ضربة موجعة!

من الجھل القول ان نتانیاھو تفاجأ بقرار جلالة الملك بوقف العمل بالملحقین في اتفاقیة وادي عربة بشأن الباقورة والغمر، فنتانیاھو یدرك 

تماما ان ما مارسھ ویمارسھ وتحدیدا منذ تولیھ رئاسة حكومتھ الثانیة في عام 2009 ضد الأردن ھي افعال عدوانیة من الصعب قبولھا عدا

عن تاریخھ السیئ مع جلالة المغفور لھ الحسین بن طلال واقصد ھنا واقعة محاولة اغتیال خالد مشعل، ولولا»صبر» جلالة الملك وحكمتھ

لكانت اتفاقیة وادي عربة برمتھا قد مزقت او على الاقل تم تجمیدھا، وقائمة تلك الافعال تطول وكان اخطرھا على الاطلاق الاتفاق مع

ادارة ترمب ضمن ما سمي «بصفقة القرن» على نقل السفارة الامیركیة الى القدس واعتبار القدس عاصمة ابدیة لاسرائیل، وتشریع قانون

«القومیة الیھودیة»، وھي اجراءات خطط لھا للمس بالبند الاساسي المتعلق بالرعایة الھاشمیة على المقدسات الاسلامیة والمسیحیة في

.القدس

كظم جلالة الملك غیظھ وحاول تصویب سلوك «المغرور نتانیاھو» بإشارات دبلوماسیة وتصریحات صحفیة ملفتة، غیر ان غرور القوة

لدى رئیس الحكومة الاسرائیلیة اعماه عن رؤیة الطریق المتھور الذي یسیر فیھ، واعتقد ان الأردن ھو مجرد «لقمة سائغة» لقد انتظر

الملك الوقت المناسب للرد على رئیس الحكومة الاسرائیلیة»بضربة موجعة» لا یستطیع معھا ھذا الاخیر الصراخ ولا حتى الشكوى لایة

جھة، الا وھي ضربة عدم تجدید الملحقین في اتفاقیة السلام «الباقورة والغمر»، وھي الضربة التى أعادت الیھ التفكیر وبعمق في الالیات

المناسبة للتعامل مع الاردن وتحدیدا مع شخص جلالة الملك الذي وصفتھ الصحافة الاسرائیلیة ونقلا عن نتانیاھو نفسھ انھ «غیر متسامح

. «مع اسرائیل

كان نتانیاھو یتوقع مثل ھذا القرار من جلالة الملك، الا انھ كان یراھن على تدخل ترمب وصھره كوشنر في ثني الملك عن اتخاذه، وقرار

كھذا افقد نتانیاھو واحدة من اوراقھ المستخدمة امام العالم باعتباره رجل سلام ومع بلد مثل الاردن لم یعرف عنھ التطرف او المغالاة بل ھو

.عنوان من العناوین القلیلة التى یجمع علیھا العالم في مصداقیتھا في محاربة الارھاب ودعم السلام العالمي

من ردود الفعل المؤذیة لنتانیاھو ما صرحت بھ رئیسة المعارضة عضو الكنیست تسیبي لیفني رئیسة حزب «الحركة» بقولھا إن إلغاء

الأردن الجزء المتعلق باستئجار إسرائیل أراضي أردنیة من اتفاقیة السلام ُ المبرمة بین الدولتین خطر، وینذر بمزید من الخطر لمستقبل

إسرائیل.. واضافت لیفني: .. إن المفھوم السیاسي - الأمني الذي یتبعھ رئیس الحكومة بنیامین نتانیاھو آخذ بالانھیار بسبب السیاسة التي

.ینتھجھا

مقابل ھذه الوقائع یحاول الاعلام الاسرائیلي اظھار القرار التاریخي والسیادي الاردني على انھ كان مجرد استجابة لردود صرخات في

الشارع الاردني في محاولة فاشلة ومفضوحة للتغطیة على «الصفعة المؤلمة» التى وجھھا الأردن لنتانیاھو والتي سوف یكون لھا الاثر

.الكبیر في تصویب سلوكھ السیاسي تجاه الأردن لفترة طویلة قادمة

Rajatalab5@gmail.com