أنفاق الموت.. معارك طويلة مع "بقايا داعش" في سوريا

 دمشق-وكالات

يواصل مجلس دير الزور العسكري خوض معاركه ببطء ضد تنظيم "داعش" في ريف مدينة دير الزور على الحدود السورية العراقية، نتيجة الضباب والأحوال الجوية، ورغم ذلك تقدّم على ثلاثة محاور وهي الباغوز وهجين والبحرة.

بالتزامن مع محاولات مجلس دير الزور العسكري الذي يقاتل تحت راية "سوريا الديمقراطية" التمركز في تلك المحاور، يحاول عناصر التنظيم الحفاظ على تموضعهم في تلك المناطق.

ويستغل التنظيم الأنفاق التي حفرها في غضون العاصفة الرملية التي اجتاحت تلك المنطقة قبل أيام، فيما تمكنت "سوريا الديمقراطية" من تدمير نفقٍ لهم بعدما شنت طائرات التحالف الدولي الّذي تقوده واشنطن ضرباتٍ جوية على مواقعهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "قوات سوريا الديمقراطية جددت هجومها على آخر جيبٍ للتنظيم بعد تحسن الأحوال الجوية، وتمكنت من السيطرة على أجزاءٍ كبيرة من بلدة السوسة بشكلٍ جزئي".

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لـ"العربية.نت" إن "قوات سوريا الديمقراطية تواجه صعوبة في عملية تثبيت سيطرتها ونقاطها في تلك المناطق نتيجة المفخخات والألغام المزروعة بكثافة من قبل التنظيم، وكذلك السيارات المفخخة التي يستخدمها".

وأضاف أن" القوات الفرنسية في تلك المناطق حصلت على معلومات غير متكاملة عن وجود نفق للتنظيم في منطقة هجين يمتد بطول 8 كم تقريباً، ويمكن للآليات والسيارات المرور فيه، بالإضافة إلى وجود قياداتٍ في الصف الأول من التنظيم في تلك المنطقة وغالبيتهم عراقيون ومن جنسيات أجنبية أخرى".

من جانبه، قال المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية وهي عبارة عن ائتلاف لفصائل كردية وعربية، إن "اشتباكاتٍ عنيفة اندلعت بينها وبين مقاتلي التنظيم في تلك المناطق أسفرت عن مقتل عنصرين من قواتها مقابل 14 مقاتلاً من التنظيم".

ويستخدم التنظيم السيارات المفخخة في هجماته المضادة لقوات سوريا الديمقراطية، ويزرع الألغام بكثافة في آخر جيوبه التي يسيطر عليها في سوريا، في محاولة منه لإعاقة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.

ورغم ذلك يقول التحالف الدولي على موقعه الرسمي إن "الحملة ضد التنظيم تحصد النجاح" مضيفاً أنه "فقد أكثر من 90% من الأراضي التي كان يحتلها سابقاً، بالإضافة لتحرير أكثر من 7.3 مليون شخص منهم".

من جهته، أكد نوري محمود، الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب" الكُردية التي تشكل أبرز مكونات "سوريا الديمقراطية" أن "معاركهم ضد التنظيم في ريف دير الزور ستستغرق وقتاً طويلاً".

وقال محمود في تسجيلات صوتية لـ"العربية.نت"، "كان من المفترض أن يتم تحرير كامل ريف مدينة دير الزور من مقاتلي التنظيم في المرحلة الأولى من حملتنا العسكرية، لكن دخول تركيا لعفرين، أخرها".

وأضاف "لقد تأخرت حملتنا العسكرية نتيجة ذلك، بينما استغل التنظيم انشغال مقاتلينا بمعركة عفرين وتحصن بشكلٍ كبير في هذه المناطق من خلال حفر الخنادق وزرع الألغام، كما أن بعض المحاور والتي تقع بالقرب من نهر الفرات هي مناطق وعرة ومنها محور هجين، الأمر الّذي يزيد من تعقيدات المعركة أكثر" وقال: "لا نستطيع تحديد وقتٍ دقيق لتحريرها، لكن الأمر يحتاج لأشهر بكل تأكيد".

وتابع: "معاركنا مستمرة ضد التنظيم وقوات حماية الشعب والمرأة، هم منذ البدايات يحاربون التنظيم ولديهم تجارب كبيرة في صد إرهابه، وحين هُزمت جماعات عسكرية كثيرة أمام القتال ضد التنظيم في المنطقة، كانت وحدات الحماية هي فقط من تحاربه"، وفق قوله.

وعن مصير عناصر التنظيم من الأجانب المعتقلين في مناطق سيطرتهم والّذين يبلغ عددهم نحو ألف تقريباً، قال محمود: "نحن نلتزم بالمواثيق الدولية، ولدينا مجالس تشريعية في مناطق سيطرتنا، لذا نتعامل مع معتقلي التنظيم وفق القوانين الدولية ضد الإرهاب وكذلك وفق قوانين مجالسنا التشريعية".

وأضاف "يجب أن يكون هناك محكمة دولية لهؤلاء أمام هذا الإرهاب العابر للحدود، محاكمنا لا تكفي لمحاسبة هؤلاء، لكن المجتمع الدولي لم يتدخل في هذا الأمر إلى الآن، وعبئهم يقع على عاتقنا فقط".

يذكر أن مجلس دير الزور العسكري، كان قد أعلن في الأول من شهر أيار/مايو الماضي عن حملة "عاصفة الجزيرة" لتحرير الريف الشرقي لدير الزور من قبضة تنظيم "داعش"، وهي آخر أماكن تمركزه في الأراضي السورية على الحدود مع العراق، حيث يواصل المجلس الحملة في مرحلتها الثانية وأطلق عليها اسم "دحر الإرهاب".