السیاحة الدینیة في العام المقبل 2019

 

شاركت قبل أيام في المؤتمر السنوي لمؤسسة الأوبرا رومانا Romana Opera الايطالية التابعة للكرسي الرسولي (الفاتيكان) والمختصة منذ تأسيسها عام 1934 بتسيير رحلات الحج من وإلى المدينة الخالدة روما. كنت أحد ضيوف الشرف المتحدثين إلى جانب المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية في القدس المطران بييرباتيستا بيتزبالا ورئيسَي أكبر مزارين للسيدة العذراء في مدينة فاطيما البرتغالية الاب كارلوس كابيثنهاس ومدينة لورد الفرنسية الاب اندريه كاب. بدوري تحدثت عن بلدنا الحبيب الأردن وأنه أرض مقدسة عاش فوق ترابها عدد من الأنبياء والرسل والشهداء، وهنالك شخصيات كتابية ( في الكتاب المقدس) بارزة وأهمها الأنبياء

مار الياس (ايليا) وموسى ويوحنا المعمدان، أما الحدث الأبرز الذي جرى عندنا فهو اعتماد السيد المسيح على يدي يوحنا المعمدان، في نهر يحمل اسم بلدنا الحبيب: نهر الأردن. ركزت على النقاط الهامة في السياحة الدينية، وأن الحاج إلى بلدنا يمكنه أن يصلي في الأماكن المقدسة وهي متعدّدة. إلا أن زيارة الماضي والآثار، لا تغني السائح من الاطلاع على الحاضر الأردني المشرًّف. فحالة الأمن والاستقرار لدينا هي أكبر حافز لتشجيع مجموعات الحج والسياحة للقدوم إلى بلادنا التي توصف وبحق بالمقدسة. ومن الصور الجميلة التي بدت تتطوّر في بلادنا، هي مشاركة مجموعات الحج مع الكنائس المحلية في القداديس التي يشارك فيها مؤمنونا الأحباء في مختلف كنائس المملكة. وقد كانت تلك المجموعات في الماضي تبحث عن «الكنائس الفارغة» والخالية من الجمهور لإقامة شعائرها الدينية بلغتها الخاصة، بينما اليوم صار التشجيع لزيارة الكنائس الحيّة، ليس الكنائس الأثرية القديمة فحسب، وإنما كذلك الكنائس التي فيها كاهن ومؤمنون وتقيم الشعائر كل أحد لا بل وفي كل يوم، وهذا ما يشجع على تعميق المعرفة المتبادلة وإقامة الصداقات النبيلة بين الشعبين. ولدى عرض الخطط المقبلة لعام 2019 ،تبيّن أن Romana Opera تحضر لعشرات الرحلات إلى الأردن، ومنها ما هو مرتبط بالسياحة في فلسطين أو في القسم الغربي من الأرض المقدسة، بحيث يبيت الحاج لدينا ثلاث ليال، وهنالك كذلك عدد من الرحلات الخاصة للأردن، مع إقامة سبعة أو ثمانية أيام في بلدنا المضياف. هذا فقط من ايطاليا عن طريق المؤسسة المذكورة، والتي تكنّ للأردن حباً كبيراً، ويحدونا امل بانتعاش رحلات الحج الى بلادنا من بادان صديقة اخرى. علينا اذا الاستعداد لموسم سياحي مزدهر العام المقبل، باذن االله، بتحضير أماكن الاستقبال والمواقع والفنادق، وكذلك بالتركيز على إعداد الدليل السياحي المرافق الذي يمثل انعكاساً حضارياً للبلاد. وإذا كان جبران خليل جبران قد قال: «وجه أمي هو وجه أمتي»، فاننا نطبق ذلك و نقول عن الدليل السياحي، فانه وجهنا المشرق امام الاشقاء والأصدقاء القادمين لزيارتنا، وعلينا الاعتناء بثقافته وعلمه وطيبة شخصيته التي ستعكس بلا شك صورة بلادنا الجميلة

بطبيعتها وبطبيعة ناسها والتي تفتح ذراعيها لاستقبال الضيوف الاعزاء.