الصحراوي والغور و"المطار الدولي"  !!

  

حنان المصري

 

ما بين الطريقين الصحراوي والغور شبه مزمن ، طريق متهالك بمسربين وطريق آخر متهالك بمسرب واحد !!

لن نسلط الضوء هنا على ما حدث مؤخرا من كارثة أوجعت قلوب الأردنيين جميعا ، ولن نطالب بمحاسبة المسؤولين والمقصرين كي لا ندخل بمتاهة يصعب الخروج منها في ضوء تداول العديد من الشائعات على مواقع التواصل ،،

تعالوا نتحدث اليوم عن طريق ثالث وبديل جيد وهو "مطار الملك حسين الدولي" في مدينة العقبة ،

هذا المطار القديم الحديث المؤهل دوليا لإستقبال رحلات من كافة الدول والخطوط ، وهو المطار المدني الوحيد في أقصى الجنوب والذي يربط جوا مدينة العقبة بالعاصمة عمان ..

في ظل هذه الظروف الصعبة يطرأ التساؤل المنطقي والمؤلم :

- من المستفيد من هذا المطار غير علية القوم ذوي الدخول المرتفعة ، والمسؤولين الذين يطيرون على حساب خزينة الدولة وميزانية الدوائر والوزارات المختلفة ؟؟

 - من الأحق بإستخدام هذه الوسيلة الآمنة غير السكان والقاطنين ذوي الدخول المتوسطة والمتدنية ؟؟

لو أرادت إدارة هذا المطار أن تكون فاعلة في توفير الحلول طويلة الأجل لمنع المزيد من الكوارث والحوادث التي أصبحت تشكل عبئا نفسيا وإقتصاديا على المواطن الأردني وعلى الدولة بأكملها ، لأصبح  هذا المطار ملاذا آمنا للرحلات الداخلية لعامة الشعب وبأسعار معقولة وفي متناول الجميع ، ولأصبح مثل خلية النحل ليلا ونهارا ، ناهيك عن تقليص فرص حصول الحوادث المميتة المتكررة على طريقين احلاهما مر !!

في الوقت الذي يجب أن نبحث فيه عن حلول نجد أنفسنا يجلد أحدنا الآخر وينأى باللوم عن نفسه ،

بينما الحلول التي قد تبدو مستعصية ظاهريا ، ولكنها موجودة وسهلة التنفيذ اذا توفرت الإرادة الحقيقية بجعلها في متناول اليد .

افتحوا "مطار الملك حسين الدولي" للناس بتخفيض أسعار التذاكر "عمان -العقبة" وستجدون إقبالا كبيرا مما سيخفف بشكل كبير من الإزدحام على الطريق الصحراوي الخاضع حاليا لجراحات تجميلية طال امدها كالعادة،  وهي مرجحة للتجربة بالنجاح أو الفشل ، وعلى طريق الغور المعروف ب "طريق البحر الميت" الذي تستطيع ان ترى الأرض من خلال الشقوق الكبيرة على ارضية أضخم جسر عليه ، وهو معلم واضح كبناء ولكنه مثير للرعب على المدى المنظور !!

عملية إعادة الدراسة على سعر التذكرة بين العقبة وعمان لا نعتقد أنها مستحيلة بل ممكنة ، وتخفيضها بات مطلبا شعبيا ، فلا يعقل أن تكون تكلفة رحلة طيران داخلية على المواطن توازي تكلفة رحلة دولية إلى دول مجاورة .//