الاستسلام ليس في قاموسنا !!!

المهندس هاشم نايل المجالي

ان الحياة لم تعد تجري بمقاديرها وفق ما نخطط له دائماً في ظل العديد من المتغيرات والازمات التي تفرض علينا ، فنضطر في كثير من الاحيان الى تغيير الخطط والاستراتيجيات والاهداف حتى نتمكن من التأقلم مع الواقع الجديد ، خاصة ان الوطن يعاني من ازمات بسبب المهجرين من الدول المجاورة واللجوء الانساني الذي يتحمل الوطن تبعاته الانسانية والمعيشية وغيرها ، كذلك الازمات التي تعصف بالمنطقة وأثرت على السياسات الاقتصادية وغيرها ، بالاضافة الى الازمات الداخلية والتي جميعها انعكس بشكل مباشر على زيادة نسبة الفقر والبطالة خاصة بين الشباب التي اصطدمت اهدافهم ومشروعاتهم وخططهم بجدار عالٍ من الظروف القاهرة ، يضاف الى ذلك قضايا الفساد المتعاقبة والتي اثرت بشكل مباشر على الاقتصاد والاستثمار وسببت في عجز كبير بالموازنة .

والسؤال المطروح في كافة المحافل هل يستسلم شبابنا لهذه المتغيرات ونؤمن ونقتنع بالهزيمة ونستسلم للامر الواقع ام نجدد احلامنا وطموحنا ونتشبث بالامل وعن سبل احياء كل ما هو راكد ، فعلينا ان لا نترك اهدافنا وطموحنا وان نربطه بالمتغيرات والظروف بل علينا ان نتعلق بالقشة ولا نغرق دون ان نفقد الامل قال تعالى ( لا يكلف الله نفساً الا وسعها ) البقرة .

 ان الله ما وضعنا فيما نحن عليه الا لعلمه اننا بايماننا قادرون على اجتيازه فهو من خلق الانفس ويعلم مدى قوة صبرها وتحملها ، وأمرنا في كل المحن التي مرت علينا ان نكون ذوي عزم وثبات وقوة ، والرسول صلى الله عليه وسلم مدح المؤمن القوي وفضله على المؤمن الضعيف ونحن نؤمن بأننا رغم كل الظروف والازمات الداخلية وما يعصف بالوطن من معوقات وكثرة اسبابها الداخلية والخارجية بأننا قادرون بالحكمة والعقل والعقلانية على اجتيازها وان نتصدى لكل المؤامرات التي تحاك على هذا الوطن مهما ضاقت علينا الدنيا .

فان الله يمتحن ثباتنا واخلاصنا لوطننا وقدرتنا على التحمل ولن نستسلم فهل يستسلم الغريق في الماء ويقبل ان يموت ضعيفاً اذا كان هذا هو حال الغريق والذي يعلم ان الموت يحيط به من كل جانب فلماذا نستسلم ونحن نؤمن ان مقومات الحياة الكريمة تحيط بنا من كل جانب ، حينما نؤمن بان التغير والاصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد والعمل والعطاء هو الطريق الى نهضة هذا الوطن ، فعلينا ان لا نترك اهدافنا وعلينا ان لا نفارق اوطاننا ولن نفارق طموحاتنا التي عاشت معنا وكبرت معنا وكبرنا معها كلنا يعلم ان الموت هو ان نفارق امالنا وتسيطر الخيبة على افكارنا وتهيمن الهزيمة على اركاننا وان نبكي بكاء العاجز عن العمل والعطاء ، ان الموت هو ان نقف مكتوفي الايدي امام الفاسدين الذين يغرقون الوطن بالافات المجتمعية وان لا ندل عليهم ونواجههم في عقر اوكارهم ، وان نقاوم البلطجية وكل من يريد ان يسيء لهذا الوطن وضد امنه واستقراره ، فعلينا كسر قيود العجز من اجل العطاء والبقاء والنماء .

ان الله يحب الشباب القوي خاصة عند الشدائد ويحب الشباب الجسور الشجاع وان يبقوا على مناجاته ، فلنكن كما يريدنا ويحبنا الله مؤمنين بقدراتنا الذاتية والفكرية والعقلانية على العطاء .//

 

 

hashemmajali_56@yahoo.com