المسؤولية الجماعية ... !!!

   المهندس هاشم نايل المجالي

كما نعلم ان هناك علم يسمى بادارة المخاطر وهو النشاط الذي يهدف الى التنبؤ بتقييم المخاطر التي من الممكن ان نواجهها في كافة الظروف , وكيفية الاستعدادات الكفيلة بالتحكم بها من خلال تطوير الاستراتيجيات لادارتها والتي من شأنها التقليل من اثارها السلبية وتخفيضها الى ادنى مستوى , بحيث يتم القبول بأدنى تبعياتها امتثالاً لعدم التجنب الكلي للمخاطر لوجود العديد من الاسباب لعدم التفادي الكلي للخسائر وتظهر اهمية ادارة المخاطر في حالة حدوث المخاطر الغير متوقعة .

وهو علم قائم على الاحكام قدر المستطاع بمستويات انواع المخاطر المتنوعة من خلال تحديد واتباع الاجراءات للسيطرة  على الازمات والتقليل من الخسائر قدر المستطاع .

كذلك اعداد الدراسات قبل حدوث الخسائر المحتملة فكل نوع من انواع الازمات او المخاطر يلائمه استراتيجية معينة لعلاجه او التعامل معه بشكل ايجابي ومن الممكن ان نتحمله والاستعداد لمواجهة كافة العراقيل التي من شأنها ان تخلق معوقات عند اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحد من اي نوع من انواع المخاطر .

اي انه علينا الاستعداد لكافة السيناريوهات المحتملة والمختلفة والتي من الممكن تصورها والتي من المحتمل ان تؤدي الى مخاطر , خاصة عند دراسة حوادث سابقة قد حدثت وعلينا ن نتعلم منها دروساً وعبراً .

وعلينا التحذير منها كذلك وضع الاستعدادات الكفيلة للحد من مخاطرها بطرق احترافية ومنها التوعوية والارشادية والوسائل المتبعة من كافة الجهات المعنية لمنع حدوث الخسائر .

وعلينا اجراء مراجعة دورية لكافة الاحداث التي شكلت خسائر كبيرة سواء كان ذلك بالارواح او بالممتلكات لصناعة قرارات صارمة والتي من شأنها دمج ثقافة ادارة المخاطر عند المواطنين وفي كافة المؤسسات الدنيا والكبرى وفي كافة الفصول صيفاً وشتاءاً داخل المنزل وداخل المصنع وداخل الشركة وعبر الطرقات وغيرها .

خاصة تعرض البنية التحتية للكثير من المخاطر ولاسباب كثيرة تؤثر على سلامة المواطن والانشاءات وغيرها ، اذن هناك معايير يجب ان يتم وضعها لادارة المخاطر ويجب ان يكون هناك مرجعيات تشرف عليها لمنع قدر الامكان حدوث المخاطر والتقليل من آثارها وحماية المواطنين والعاملين .

اما ادارة الازمات والكوارث فهو علم يهدف الى التحكم في الاحداث المفاجئة والمتفاقمة وكيفية التعامل معها وتصنيفها ومواجهة اثارها ونتائجها مع الاستفادة من الاحداث والتجارب السابقة لاستخدام المعلومات والبيانات كأساس لبناء القرار السليم وللتعامل الفوري مع الحدث وبحجم الخسائر سواء قبل وقوعها او عند حدوثها وما بعد ذلك .

اذن هناك مفاهيم ورؤى في كل دولة وكل مجتمع وكل مؤسسة يجب ان يتوفر لديهم مختصين في مفهوم وعلم ادارة المخاطر وادارة الازمات فهناك حتماً مؤشرات وعلامات محتملة لحدوث خطر ما وهناك من يرى ان حدوث واقعة معينة من الممكن ان تحدث وفيات ترتقي لمسمى كارثة سواء كان ذلك بسبب المغامرة الغير مضمونة او الحرائق او الانهيارات او الاعاصير وهكذا .

ما حدث من فاجعة لاطفالنا في منطقة البحر الميت يثبت عدم الاخذ بعين الاعتبار علم ادارة المخاطر او ادارة الازمات من كافة الادارات دون استثناء  فقرار الموافقة على الرحلة يجب ان تبنى على دراسة حالة الطقس بشكل دقيق ومن قبل الجهات المختصة كذلك تحديد مكان الرحلة بشكل دقيق ومدى سلامة المنطقة كذلك ربط حركة الباص بنظام التتبع لمراقبة حركة سيره والتواصل معه فهذه ارواح وليست شيئاً يستهان به ، اما الجهات الاخرى فعليها تصنيف الاماكن حسب درجة خطورتها خاصة بفصل الشتاء ومكان تشكل السيول ومنع التجاوزات لأي كان من التواجد في الاماكن التي من شأنها ان تشكل خطراً على المواطنين .

ففي الاماكن السياحية والمتنزهات يجب ان يكون هناك دور كبير للشرطة السياحية لتحديد اماكن تواجد المواطنين حسب اماكن تصنيف المخاطر للاماكن , كذلك بالامكان مراقبة كافة المناطق السياحية والطرقات بواسطة كاميرات خاصة ذات رؤية نهارية وليلية مرتبطة بغرفة مراقبة وتحكم وسيطرة في مراكز الدفاع المدني , مع سماعات صوتية او صافرات انذار مبكر تطلق عند تشكل سيول او اعاصير او خطر ما يشكل تهديداً على المواطنين المتواجدين بتلك المناطق خاصة ان غالبية السواح هناك من الاعمار الكبيرة أي مسنين .

كذلك وجدنا انه في منطقة سياحية مصنفة من الدرجة الاولى لا يوجد مستشفى مصغر او مراكز اسعاف او مراكز صحية متخصصة لمعالجة الحوادث او الكوارث المتوقعة في تلك المنطقة رغم تكرارها على مدار سنوات طويلة حيث تبين ايضاً ضعف الامكانيات المتوفرة بالمستشفى الوحيد في تلك المنطقة ونقص في الكوادر ولم تكن الاستجابة للتعامل مع الكارثة سريعة او بالمستوى المطلوب .

علماً بان هناك مجلس اعلى للدفاع المدني يجب ان يضع الخطوط والاستراتيجيات اللازمة لذلك مع دراسة تكرار الكوارث سنوياً في كثير من المناطق ولا بد من توعية اعلامية قبل فصل الشتاء ونشرات توعوية يوزع في المناطق السياحية توجيه وارشاد وتحذير من الاماكن الخطرة .

ولكن اعتدنا دوما ان نتنصل من الاعتراف بالمسؤولية علماً بان المسؤولية تقع على الجميع دون استثناء ، وعليه يجب اعادة وضع استراتيجيات وطنية لتصنيف الامكان الخطرة في اوقاتها والرحلات السياحية والمدرسية وتواجدها ومراقبتها حتى اماكن تواجد الاسر التي ترغب بالنزهة اينما كان المكان ، حيث يجب وضع اشارات تحذيرية لمنع تواجد المواطنين او السماح لهم بذلك ، خاصة اننا ومنذ اسابيع نشهد في الدول المجاورة حالات غير مسبوقة من الفياضانات والاعاصير والتي سببت العديد من الكوارث سيول وسقوط اشجار وشبكات كهربائية على الطرقات وانهيار الطرقات والجسور بانواعها ، ولا نريد ان نسيء لاي جهة كانت بقدر ما نخاطب اصحاب القرار لتفعيل دور الجهات المعنية في تفعيل استراتيجيات ادارة المخاطر وادارة الازمات والمجالس المشكلة بهذا الخصوص واليه التعاون المشترك عند حدوث اي ازمة او كارثة مع اهمية وجود اعلام ازمات يدير محور الازمة بكفاءة .

hashemmajali_56@yahoo.com