مشاكسات إلكترونية

 حنان المصري

 

في وقت ما قبل التطور التكنولوجي وانتشار الشبكة العنكبوتية ودخولها إلى كل بيت ، كنا نقرأ الصحف اليومية ونستمع للإذاعة المحلية ونتابع التلفزيون الرسمي في رحلة البحث عن المعلومة والتعطش لمعرفتها ، وكنا نتقبلها كواقع مفروض لا جدال فيه .

أما الآن فقد أصبحت الإنترنت في حياتنا فضاء مفتوحا لا حدود له ولا سقف ،،

ومن هنا جاءت الطامة الكبرى، فقد عجز الكثيرون منا عن فهم ماهية هذه الوسيلة الخطيرة وكيفية التعامل معها والإفادة القصوى منها ، حيث أصبح الخبر متداولا والصورة مباشرة والمعلومة صعب إخفاءها وهذا شيء جيد بحد ذاته.

كما أن التواصل الإجتماعي أصبح سهلا والحصول على المعلومة أصبح أسهل، ولكننا ومع ذلك كله لم نصل بعد إلى لغة موحدة يخاطب فيها بعضنا بعضا، فتعددت الآراء وتباينت وجهات النظر وتقاطعت الخطوط المتوازية واختفت الزوايا القائمة فأصبحت أكثر انفراجا.

التشكيك والتضليل أصبحا عنوانا رئيسيا لكل حدث أو خبر ، حتى أصبحت الكتب الرسمية الداخلية في الوزارات والدوائر والمؤسسات متداولة بشكل كبير في بادرة شخصية من أفراد أو سبق صحفي حتى وصل الأمر إلى فقدان أهميتها وخصوصيتها !!

كثرت المنابر التي تسوق لأشخاص أكثر من التسويق لمنتجات الصناعة المحلية

في وقت اختلط فيه الغث مع السمين وأصبح فيه الحليم حيرانا.

إشارة منا إلى مقال جلالة الملك حول منصات التواصل الاجتماعي باعتقادي أننا لسنا بحاجة إلى المزيد من العقوبات الإلكترونية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى ميثاق مجتمعي يصاغ بحكمة وروية ليصبح منهاجا تربويا وأخلاقيا لنا وللأجيال القادمة .//