احذروا .. أُنثى العنكبوت

  احذروا .. أُنثى العنكبوت

سامر نايف عبد الدايم

يوم امس كنت جآلسا مع اصدقائي نحتفل بقرار اعلان الملك عبدالله الثاني إنهاء العمل باتفاقيتي تأجير أراضي الباقورة والغمر لإسرائيل .

كان الشعور بالسعادة لا يوصف ،واجُزم أن كل اردني متابعا للقرار شعر بأنه جندي من جنود معركة الكرامة الباسلة وما حدث للجيش الإسرائيلي وقتها من خسائر بشرية ومادية كبيرة ، وإنسحاب دون تحقيق أهدافه ونصر عسكري للجيش الأردني.

وأنا في غمرة الإحتفال تعرضت إلى لدغة عنكبوت في يدي اليسرى ، لم أشعر بها ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر بالألم.. حيث تحول أصدقائي إلى خبراء في لدغات العناكب ؟! .منهم من قال انها سوف تتحول إلى اللون الأحمر وتزول مع الأيام ، ومنهم من افتى بأنها غير سامة واكتفى بوضع الثلج مكان الإصابة !! ولكن ما لفت أنتباهي ان احد اصدقائي أكد انها لدغة من انثى العنكبوت ؟؟ على أساس ان أنثى العنكبوت تمتاز بالشر، فهي تأكل الذكر بعد التزاوج للحصول على مزيد من المنافع الغذائية وإنجاب عناكب أكثر صحة !!

هذه الحالة هي اشبه بردود فعل المجتمع الإسرائيلي على صدور القرار الأردني إنهاء العمل باتفاقيتي أراضي الباقورة والغمر حيث عم الغضب والإستنكار بين القيادات الإسرائيلية .والرفض والإعتراف بالهزيمة، ومنهم من خرج إلى الإعلام بتصريحات أنها أراض إسرائيلية !! وهذا ما يدل على جهل مطلق وتزييف متعمد لحقائق التاريخ ، حيث لم تكتف باستغلال هذه الأراضي لمدة 25 عاما بل تتجاهل ان هذه الارضي أردنية السيادة.

قرار جلالة الملك عبدالله الثاني في إنهاء الإتفاقية هو إنتصار لكل اردني من الكيان الصهيوني ذلك الكيان التوسعي يهوى الافتراس كأنثى العنكبوت، ومن لا يعلم بأن خطورة إستمرار العمل بهذه الإتفاقية كان سيدفع الاحتلال لانكار حقّ الأردن بهذه الأراضي بعد أن استعملها أكثر من خمسة عقود.

أليس لنا ان نشكر الله على نعمه وأفضاله علينا ان قيض لنا ملكاً، ينتمي إلى أردنيته ويحبها إلى درجة إنكار الذات وهمُّه أردني أولاً وقبل كل شيء، عروبي برسالة الثورة العربية الكبرى التي يحمل رايتها، عميد آل البيت يدافع عن الدين الحنيف واعتداله ومقدساته بلا هوادة، وشجاع ومتواضع ومؤدب كريم النفس.

ومن هذا المنبر ابعث برسالة إلى انثى العنكبوت واقول لن اتأثر بلدغتك وسوف اتعافى منها بسرعة لأننا نعشق الحياة، ونموت فداء التراب الأردني وقيادته الحكيمة.//