الأطفال الزومبي: الهواتف الذكية قد تسبب مشاكل للصحة العقلية لأبنائك

الانباط - وكالات 

احذر فقد يتحول أبناؤك إلى نوع من الأطفال الزومبي، بسبب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

فقد حذّر العلماء من أّن الأطفال من سنّ عامين ومن هم أكبر يواجهون مشاكل في الصحة العقلية بسبب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

إذ يمكن لساعة واحدة من التحديق في الشاشة أن تكون كافية لجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالقلق أو الاكتئاب، صحيفة The Daily Mail البريطانية.

وقد يجعلهم هذا أقل حبّاً للاستطلاع والاكتشاف، وأقلّ قدرةً على إنهاء المهام الموكلة إليهم، وأقل استقراراً من الناحية العاطفية؛ ويمكن أن يقلّل أيضاً من قدرتهم على ضبط النفس.

ولقد وصلت التحذيرات من الهواتف المحمولة إلى حد أن أحد كبار الأطباء النفسيين في الكلية الملكية البريطانية قال إنه يجب على الحكومة إصدار توجيهات تخبر الآباء بعدم إعطاء الهواتف الذكية لمن هم دون سن الحادية عشرة.

قصة الأطفال الزومبي

المراهقون هم الأكثر عرضة للمخاطر الناتجة عن تلك الأجهزة المدمرة، إلّا أنّ الأطفالَ تحت سنّ 10 سنوات وأدمغةَ الأطفال الرضع، والتي لا تزال في طور النموّ، أيضاً عرضةٌ للتأثر.

لكن تظهر الأبحاث أنّ الأطفال الزومبي‘ يقضون ما يقارب 5 ساعات يوميّاً يحدّقون في شاشات الأجهزة الإلكترونية، حسبما أظهرت الأبحاث في بريطانيا.

ومصطلح الأطفال الزومبي (zombie children)، يشير للأطفال الذي يحدقون طوال اليوم في الشاشات ويكونون أقل يقظة نظراً لأنهم يتعثرون في الحياة بسبب الهواتف الذكية التي يحملونها في أيديهم، ويعانون جراء ذلك من نقص الانتباه.

حتى أن إحدى المدن الصينية توصلت إلى حل جديد عن طريق إنشاء ممرات خاصة للمشاة للأشخاص الذين يرغبون في المشي وهم ينظرون في هواتفهم الذكية.

ويقول باحثون من جامعة سان دييغو الحكومية وجامعة جورجيا الأميركيتين إنّ الوقت الذي نقضيه في استخدام الهواتف الذكية هو سبب خطير لمشاكل الصحة العقلية.

 ولكن يمكن تفاديه، حسبما يقولون.

نصف مشاكل الصحة النفسية تظهر في مرحلة المراهقة

 ”نصف مشاكل الصحة العقلية تظهر في مرحلة المراهقة“.

هكذا يحذر الأستاذان جان توينغ وكيث كامبل.

ومن هنا تأتي حساسية هذه الفترة خاصة في ظل التعرض المكثف من قبل المراهقين للهواتف الذكية.

 

نصف الأمراض النفسية تبدأ في مرحلة المراهقة/ISOCK

وأضاف الأستاذان قائلين ”هناك حاجة ماسة لتحديد العوامل المرتبطة بمشاكل الصحة العقلية (التي يمكن تغييرها) لدى هذا القطاع من السكان، إذ يصعُب أو يستحيل التأثير في معظم العوامل.

لكن بإمكاننا تغيير الكيفية التي يقضي بها الأطفال والمراهقون أوقات فراغهم“.

إليك عدد الساعات التي يجب أن تسمح لأطفالك بقضائها مع الهواتف الذكية

يجب أن يقلّص الآباء والمعلّمون الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت أو مشاهدة التلفاز، أثناء الدراسة والتفاعل الاجتماعي وتناول الطعام وحتّى ممارسة الرياضة.

وقالت الأستاذة توينغ إنّ دراستها، وهي إحدى أكبر الدراسات من نوعها، تدعم القيود المسبقة التي أوصت بها ’الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال‘ على الوقت المسموح به أمام الشاشات، وهو ساعة واحدة يوميّاً للأطفال في سنّ عامين إلى خمسة أعوام.

وأضافت قائلة إن دراستها توصي أيضاً بتطبيق قيود مشابهة على أطفال المدارس والمراهقين.

ولكن تقترح أن تكون المدة المسموح يومياً بالنسبة للمراهقين وأطفال المدارس -هي ربما- ساعتين.

وهذا ما أثبتته الدراسات بشأن تأثير الشاشات على الأطفال والمراهقين

حلّل الباحثون بيانات أمدّهم بها آباء أكثر من 40 ألف طفل أميركيّ أعمارهم بين سنّ عامين و17 عاماً، في مسحٍ صحّيٍّ وطنيّ عام 2016.

وكانت أسئلة الاستطلاع تتناول الرعاية الصحّيّة لهؤلاء الفتية وأيّ مشكلات عاطفية أو تنموية أو سلوكية، وكذلك الوقت الذي يقضونه يوميّاً أمام الشاشات.

تتضاعف مخاطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب للمراهقين الذين يقضون أكثر من سبعِ ساعات يوميّاً أمام الشاشات عن أولئك الذين يقضون ساعة واحدة.

 

الدراسات رصدت تأثيرات خطيرة لطول التعرض للهواتف الذكية على الأطفال/ISTOCK

ووجدت الدراسة أنّ الصلة بين الوقت الذي يُقضى أمام الشاشات والسلامة النفسية أقوى عند المراهقين منها لدى الأطفال الزومبي.

وقالت الأستاذة توينغ ”في البدء اندهشت من أن هذه الصلة أقوى لدى المراهقين.

لكن التفسير أن المراهقين يقضون وقتاً أطول في استخدام هواتفهم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ونحن نعلم من أبحاث أخرى أنّ هذه الأنشطة ذات صلة أكبر بمستويات أقل من السلامة النفسية مقارنةً بمشاهدة التلفاز والفيديو، والتي تستغرق معظم الوقت الذي يقضيه الأطفال الأصغر سنّاً أمام الشاشات“.

إنهم يفقدون السيطرة على أعصابهم

وحتّى الاستخدام المعتدل لمدّة أربع ساعات يفضي إلى مستويات أدنى من السلامة النفسية، مقارنةً بالاستخدام لمدة ساعة واحدة يوميّاً.

ويتضاعف احتمال فقدان الأطفال تحت سنّ المدارس، أو تحت خمسة أعوام، الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثرة؛ للسيطرة على أعصابهم، وهم أكثر عرضةً بنسبة 46٪ لفقدان القدرة على الهدوء حال استثارتهم.

ومن بين الأطفال في سنّ 14-17 عاماً الذين شملتهم الدراسة، والذين يقضون أكثر من 7 ساعات يوميّاً أمام الشاشات، لم يكمل 4 أطفال من كل 10 أي بنسبة (42.2٪) من العينة المهام الموكلة إليهم.

إنهم حقاً يتحولون إلى حالة الأطفال الزومبي.

في المقابل، فإن الأطفال بعمر 13 عاماً، الذين يقضون ساعة واحدة أمام الشاشات يوميّاً، كان هناك واحد من كل 11 (9 %) فقط يفتقد حب الاستطلاع أو غير راغب في تعلّم أشياء جديدة.

وهذا متوسط الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون أمام هذه الأجهزة

وقال الأستاذان توينغ وكامبل في البحث المنشور بمجلّة Preventative Medicine Reports، أنّهما مهتمّان تحديداً بالصلة بين الوقت المستغرق أمام الشاشات والتشخيص بالقلق والاكتئاب لدى اليافعين، الأمر الذي لم يُدرَس بقدر كبير من التفصيل.

وقالا ”كان هناك تضارباً في الأبحاث السابقة عن الروابط بين الوقت المستغرق أمام الشاشات وبين الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين».

«وهذا ما أدّى ببعض الباحثين إلى التشكّك في مدى فعالية القيود المفروضة على الوقت المسموح به أمام الشاشة، والتي اقترحتها المنظمات الطبية“.

وتقدّر المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتّحدة أنّ الأطفال والمراهقين يقضون عادةً ما متوسّطه خمس إلى سبع ساعات في التحديق في الشاشات أثناء وقت فراغهم.

وتتزايد الأدلة التي تشير إلى التأثيرات السلبية لهذا الأمر على الصحة.

وأصبح القلق من ظاهرة الأطفال الزومبي مثار اهتمام عابر للحدود، حتى أنه وصل إلى الوكالات الدولية.

وحتى منظمة الصحة العالمية اعتبرت اضطرابات اللعب مرضاً

قرّرت منظّمة الصحّة العالمية هذا العام إضافة اضطراب اللعب إلى النسخة الحادية عشرة من ’التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشاكل المتعلقة بالصحة‘، والمعروف اختصاراً باسم ’التصنيف الدولي للأمراض‘ International Classification of Diseases.

وجد فريق من باحثي جامعة أوكسفورد، في ديسمبر/كانون الأول 2017، أنّ متوسط ما يقضيه الأطفال الزومبي أمام الشاشات يوميّاً قد قفز خلال جيل واحد من أقل من ثلاث ساعات إلى أربع ساعات و45 دقيقة.

ويحذّر الخبراء من أن يكون الأطفال الزومبي المدمنون للإنترنت عرضةً للإصابة بالأرق والسمنة وأن يقعوا ضحايا التنمرّ الإلكتروني، مع فقدانهم مهارات اجتماعية قيّمة بسبب ندرة تواصلهم مع الآخرين وجهاً لوجه.