إدارة أزمة السير 3

 د. أيّوب أبو ديّة

 

        من البديهي القول ان جعل حركة المرور أقل ازدحاماً يستدعي جمع القمامة ليلا لتجنب الصدام والتداخل مع توقيت دوام المدارس والجامعات والدوائر الرسمية؛ كذلك يكون عمال الأمانة ليلاً اكثر كفاءة ونشاطا ويؤدي إلى منع القطط من نثر القمامة على الأرصفة. فهل هناك ما يمنع من تحديد مواعيد جمع القمامة تحت طائلة المخالفة لمن يضع نفاياته على الشارع بشكل عشوائي؟ كل هذه الملاحظات هي رسائلموجهة إلىأمانة عمّان الكبرى و البلديات، ولكن أيضا نريد توجيه رسائلالى وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ودائرة السير والادارة الملكية لحماية الطبيعة، فهناك تدابير أخرى يمكن أن تساعد هي الأخرى في جعل حركة المرور أقل ازدحاما على الطرق الرئيسية، والتي يمكن الاستدلال عليها من الأسئلة التالية:

هل هناك أي معنى لشاحنات نقل اسطوانات الغاز أن تتجول في الشوارع بسرعة بطيئة تعيق حركة المرور بصوتها الصاخب القبيح في عصرٍ بات يمتلك فيه الجميع، حتى الأطفال منا، هواتفهم المحمولة؟

هل هناك أي معنى من السماح لصهاريج المياه وصهاريج النفط وخلاطات الخرسانة وكافة المركبات الضخمة والخطرة بالتجول في الشوارع بحرية خلال ساعات الذروة؟

هل هناك أي معنى في السماح للشاحنات الصغيرة التي تتجول في شوارعنا بمكبرات صوتها المزعجة وتصطف وقوفاً مزدوجاًيعيق حركة السير لبيع الخضار أو الفواكه التي تتعرض طوال اليوم لحرارة الصيف أو المطر الملوث في فصل الشتاء ولا تقع تحت رقابة وزارة الصحة؟

هل يجوز أن تستمر حالة الاصطفاف المزدوج على الشوارع الرئيسية والتي باتت تتطور الى اصطفاف ثلاثي؟

هل يجوز أن توضع مبان عامة في أماكن مزدحمة أصلاً، كنقل وزارة التنمية السياسية إلى جوار صندوق الاستثمار العسكري في شارع وصفي التل حيث تفتقر الى مواقف كافية، ووجود محكمة شمال عمّان على شارع الجامعة الأردنية الرئيسي، وغيرها من الحالات المحزنة؟

لماذا لا يتم وضع عدادات رسوم للمواقف على الشوارع المزدحمة تشرف عليها مؤسسات خاصة لديها سلطة الضابطة العدلية؟

وفيما يتعلق بالتساؤل الأخير فقد حققت هذه التجربة نجاحات هائلة في كثير من البلدان، وخلقت وظائف عديدة وأسهمت في تنظيم الوقوف لفترات طويلة، بل وأرغمت الكثير من الناس إلى استخدام وسائط النقل العام أو التنقل معاً جماعياً لتوفير رسوم الاصطفاف بالأجرة.

وأخيراً نتمنى على أمانة عمّان ودائرة السير تخصيص مواقف لسيارات الأجرة أينما كان ذلك ممكناً بحيث تتوقف فيه سيارات الأجرة لنقل الركاب بدلاً من الحركة المستمرة التي ترهق السائق وتستنزف الوقود وتعمق الازدحام. فإذا اعتاد المواطن على أماكن وقوف التكسيات لتوقف عن التلويح لتكسيات الأجرة في الشارع واتجه مباشرة للمواقف المحددة.

ختاماً نقول إننا نأمل أن تؤخذ هذه الإرشادات والتوصيات على محمل الجد، فلسنا نخترع شيئاً جديداً فهي أفكار مطبقة في الكثير من بلدان العالم وأثبتت نجاعتها ولا تحتاج إلى أي مبلغ للاستثمار بل سوف تجعل من الحياة على الشوارع أكثر يسراً وسهولة ويصبح التنقل أكثر أمناً وسرعة.//