ّ قطار الحوار الشبابي یجدد انطلاقتھ

لا یُنكر أحد ّ أن «قطار» الحوار الشبابي في الأردن قد انطلق منذ سنوات، لكنھ بات یأخذ دفعاً أكبر في ھذه الأیام، منطلقاً من توجیھات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى إیلاء العنایة والاھتمام بمن یشكلون 70 %من سكان المملكة، وكذلك من جھود الأمیر الشاب الحسین بن .عبدالله ولي العھد الذي أصبح رمزا عالمیا للحیویة الشبابیة المستندة على التخطیط السلیم والعلم الحكیم وبعد لقاء رئیس الوزراء مع مجموعة شبابیة یمثلون أطیاف الوطن، یستبشر المجتمع خیراً بوزیر الشباب د. محمد أبو ّ رمان لیؤسس ضمن ، بعیداً عن ّ التطرف والتعصب والانغلاق التي تمكنت مع الاسف من الانتشار في المنطقة على مدار وزارتي الثقافة والشباب جھداً تنویریاً .عقود من الزمن شاركت قبل ایام بالاحتفال بإطلاق مبادرة الحوار الوطني الشبابي، في مجلس الأعیان، بإدارة العین رابحة الدباس، وكان الافتتاح لائقاً بالمبادرة، ّ متنو ًعا بالحضور من مختلف أطیاف المجتمع. وقد سررت لإدراج حوار الأدیان، ضمن مبادرات الحوار الشبابي، ذلك أن الشباب بإمكانھ مع الأسف أن ینحرف عن جادة الصواب، ّ فیتشوه لدیھ التفكیر الدیني السلیم والمنفتح على الآخر الدیني أو على الجار أو ، بمستطاعھ أن یتسلح بالمعرفة والتوجھ الصحي في البیت وفي القریب، فیتقوقع على نفسھ، ویكره كل ما ھو مختلف عنھ. لكنھ أیضاً المدرسة وفي الجامعة وفي بیوت العبادة، وأن یرتقي بفكره، وأن ینخرط لیس في مؤتمرات وندوات الحوار الدیني فقط، بل بالتعاون البناء .في خدمة الانسان والمجتمع كذلك وفي نفس توقیت الافتتاح أو انطلاق المبادرة، كان الأمیر الحسن بن طلال یفتتح اللقاء العربي الدنماركي بعنوان «تفعیل الحوار الإسلامي والمسیحي من أجل تفاھم أفضل». وكان وفد أردني شبابي یشارك في مصر العزیزة، بمؤتمر الشباب العالمي، فیما كان وفد من الشبیبة المسیحیة یعود من الامارات العربیة، بعد المشاركة بأیام الشبیبة الأسیویة. اترون كیف ّ أن شبابنا جزء كبیر ومؤثر وفاعل في كافة مجالات الارتقاء والفكر الاجتماعي والسیاسي؟ من ھنا، كانت اللمسة الخاصة للندوة التي عقدھا المركز الكاثولیكي للدراسات والإعلام في المملكة مع مؤسسة كونراد أدیناور الثقافیة الألمانیة، وقد كانت تحت رعایة وزیر التنمیة السیاسیة والشؤون البرلمانیة موسى المعایطة، بعنوان: «رؤى أردنیة للدولة المدنیة» وكان لمشاركة الشباب الجامعیین فیھا من خمس جامعات أردنیة عریقة أطیب الأثر في نفوس المشاركین والمحاضرین، لأن المستقبل سیبنیھ ھؤلاء الشباب، ومن المھم أن یتعرفوا على المعنى السلیم لما یدعو إلیھ مجتمعنا والورقة النقاشیة الملكیة السادسة في تسیید القانون على الدولة، لتسمى وبحق الدولة المدنیة، وھي لیست الدولة العلمانیة بمعنى اقصاء الدین عن الدولة، وھي لیست كذلك اطلاق الحریات بدون الحس بالمسؤولیة، بل ھي وشقیقتھا المواطنة، تعنیان المساواة والتفاعل بین الحقوق والواجبات، وتقییم المواطن لیس من باب انتمائھ .العشائري أو الدیني أو العرقي أو الطائفي، بل من باب اسھامھ الایجابي في خدمة وطنھ ومجتمعھ وانسانیتھ ھنیئا للشباب في وطني بھذه الدفعات الجدیدة لقطار المجتمع الحوار الشبابي ، ویحق لھم أن یغنّوا ّ وبكل افتخار : نحن الشباب لنا ُ الغد ... ُ ومجد ُ ه المخلد