قد تشكل مباراة منتخب كرواتيا الاخيرة ..بداية العودة الحقيقية لكرة النشامى التي افتقدنا حضورها سنوات طوالا ..ساهمت بشكل واضح في ابتعاد المنتخب عن مستواه المعروف قبل سنين مضت ..وادت حكما لابتعاد الجماهير وعزوفها المتوقع عن لقاءات النشامى الودية منها او الرسمية ..لكننا بحق وبدون مجاملة شاهدنا في لقاء وصيف بطل العالم ..روحا قتالية جديدة واداء بطوليا فيه مسحة من الثقة والعطاء والقدرة على مجاراة المنتخبات القوية ..كما ظهر النشامى امام كرواتيا وقبلها امام منتخب البانيا ..رغم الفارق الكبير في المستوى الفني بين كرتنا وكرة القدم الاوروبية العريقة والخبيرة ..

الجميل ان منتخبنا خرج خاسرا من مواجهة كرواتيا ..ورغم ذلك خلنا ان الفوز كان حليفنا من حجم عبارات الاشادة والاطراء والتقدير التي انهالت على نجوم النشامى .. من جماهيرنا على مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت ردود الفعل الايجابية التي لم نر مثلها منذ سنوات طوال ..بسبب ما تركه المنتخب سابقا من انطباعات سلبية على مزاج وافكار عشاق الكرة الاردنية ..لا سيما وان جمهورنا يتمتع بحس كروي وثقافة عاليتين تجعله يميز ما بين الاداء السلبي وبين التقدم الذي طرأ على المستوى الفني ..ووضع النشامى في بؤرة الاهتمامات من قبل كافة شرائح المجتمع الرياضي  .

تلك الروح العالية التي ظهر عليها المنتخب تؤسس لعلاقة جديدة مع الجماهير ..وتعيد العشاق للمدرجات بعد سنين من الغربة .. في المقابل باتت مهمة النشامى اكثر صعوبة من قبل بهدف تعزيز المكانة في نفوس الجماهير بمواصلة تقديم الاداء المتميز في المباريات القادمة .. لا سيما وان مبارياته الاخيرة منحتنا الانطباع الايجابي بقدرة المنتخب على التقدم اكثر واعادة ذكريات الامس الجميل ..وهو ما تشكل في ودية كرواتيا رغم الخسارة ...الامر الذي يدفعنا للمطالبة بالمزيد من الاعداد والاحتكاك مع مدارس الكرة العالمية المتقدمة التي من خلالها نقف على مستوانا الحقيقي دون رتوش .!

لم تنته مهمتنا عند حدود كرواتيا بكل تاكيد ..ذلك ان المشوار لا زال طويلا ..وان الحكم الصحيح على مستوى المنتخب يكون من خلال بطولة اسيا القادمة في الامارات .. وعندها سوف نقرر مدى الفائدة التي اكتسبها النشامى من المدير الفني الجديد ..ومدى نجاح اتحاد الكرة في وضع النشامى على الطريق الصحيح من خلال برنامج الاعداد الطويل ..نعود للتذكير بان مباراة كرواتيا قد تكون بداية عودة الروح ..لكنها بحاجة للمزيد من البناء عليها ...!//