كارفور في الثامنة !

 

 

حنان المصري

 

شيء مفرح أن تقوم سلسلة أسواق عالمية مثل كارفور بإفتتاح فروع لها في العقبة كمدينة تضخ دعما جمركيا للخزينة وكمنطقة خاصة جاذبة للإستثمار الإقليمي والعالمي .

وبما أننا شعب إستهلاكي حتى النخاع ، نلاحظ سرعة الإقبال الشديد على كل ما هو جديد ، مما ينتج تنامي القوة الشرائية المحلية وهو المطلوب .

الموضوع الذي يطرح نفسه ويطرح العديد من التساؤلات البديهية يتكون من عدة نقاط أهمها :

- كيف يتم اختيار موقع  في حي سكني يعتبر من المناطق الأكثر كثافة بالسكان وعلى زاوية شارع فرعي ضيق وما هي المعايير المحلية التي تم القرار على بنائها ؟

- أي نوع من العقول تخطط لبناء أسواق لخدمة الأحياء السكنية دون الأخذ بعين الإعتبار الإزدحام المتوقع للمتسوقين وسياراتهم التي ستؤدي إلى التضييق المروري للشوارع المخصصة للسكن ؟

- أين البنية التحتية المفترضة لمثل هذه الأسواق الكبيرة مثل الكراجات السفلية والتي باتت ضرورة قصوى ؟

- أليس الأجدر بنا العمل على توفير أماكن مخصصة للإصطفاف الكثيف بدل أن تغلق الشوارع وتشكل ارتباكا مروريا مزمنا ثم يقع المحظور ونبدأ لاحقا في البحث عن حلول ستبدو مستحيلة وربما تؤدي إلى كوارث ؟

- ألم يأن الأوان للعقبة أن ترتقي لأدنى مصاف المدن السياحية والإستثمارية  بتوفير بنية تحتية سليمة وخدمات لوجستية مفترضة بمعايير خادمة للمجتمع ؟

لا نحتاج معجزات لكي يتحقق ما نصبو إليه من التنظيم الجيد والمناسب بعد أن اغرقنا في القرارات العشوائية والمشاريع المتعثرة وحدث ولا حرج :

ملعب كرة قدم كبير يفصله شارع ضيق عن حي المحدود المكتظ بالسكان ، ومبنى ترفيهي يبنى ثم يعاد بناؤه ، وسوق شعبي دون خدمات لوجستية فشل فشلا ذريعا في الحفاظ على ديمومته !!

لا نتحدث هنا عن وسط المدينة حيث الوضع اصعب ، ولكننا نتحدث عن أحياء سكنية جديدة وتخطيط حديث !!

- أين التخطيط طويل المدى واين النظرة المستقبلية للمشاريع والمباني على حافة الأرصفة وأين التنظيم الدقيق الذي يلامس الإحتياجات الفعلية للسكان والزوار ؟ فعندما نقع في نفس الأخطاء في كل مرة هنا تكمن الكارثة ويلزمنا خطة طوارئ دائمة ومكلفة  !!

الأسواق وسط الأحياء السكنية مهمة ، ولكن الأهم التركيز على المستقبل عندما توضع مخططات هذه الأسواق وأن نفكر مسبقا  في البنية التحتية الأهم وهي أماكن لإصطفاف المتسوقين !!

في وضعنا الحالي نفتعل مشكلة ليس لها حل ، ونتسبب بالإزدحامات المرورية خاصة وأننا شعب نتكاثر بسرعة صادمة نتيجة الهجرة الداخلية من جميع المحافظات بحثا عن فرصة عمل، ونتيجة تحسن الصحة الإنجابية، ونتسم بالعصبية الزائدة نتيجة للحرارة المرتفعة التي تميز مدينة البحر ، مما سيؤدي بالحتم إلى المزيد من الإحتكاكات والمشاجرات وربما الحوادث لا قدر الله

 

لن ينفعنا التطور الشكلي إذا لم يلامس أرض الواقع بجدية ، فلقد هرمنا ونحن ننتظر .//