كارثة البحر الميت … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

ما لحق بمنطقة البحر الميت والاغوار جراء العاصفة الرعدية التي اجتاحتها الاسبوع الماضي يعتبر كارثة طبيعية جراء الخسائر الفادحة في الارواح والممتلكات التي فاق حجمها حجم الكارثة والامطار الغزيرة التي انهمرت في فترة قياسية وفاق عدد الوفيات جراء السيول التي تشكلت وجرفت المواطنين الى البحر الميت وبعض المواقع الاثرية في الجنوب عدد ضحايا اعصار مايكل الذي ضرب ولايات كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وجورجيا وفرجينيا واعصار فلورنس الذي ضرب ولاية فلوريدا وعددا من الولايات الانفة الذكر…

واذا كان اعصار مايكل وكذلك اعصار فلورنس كارثة طبيعية بمعنى الكلمة بمعنى انهما من قبل الطبيعة ولا دخل للانسان بهما الا ان ما حدث في منطقة البحر الميت ليس من عمل الطبيعة وحدها بل شارك الانسان في هذه الكارثة بشكل او بآخر ولا يمكن تحميل تبعات ذلك للعصافة الرعدية التي سكبت امطارا غزيرة عجزت الارض عن ابتلاعها فسالت على شكل سيول وفيضانات على الرفوع الشرقية للبحر الميت الذي تشكل جراء تكوين حفرة كبيرة تسمى حفرة الانهيار نشأ بعدها نهر الاردن وبحيرتا الحولة وطبريا والبحر الميت وصولا الى خليج العقبة.

ومن ابرز الاخطاء البشرية التي نجمت عن كارثة البحر الميت اختيار الاوقات غير المناسبة للقيام بالرحلات المدرسية التي تعتبر جزءا لا يتجزء من المنهاج الدراسي في كل الدول والانظمة التربوية في العالم ..

ولعل الوقت المناسب للرحلات المدرسية يتمثل بتجنب الامطار والرياح الشديدة والعواصف لتحقيق الغاية من هذه الرحلات في دراسة المناخ والتضاريس الأمر الذي يتطلب متابعة الحالة الجوية وتطبيق نصائح الاحوال الجوية الأمر المتبع في حركة الطيران والنقل والسفر …

رئيس الوزراء اعلن ان المخاطبات بين وزارة التربية والتعليم والمدرسة التي المت بطلبتها كارثة البحر الميت كانت حول توجيه الرحلة المدرسية الى منطقة الازرق في البادية الشرفية الا ان ادارة المدرسة حولت مسار الرحلة من الازرق في الشرق الى البحر الميت في الغرب …

اما الخطأ البشري الذي تسبب بكارثة البحر الميت فيكمن بعدم تأهيل البنية التحتية من طرق وجسور وخاصة المؤدية الى المواقع التاريخية والسياحية مثل مناطق البتراء والشوبك الأمر الذي يعرض السياح لمخاطر جسيمة خاصة في البتراء التي تفتقر للبنية التحتية السليمة رغم ان السياحة مورد هام للعملات الصعبة التي تمكن الاردن من استيراد احتياجاته من الخارج … علاوة على ان الطريق الممتد على طول الشاطئ الشرقي للبحر الميت عبر الاغوار يفتقر الى الجسور والعبارات الموصلة للبحر بالاضافة الى وجود طريقين في غاية الاهمية بحاجة ماسة الى صيانة وتأهيل هما الطريق الصحراوي وطريق الازرق رغم ان كلفة صيانتهما مدفوعة منذ سنوات … !!!