انهاء تأجير الباقورة والغمر … !!!

زاوية سناء فارس شرعان

 

انهاء تأجير الباقورة والغمر … !!!

 

بعد ٢٥ عاما على ابرام معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية قرر الاردن انهاء بندين من بنود هذه الاتفاقية بتعليمات تأجير اراضي الباقورة في شمال الاردن والغمر في جنوب الاردن لاسرائيل في خطوة متقدمة جدا على طريق حصول الاردن على حقوقه من الكيان الصهيوني باسترجاع اراضيه المؤجرة لاسرائيل.

هذا الاجراء الذي يعتبر انجازا اردنيا كبيرا اشبه ما يكون بتأميم قناة السويس عام ١٩٥٦ وتأميم البترول في العراق عام ١٩٧٢ يأتي بعد مطالبات شعبية متواصلة منذ عدة سنوات ونداءات برلمانية ونقابية حيث حسم الملك عبد الله الثاني هذا الامر واوعز للحكومة برئاسة الدكتور عمر الرزاز بالغاء تأجير اراضي الباقورة والغمر.

اراضي الباقورة البالغة مساحتها ٨٣٠ دونما في شمال الاردن عند ملتقى نهري الاردن واليرموك فيما يعرف باسم مشروع روتنرغ اما اراضي الغمر فتقع في جنوب الاردن بمنطقة وادي عرب وتبلغ مساحته ٤٥٠ كيلومترا مربعا اي ما يزيد عن مساحة قطاع غزة وتعتبر عبارة عن مستوطنة زراعية في منطقة صحراوية الا ان مستوى الحياة فيها يضاهي مستوى الحياة في تل ابيب حيث تحتوي هذه المستوطنات على ملاعب رياضية ودور للسينما ومسارح ومسابح ومواقع ترفيه بالاضافة الى بيارات برتقال وليمون وبوملي تصدر منتجاتها الى الاسواق الخارجية وخاصة الاسواق الاوروبية.

الاراضي التي انهى الاردن تأجيرها للكيان الصهيوني خاضعة للسيادة الاردنية وفق ما تنص عليه معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية او ما تعرف بمعاهدة وادي عربة الا ان ملكتها تعود لعدد من الاسرائيليين بالاضافة لعدد من قطع الاراضي حول هذا المشروع تعود ملكيتها لبعض اليهود قبل زرع اسرائيل على الاراضي الفلسطينية … وكانت اراضي الباقورة فكان للفلسطينيين والتقائهم مع الفلسطينيين الذين هاجروا للاردن عام ١٩٤٨ واقاموا فيه …

اما اراضي الغمر فهي مستوطنة زراعية في منطقة وادي عربة الحدودية بين الاردن والكيان الصهيوني ومساحتها نحو ٤٥٠ كليو مترا مربعا وكونها مستوطنة زراعية عائد للمياه الجوفية التي تنفجر منها حيث تحتوي على ١٧ بئرا ارتوازية كافية لري مساحات شاسعة من بيارات البرتقال والليمون ومزارع الابقار وصناعات الالبان وتربية النحل واستخراج العسل.

واذا كان الملك عبد الله الثاني قد حسم موضوع اراضي الباقورة والغمر بانهاء تأجيرها لاسرائل فان الكيان الصهيوني لا يعتبر ان ذلك نهاية المطاف حيث اعلن رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو ان اسرائيل ستفاوض الاردن حول هذا الامر اي ان الكيان الصهيوني سيفاوض الاردن حول تحديد فترة تأجير الباقورة والغمر لا سيما وان التفاوض حول هاتين المنطقتين تركز حول استئجار اسرائيل لها مدة ٩٩ سنة ولما رفض الاردن ذلك طالبت اسرائيل باستئجارها مدة ٣٥ سنة الا ان الاردن على ان مدة التأجير لن تزيد عن ٢٥ سنة وان تمديد ذلك يجب ان يكون بموافقة الطرفين.

وتخشى الاوساط الشعبية في الاردن ان تطول فترة التفاوض بسبب اصرار اسرائيل على تمديد فترة تأجير اراضي الباقورة والغمر ورفض اسرائيل الانسحاب من هاتين المنطقتين في حال اصرار الاردن على انهاء تأجير الاراضي في المنطقتين … رغم ان القانون الدولي يقضي بضرورة ابلاغ الاردن لاسرائيل برغبته بانهاء فترة التأجير وبعد عام من ابلاغها تعود الاراضي للاردن قانونا دون اي اشكالية علما بان الكيان الصهيوني من الصعوبة بمكان ان ينسحب من هذه الاراضي حتى لو ابلغت الاردن بذلك.

الغاء تأجير اراضي الباقورة والغمر خطوة مهمة على طريق استعادة الاردن لاراضيه وحقوقه وترك تنفيذه لحكومة الرزاز بدعم من الملك عبد الله الثاني نرجو ان يطبق دون اشكالات لعرقلته … !!!