أميركا تطور نظاماً جديداً يقلل الاعتماد على البشر ويسهل استخدام الطائرات العسكرية.. إليك تفاصيله
هل تتخيل أن تصبح قيادة طائرة عسكرية سهلة إلى درجة يمكن مقارنتها باستخدام الأجهزة اللوحية؟ هذا ما تخطط الولايات المتحدة لفعله عن طريق تطوير نظام جديد للطائرات العسكرية الأميركية
بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، تعتزم الولايات المتحدة تزويد مروحيات S-76B Sikorsky التابعة للجيش الأميركي، بمجموعة جديدة من برامج التشغيل الآلي التي قد تقلل الاعتماد على الطيارين البشريين يوماً ما.
تطوير نظام جديد للطائرات العسكرية الأميركية
أجرى الجيش اختبارات للنظام الجديد أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتمكن من التحليق بمروحية S-76B التجارية والهبوط بها بنجاح في ولاية فيرجينيا.
وطُور النظام الجديد المسمى (ALIAS) على يد وحدة DARPA المتخصصة في تطوير التقنيات الجديدة لاستخدامات الجيش، والتابعة لوزارة الدفاع.
يمكن لأي شخص تقريباً أن يدير هذا النظام مع قليل من التدريب، وذلك وفقاً لما أعلنته وحدة DARPA.
وتمت برهنة ذلك خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، حين حصل الطيار على 45 دقيقة فقط من التدريب.
التقنية الجديدة جزء من برنامج مستقبلي أوسع
المشروع جزء من برنامج عسكري مستقبلي أوسع للتحليق الرأسي، والذي أحدث ثورة في كيفية استخدام الجيش للمروحيات.
من خلال نظام ALIAS، يمكن للطيارين تشغيل المروحية باستخدام جهاز لوحي وبعض أجهزة التحكم الأخرى فقط.
وقد سجل البرنامج أكثر من 300 ساعة طيران آلي، حتى الآن.
ويستخدم الطيار الجهاز اللوحي لأغراض مثل تغيير اتجاه المهمة، بينما تتحكم أجهزة أخرى في أمور أكثر دقة، مثل التحرك يميناً أو يساراً، أو لأعلى أو لأسفل.
وأثبت التحكم الآلي دقته البالغة كما لو كان الطيار بنفسه داخل قمرة القيادة.
اختبارات التقنية الجديدة
تمكّن طيار مبتدئ خلال فترة الاختبار من التحليق فوق أحد الحقول، والابتعاد عن طائرة أخرى، والهبوط بالمروحية بأمان.
ووفقاً لوحدة DARPA، استمر الاختبار لفترة تجاوزت الساعة، كما تضمن «مهام واقعية»، مثل التحليق على مستوى منخفض، والإقلاع والهبوط في مساحات ضيقة، وانتقاء منطقة الهبوط، وتنظيم المسار، وتجنب الأسلاك.
وقال مدير برنامج ALIAS، غراهام دروزسكي، إن «مهمة التحليق في ظل الرياح المعاكسة تستهلك انتباه الطيار، أما التحكم الآلي في الطيران، فيحقق الثبات المُحكم».
ويأمل الجيش أن يسمح هذا النظام لطاقم الطائرة أن يكونوا أكثر تركيزاً على المهمة الموكلة إليهم.
حيث أكد دروزسكي أهمية تركيز عين الطيار وعقله على المعركة وليس على الحفاظ على ارتفاع الطائرة.
وأضاف «هذا هو جوهر برنامج ALIAS: جلب أحدث التقنيات المتطورة من الطائرات بدون طيار إلى طائرة مسيرة من خلال واجهة توفر التفاعل السلس مع قدرات التحكم الذاتي».
ماذا بعد نجاح الاختبار نظرياً؟
من المقرر أن تعمل وحدة DARPA في الوقت الراهن على دمج برنامج ALIAS في مروحية UH-60 Black Hawk.
كما تأمل الوحدة في إجراء الاختبارات، وعروض الطيران في أقرب وقت ممكن من العام 2019.
وتعتقد الوحدة أن برنامج ALIAS من الممكن أن يمهد الطريق لاستبعاد الطيارين البشريين في بعض الحالات.
حيث قال المقدم كارل أوت، الذي اختبر مُحاكي برنامج ALIAS، يمكن للطائرة المروحية «الطيران وحدها وتفادي العقبات، ما يتيح للطيار أن يولي تركيزاً أكثر لدوره كقائد المهمة».
وأضاف «لكن بإمكان الطيار التفاعل مع النظام لإعادة الاقتراح، أو إعادة التوجيه، أو إعادة تخطيط مسار الطيران».