دراسة تتوقع ارتفاع متوسط العمر بالعالم 5 سنوات تسعيني أمريكي ينال شهادته الثانوية فيسبوك تقلل الزيارات المحولة إلى المواقع الإخبارية فيديو لممثلة سورية يشعل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف آخر صيحات الزواج.. ظهور العروس داخل مكعب جليدي غاب الحوار الهادف وحضر النقد الزائف.. تطوير القطاع العام عقد اجتماعي جديد هيثم بن طارق سلطان عمان .......وعد وإنجاز وأمل اربد.. حدائق الملك عبد الله تفتقر للنظافة خاصة الدورات الصحية صناعة المستقبل ... تحفيز العمل الحر والمبادرات الريادية لتعزيز النمو الاقتصادي مدير المخابرات الأسبق نذير رشيد في ذمة الله مدارس حقلية لزراعة الورقيات عضويا في الأغوار الجنوبية زيارة سلطان عُمان إلى الأردن تعكس التناغم في الرؤى السياسية بين البلدين اتفاقية لتركيب أنظمة الخلايا الشمسية في مناطق بلديتي أم الجمال ورحاب إنقاذ طفلة غرقت وفقدت العلامات الحيوية في إربد " إفتتاح مؤتمر "قصص نجاح أردنية" الاتحاد الأوروبي يندد بتدمير الاحتلال للبنية التحتية الطبية في غزة السعودية تعلن شراء 105 طائرات إيرباص الجبور يتفقد عددا من المرافق الشبابية والرياضية في الكرك شهيد وجرحى في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان زراعة المفرق: اعتماد 10 محاجر بيطرية خاصة لغايات تصدير الأغنام للأسواق الخليجية
مقالات مختارة

الإنسان لأجل ذاته

{clean_title}
الأنباط -

تتشكل الحضارات والسياسات والأفكار حول السعي الإنساني لأجل الحق والخير والجمال، وأن الإنسان قادر وحده على التمييز بين الخطأ والصواب؛ والضار والنافع، والقبيح والحسن، وفي المعايير التي تشكلت لما نفعله أو نفعله كانت الأخلاق أو فلسفة الأخلاق، وهذا الالتزام الإنساني نحو الذات والآخرين نسميه "حرية".

إذا كانت هذه القواعد المؤسسة للحياة الإنسانية تصلح للتطبيق والنظر فيما نواجهه اليوم وطنيا من حوادث وتحديات، فإننا نسائل "العقد الثقافي" المنظم والمنشئ للسياسة والحكم والأفكار إن كان ينتظم حياتنا ومؤسساتنا في كل مستوياتها وتطبيقاتها، وعلى نحو عملي أكثر وضوحا فإننا في مساءلة كارثة البحر الميت على سبيل المثال يفترض أن نراجع القواعد الأساسية التي تنظم وتحكم مسارات العمل والحياة وقراراتها، ولا يكفي لأجل ذلك أن يستقيل وزراء ومسؤولون وقد لا يكون ثمة حاجة لأجل ذلك ابتداء، لكن المسألة هي مدى الالتزام والخلل في تطبيق مبدأ المسؤولية نحو الذات والآخرين، ولا يعفى من ذلك أحد، ولا يختص به أحد أيضا، .. وعلى أي حال فليست حادثة الرحلة المدرسية في وادي زرقاء ماعين (ليس وادي الأزرق كما في كتاب المدرسة ولا الأزرق في كتاب وزارة التربية) هي موضوع هذا المقال، لكنه كتاب "الإنسان لأجل ذاته" تأليف اريك فروم، ترجمة محمود منقذ الهاشمي!

ويتابع فروم في كتابه هذا نقاشه الذي بدأه في كتابه "الهروب من الحرية" حول الطبع الإنساني في تحميل المسؤولية عما يحدث على الآخرين والتهرب من المسؤولية الذاتية، وهذا مناقض للحرية والمبدأ الأخلاقي البديهي؛ ماذا يجب أن يحدث وماذا يجب ألا يحدث، وبعد ذلك يكون سهلا وممكنا تحديد المسؤولية عن الأحداث والأفعال.

إن الإنسان المعاصر يدخل نفسه في مأزق يزيد أزمته، ففي حين تساعده التكنولوجيا على تحدي الطبيعة وإخضاعها، لكنه في ذلك يزيد جهلا بذاته وكيف يعيش حياته، وفقد رؤية الغاية التي وحدها تضفي المعنى على حياته وإنجازاته العلمية والتقنية، وهذه المسألة ليست مجرد أزمة فردية فكرية، لكنها تربك السياسة العامة وتخطيط المؤسسات والمدن والعلاقات الاجتماعية والسياسية، فغاية الإنسان هي أن يكون ذاته، ولأجل بلوغ هذه الغاية فعلى الإنسان أن يكون لأجل ذاته، وفي ذلك فإن الرذيلة هي اللامبالاة عدم مبالاة المرء بذاته، وإفساد ذاته، ليس تخلي المرء عن ذاته بل محبة الذات، وليس إنكار المرء فرديته بل تأكيد ذاته الإنسانية الحقيقية، وهذه من القيم العليا في فلسفة الأخلاق الإنسانية، وإذا كان للمرء أن يثق بالقيم فعلى المرء أن يعرف نفسه وقدرة طبيعته على محبة الخير.

إن الإنسان هو مقياس كل الأشياء، والموقف الإنساني هو ألا شيء أعلى وأجل من الوجود الإنساني، لكن ما هو الأفضل للإنسان؟ وكيف نحدده أو نعرفه؟ وببساطة فإن الوجود الإنساني هو كيف يعيش حياته، أو فن العيش، ولما كان الإنسان يميل بقوة إلى الحياة فإن المسألة هي تحسين الحياة، أو التمييز بين العيش الرديء والعيش الجيد، وتكون الحياة الأفضل هي مقياس الصواب والخطأ. وقد يبدو الأمر بديهيا، لكن بسبب بداهته (ربما) فإنه ينسى ويغيب عن التفكير والتقييم. لكن أن يكون الإنسان حيا وليس ميتا فإنه مفهوم ديناميكي وليس ساكنا، فالوجود بما هو الحياة هو أيضا الكشف عن القدرات والمخاطر، هكذا فإن هدف حياة الإنسان هو الكشف عن قدراته حسب قوانين الطبيعة.

الغد