افتتاح معرض صور تاريخيّة للخط الحديدي الحجازي
سفراء اوروبا يجتمعون في العقبة
افتتاح معرض صور تاريخيّة للخط الحديدي الحجازي
يعود تاريخ الصور إلى الأعوام من1890 لغاية 1960
تمويل المشروع من عدة جهات منها سفارة الاتحاد الأوروبي
المعرض اقيم بالتزامن مع سنة التراث الثقافي الأوروبي
الخط ما يزال يستخدم حتى اليوم لأغراض سياحية
بدأ العمل في الخط عام1900م وتم افتتاحه عام1908م
تعرض للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية
الأنباط – العقبة – طلال الكباريتي
افتتحت السفارة البلجيكية ومعهد جوته وإدارة التراث الملكي/ الديوان الملكي الهاشمي، معرض صور تاريخيّة ونادرة عن الخط الحديدي الحجازي تحت مسمّى "المفهوم، البناء، والنزاع"، حيث يعود تاريخ الصور إلى الأعوام من1890 لغاية 1960.
جاء ذلك يوم امس الاول السبت تحت رعاية رئيس مجلس مفوضية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصةASEZA ناصر الشريدة ، وذلك بحضور عدد من المسؤولين وشخصيّات رسميّة وخاصة بالإضافة إلى عدد من الصحافة وممثلي وسائل الإعلام، وسيستمر المعرض لمدة ثلاثة أسابيع في قلعة العقبة.
وبحسب بيان تلقته "الانباط" فان هذا المشروع ينفذ بتمويل من سفارة بعثة الاتحاد الأوروبي وشبكة المعاهد الثقافية في الأردنEUNIC بالشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ASEZA، ودائرة الآثار العامة، والمعهد الفرنسي للكتاب المقدس والآثار في القدس.
ويأتي هذا المشروع المموّل من الاتحاد الأوروبي والمدعوم من ASEZA بالتزامن مع سنة التراث الثقافي الأوروبي2018 الذي قام الاتحاد الأوروبي بتحديده هذا العام.
بدوره قال نائب رئيس مجلس المفوضين في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ASEZA، الدكتور عماد حجازين في كلمة له خلال الافتتاح : "يشرفنا أن نستضيف مثل هذا المعرض الفريد من نوعه في مدينة العقبة وذلك لأهميته التاريخيّة بالنسبة للأردن والدول المجاورة، حيث كان هذا الخط يصل بين دمشق ومكّة المكرّمة ويقلل طريق الحجاج من أشهر إلى بضعة أيام، كما لعب دوراً مهماً بالنسبة إلى الأردن في زمن الثورة العربية الكبرى."
من جهته تحدث سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن أندريا فونتانا في كلمته عن عام التراث الثقافي والأنشطة التي ينظمها عدد من دول الاتحاد الأوروبي في الأردن مع شركائهم المحليين.
وقال فونتانا: "نحتفل بالماضي لنبني المستقبل؛هذا هو شعارنا لهذه الفعاليات الثقافية التي تؤكد على مدى ارتباط التراث الأوروبي بالتراث الأردني والذي نحيي أيّامه خلال هذه الفترة بالتزامن مع احتفال الاتحاد الأوروبي بعام الموروث الثقافي".
بدوره تحدث السفير البلجيكي في عمان هندريك فان دو فِلد عن الدور الذي لعبته مملكة بلجيكا في إنجاز هذا المشروع إذ كانت السكك والعديد من الماكنات والمعدات المستخدمة من قبل خط الحديد الحجازي مستوردة من بلجيكا.
وبين السفير ان المهندس الرئيسي الذي صمّم خط الحديد هو ألمانيّ الجنسية ويدعى HeinrichAugust Meissner ولهذا السبب تمّ التعاون مع معهد جوته لافتتاح هذا المعرض التاريخي في العقبة.
وقال فان دو فِلد: "نحن نفخر بأن تلعب بلجيكا دوراً أساسياً في إنشاء هذا المشروع العريق ذي الأهميّة التاريخيّة في المنطقة، فهذا يدل على أن أصول التعاون والتبادل التجاري بين بلجيكا والمنطقة قد بدأت منذ العصور القديمة."
بدروها قالت السفيرة الألمانية في الاردن بيرجيتا سيفكر-إيبيرل: "هناك الكثير من أوجه التعاون بين المؤسسات العربيّة والألمانيّة التي تعنى بتوثيق الموروث الجمالي والتاريخي في حضارات الأمم، إذ يعد معرض الخط الحديدي الحجازي من أهم المشاريع التاريخية التي من واجبنا نحن كسفارة ألمانيّة أن نتعاون من خلال جهاتنا المعنيّة في نقل حضارة هذا الماضي العريق إلى يومنا هذا."
وثمنّت السفيرة جهود جميع القائمين على هذا المعرض ودعَت إلى أهميّة التعاون المستمر لإحياء المزيد من تاريخ الحضارات المختلفة.
من ناحيته قال مدير إدارة التراث الملكي رجا غرغور/ الديوان الملكي الهاشمي: "تكمُن أهمية هذا المعرض في كونه يعكس واحدا من المشاريع التراثيّة العريقة التي يفتخر بها شعب الأردن والمنطقة لما لعبه من دور تاريخي وعسكري واستراتيجي لا سيما في الثورة العربية الكبرى التي شكلت تاريخ المنطقة ككل".
وبين السيد غرغور بأن الخط ما يزال يستخدم حتى اليوم لأغراض سياحية كونه معلما حضاريا مهما في تاريخ الأردن الحديث والتعاون بين الحضارات.
يشار الى ان المعرض دعم من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن وشبكةEUNIC Clusterوهي مجموعة من المراكز الثقافية وسفارات بعض دول الاتحاد الأوروبي المنفّذة لبرامج ثقافية في الأردن.
ويعتبر الخط الحديدي الحجازي سكة حديد ضيقة (بعرض 1050 ملم)، تصل بين دمشق والمدينة المنورة، اذ يعتبر الخط الحديدي الحجازي الذي بلغ طوله حوالي 1320 كيلو متراً، من الإنجازات النادرة للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني بمساعدة المهندس الألماني مايسنر باشا، كبير مهندسي الأعمال الفنية في سكة حديد الحجاز التي ربطت مابين محطة (حيدر باشا) في اسطنبول والمدينة المنورة في عهد الدولة العثمانية.
وقدم هذا المشروع المتميز خدمات جليلة خصوصاً لحجاج بيت الله الحرام، الذين تخلصوا من رحلة الشقاء الطويلة التي كانت تمتد لأكثر من شهر وسط المخاطر الكثيرة، إذ تقلصت بعد إنشاء الخط إلى خمسة أيام فقط بما في ذلك فترات الاستراحة، ورغم أهمية المشروع غير أن بعض المصادر تقدم تفسيرات للدوافع التي وقفت وراء حماسة السلطان عبد الحميد الثاني للمشروع إذ تشير هذه المصادر إلى أن الهدف من الخط هو ربط أقاليم الدولة العثمانية وإحكام السيطرة عليها، لخدمة الأهداف العسكرية وقمع الثورات في الحجاز من خلال نقل البضائع والجنود.
بدأ العمل في الخط عام1900م وتم افتتاحه عام1908م، واستمر تشغيله إلى أن دُمِّر الخط سنة 1916م خلال الحرب العالمية الأولى، إذ تعرض للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب.
وقدرت كلفة الخط بنحو 3.5 مليون ليرة عثمانية، معظمها مساعدات شعبية من داخل السلطنة العثمانية وبلدان إسلامية أخرى. وقدم السلطان مبلغ (320) ألف ليرة من ماله الخاص. وتبرع خديوي مصر عباس حلمي بكميات كبيرة من مواد البناء إضافة إلى تبرعات كثيرة من المسلمين عبر العالم.
وكان مسار خط الحج ينطلق من مدينة دمشق ويعبر سهل حوران ويمر بالمزاريب وعدد من المناطق جنوب سورية وصولاً إلى مدينة درعا ثم إلى الأردن حيث يمر بمدن المفرق والزرقاء وعمّان ومعان على التوالي، ويكمل سيره جنوباً إلى أن يدخل أراضي الحجاز حيث ينتهي بالمدينة المنورة.//
وعمل في إنشاء هذا الخط ما يقارب 7000 عامل وقد ساهم في ازدهار وتطوّر العديد من المدن التي مرّ بها ومن ضمنهم مدينة معان في الأردن، حيث زادت التجارة فيها وكثُر المقيمون عليها.
والجدير ذكره أن معرض صور خط الحديدي الحجازي في قلعة العقبة سيستمر لغاية 3 تشرين الثاني ومن الساعة التاسعة صباحاً لغاية الواحدة بعد الظهر والفترة المسائية من الساعة الخامسة مساءً ولغاية الساعة التاسعة مساءً، والدعوة عامّة للجميع،وبعدها سيتم نقل بعض الصور لمتحف آخر عن سكّة الحديد سيُنشأ قريباً في مدينة معان من قبل إدارة التراث الملكي.