكات نوعية بين أصحاب العطاء والأيادي البيضاء من جهة ومؤسساتنا الأهلية والخيرية من جهة أخرى، فرئيس بلدية أربد الكبرى فتح هذا الباب حيث قدّم الأرض وساهم في اللوجستيات وورثة المرحوم معالي العم أبي محمد ساهموا وجادوا بكل المستلزمات الأخرى.

 

3. نحن أمام نموذج تشاركي في المسؤولية المجتمعية يساهم في التطوير والبنى التحتية لمؤسساتنا ومنظمات المجتمع المدني في خضم الوضع الإقتصادي الصعب الذي نمر به، وذلك من خلال تطوير أي مُنشأة لمؤسساتنا بروحية عطاء ولتأخذ أي تسمية كمكافأة وتقدير لهؤلاء المحسنين، وسبق أن ساهم أبناء المرحوم محمد صايل الحسبان ببناء مدرسة كوقف تعليمي باسمه في المفرق الشماء.

 

4. الإحسان والصدقات والوقفيات ليست ببناء المساجد فقط، فقد قيل "لُقمة في بطن جائع خير من بناء جامع"، ولذلك فإن تنوّع المشاريع التشاركية بين المؤسسات الرسمية أو الشعبية من جهة وأصحاب روحية العطاء من جهة أخرى ما بين بناء المدارس والحدائق ودور العبادة ودور العلم والمراكز الثقافية والتعليمية والشبابية وغيرها، كل ذلك يُشجّع أهل الخير على العطاء.

 

5. نتطلع لتبادر كل مؤسساتنا ولتحذو حذو بلدية إربد الكبرى لتعظيم أفكار الوقف بشكل عام والتشاركية مع أصحاب روحية العطاء بشكل خاص، سواء أكان ذلك الوقف تعليميا أو ترفيهيا أو دينيا أو شبابيا أو بنى تحتية أو غيره.

 

6. كما نتطلّع أيضاً أن يبادر أهل العطاء والسخاء في وطني بهكذا مبادرات وقفية وتشاركية، ويساهموا في بناء المشاريع والصناديق الوطنية لغايات المساهمة في الجهد الجمعي المترادف لبناء هذا الوطن من خلال مشاريع تشاركية وإستثمارات تُشغّل أبناء الوطن.

 

بصراحة: المسؤولية المجتمعية تعكس الإنتماء وروحية العطاء، ومطلوب نماذج ناجحة لتشاركية حقيقية بين مواطنينا ومؤسساتنا ليكون هذا الوطن نموذجاً في عمله الإجتماعي، وشكراً من القلب لمن قدّم في ذلك وساهم ولو قيد أُنملة، ورحم الله تعالى الأستاذ ذوقان الهنداوي وكل الشرفاء من أبناء هذا الوطن الأشم.//