التصعيد في غزة يفتح التكهنات بجولة جديدة من المواجهة المفتوحة

حماس تختبر آلية خطف الجنود

 

 

الأنباط – عمان - مأمون العمري

يبدو ان الفصل الثالث من المواجهة في غزة  بات على الابواب ، ورؤية الانباط في ذلك مبنية على جملة من المعطيات ، التي نضعها في   اطار التحليل والقياس على احداث سابقة  من ناحية التحضيرات والتحذيرات ، ولغة الاتهام ، ولعل افتتاحية صحيفة يديعوت أحرنوت امس الثلاثاء تؤشر الى ما نذهب اليه من قرب المواجهة بين الطرفيين .

تحدثت صحيفة يديعوت أحرنوت الثلاثاء، عن الظروف الحالية السائدة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، والتي تساهم بدورها في إنضاج جولة مواجهة جديدة، منوهة إلى أن رجال "حماس" يتدربون على آليات خطف جنود إسرائيليين.

 

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري، أليكس فيشمان، أن شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تسمي ما يجري ليل نهار على السياج الفاصل مع قطاع غزة "تصعيدا منضبطا للتوتر".

 

ونوهت إلى أن قادة الأجهزة الأمنية في "إسرائيل يرون في "الردع" ذخرا للأغراض الإعلامية، وذريعة لعدم فعل أي شيء حيال التهديد المتعاظم من الجانب الآخر من الحدود"، موضحة أنه "بدلا من معالجة التهديد بشكل متواصل؛ ليس فقط عسكريا، بل بالأساس سياسيا، يستيقظون ذات يوم ويشنون حربا، وهذا بالضبط ما ينضج الآن على حدود غزة".

 

ويتساءل رجال الاستخبارات الإسرائيليون: "هل الاضطرابات المحتدمة على حدود القطاع، معناها أن حماس اجتازت الروبيكون (وهو نهر في إيطاليا)، وقررت إحداث أزمة عسكرية، وهو ما سيؤدي وفقا لفهم قادة حماس، في إسرائيل والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، إلى أن يغيروا نهجهم ويرفعوا الحصار دون أن تتنازل عن قوتها العسكرية وعن تطلعاتها في الساحة الفلسطينية الداخلية؟".

ونلاحظ من خلال الرصد للاحداث والتصريحات أن الجانب الإسرائيلي "يفكر بعمق في الفصل الثالث من المواجهة التي بدأتها حماس مع إسرائيل في شهر آذار الماضي، حيث بدأ الفصل الأول، بمسيرات العودة واختتم بنحو 200 (شهيد) فلسطيني وجولتي تصعيد (محدود).

 

 

وفي الأسبوع الأول من آب ، "بدأ الفصل الثاني بمحاولات التسوية بين حماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، والتي لم تكن للحظة حقيقية، ولكنها سمحت بتخفيض مستوى الضغط الداخلي عن الزعماء في كل الأطراف".

 

 

ولابد ان نشير الى ان المحادثات لا تؤدي إلى أي نتيجة، والشتاء المقترب يهدد بأن يتفاقم الوضع الإنساني في غزة أكثر فأكثر، وفي منتصف أيلول الماضي انتقلت حماس للمرحلة الثالثة من التصعيد المنضبط"، وهنا تزعم  يدعوت احرنوت أن "حماس منذ بضعة أسابيع وهي تجري اتصالات مع قادة الفصائل في القطاع بشأن الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل".

 

وحول تفاصيل تلك المواجهة، ذكرت "يديعوت"، أنه "ضمن أمور أخرى، سيقتحم رجال الذراع العسكرية لحركة حماس السياج من نقاط عدة، ويتسللون إلى بلدة ما ويختطفون إسرائيليين".

وتابعت: "يقدر قائد حماس يحيى السنوار، أنه إذا كان في يده إسرائيليون فإن إسرائيل سترد بشكل عدواني ولكنها في نهاية العملية ستتراجع وستضغط على أبي مازن (محمود عباس رئيس السلطة) لتحويل الأموال إلى القطاع، وتشجع إقامة بنى تحتية في غزة بأموال دولية وتحرر سجناء".

 

ولفتت إلى أن "إسرائيل في نظر السنوار، هي جسم ضعيف وقابل للابتزاز، والمجتمع الإسرائيلي لا يصمد في أوضاع إسرائيليين مخطوفين أو أسرى".

 

وبشأن ما يجري على السياج الحدودي، وتمكن بعض الفلسطينيين من اقتحامه، والتسلل بضعة أمتار للداخل والعودة، وهو ما يأخذ صورة "لعبة الاستغمّاية" وفق وصف الصحيفة التي قالت: "يدور الحديث عن تجربة وتضليل، وهكذا يفحصون نقاط الضعف، المدة الزمنية التي تنقضي كي تصل الدورية إلى الثغرة، وأين توجد "المناطق الميتة" التي لا تراها نقاط الرقابة العسكرية الإسرائيلية وما شابه".

 

 

وذكرت أنه "منذ شهر آب تجري أعمال يقوم بها رجال حماس ومنظمات أخرى على السياج، ليل نهار، "لتعويد" الجيش الإسرائيلي وإبقائه في روتين من التأهب العالي الذي يوجد فيه عنصر من عدم الاكتراث، حتى لحظة الاقتحام".

 وفي ظل تزايد عدد المتظاهرين على السياج خلال الأسابيع الأخيرة، "يعمل في قلب المظاهرات رجال الذراع العسكرية لحماس، ويرقبون كيف يتعامل الجيش مع إلقاء العبوات والاقتحامات الصغيرة للجدار"، وفق الصحيفة.

 

وتساءلت مجددا: "ماذا تفعل إسرائيل أمام سحب الحرب المتلبدة على الحدود الجنوبية؟ هل من جهد سياسي حقيقي للوصول إلى تسوية في غزة؟ وهل تمارس الضغط على السلطة الفلسطينية لتغير النهج أو تضغط على الدول المانحة لتضخ المال إلى القطاع؟ أم تنتظر كالمعتاد، حتى ينتهي الردع؟".

المعلق العسكري الاسرائيلي ، يوسي يهوشع   اشار هو الاخر الى "المظاهرات العاصفة بالقرب من السياج الفاصل مع غزة الجمعة، والتي شارك فيها عشرات الآلاف أثارت مخاوف من أن الهدوء الذي كان ملموسا على جبهة غزة في الأسابيع الأخيرة على شفا الانهيار".

وأضاف : "في الوقت الذي تعلق فيه المفاوضات على التسوية بين حماس ومصر، وحين لا تبدي الأسرة الدولية اهتماما كبيرا بغزة، فإن المواجهات تقترب مرة أخرى من نقطة غليان خطيرة"، منوهة أن "البالونات الحارقة التي أرسلت من غزة نهاية الأسبوع تسببت باندلاع 20 حريقا".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد لوسائل الإعلام الأمريكية أن "إسرائيل جاهزة لكل سيناريو، وهذا ليس قولا عبثيا" بل يؤكده عمليا الاستعدادات في قيادة المنطقة الجنوبية نحو إمكانية وقوع مواجهة أخرى، على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات مع حماس

اذن أن احتمال التسوية آخذ في التضاؤل في حين أن احتمال المواجهة يتصاعد ، وخصوصا ان السلطات الإسرائيلية المحلية في "مستوطنات غلاف غزة وزعت مؤخرا تعليمات حديثة، مفادها أن البالونات الحارقة والمتفجرة اشتدت في الأيام الأخيرة، ويتم إطلاقها في الليل وفي النهار.

صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها الأحد، أن "تقديرات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي بأن التصعيد في غزة كان متوقعا، كما أن المواجهة العسكرية ليست سوى مسألة وقت".

 

وأرجعت الصحيفة أسباب ذلك إلى سببين، "الأول: عدم التقدم في اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، إضافة إلى انعدام البديل لمساعدات وكالة الأونروا، في أعقاب التقليصات الأمريكية التي ستتوقف قريبا عن تقديم المساعدات الإنسانية".

 

وتساءلت الصحيفة،: "هل حكومة إسرائيل تهتم بمسألة ما الذي سيفعله مئات آلاف الغزيين المحتاجين للغذاء الذي تزودهم به الأونروا؟، وماذا ستفعل لـ 300 ألف تلميذ سينقطعون عن دراستهم بسبب نقص التمويل؟، وماذا سيفعل الجيش عندما يحاول سكان غزة البحث عن مخرج في إسرائيل؟ هل سيطلقون عليهم النار؟".

 

ونوهت إلى أنه "بعد 11 عاما من حصار الفلسطينيين في السجن الأكبر في العالم، فإنه لم يتبق للغزيين ما يخسرونه"، موضحة أنه "في حال رغب نتنياهو في أن يتحدث عن جوهر الأمور، فلا مكان مناسبا للشروع في النقاش أكثر من غزة، التي تتطلب جوابا سياسيا فوريا".

ماتان فيلغ، رئيس حركة "إم ترتسو" اليمينية الإسرائيلية،قال :-  إن "العائق المادي الذي تقيمه إسرائيل حول قطاع غزة سيتم اختراقه كما حصل مع خط بار-ليف خلال حرب أكتوبر 1973 مع مصر؛ لأنه بعد مرور 45 عاما على تلك الحرب، و25 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، فإن إسرائيل تجد نفسها من جديد في شرك خطير".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أنه "حين تريد حماس فإن آلاف الفلسطينيين سيكونون قادرين على اختراق الجدار الحدودي القائم شرق قطاع غزة، هذه دعوة لليقظة والحذر، لأن انهيار خط بار-ليف في حرب الغفران كان أحد الرموز الواضحة للإخفاق الذي وقع فيه كبار قادة الجيش الإسرائيلي والدولة بأسرها حين بدأت بحصر أعداد قتلاها".

 

 

وأشار إلى أن "خط بارليف تم اعتباره في تلك الأيام على أنه خط الدفاع عن إسرائيل غير القابل للاختراق، في حين أن جميع تدريبات العدو تركزت في كيفية تجاوزه، والالتفاف عليه للوصول لقناة السويس، وجميع عمليات التجنيد كانت لهذا الغرض، وتم ذلك بهدوء بعيدا عن أعين قادة إسرائيل".

 

 

وأكد أن "ثمن اختراق خط بار-ليف كان بجباية أرواح 2673 جنديا إسرائيليا، ومن الصعب المرور على هذا الثمن الباهظ من الخسائر البشرية من الأرواح، وبتنا أمام دمار نفسي لجيل كامل من الإسرائيليين، ما زلنا نعيش آثاره".

 

وأضاف أن "خطيئة أوسلو التي وقعت عام 1993 بعد مرور عشرين عاما على تلك الحرب التدميرية، قامت هي أيضا على فرضية خاطئة متوقعة بأن يأتي ياسر عرفات بالسلام بين الشعبين، لكن الاتفاق جبى من الإسرائيليين حياة أكثر من ألف يهودي، حتى تنفيذ عملية السور الواقي في الضفة الغربية عام 2002، التي أوقفت هذا الكابوس من الهجمات المسلحة"، على حد زعم الكاتب.

وأوضح أن "جيلا كاملا مضى على تلك الحقبة، ومرة أخرى يعود الجنرالات الإسرائيليون أمام نموذج جديد من خط بار-ليف على حدود قطاع غزة، من خلال إقامة عائق تحت-أرضي غير مسبوق، ابتدعته دماغ الخبراء العسكريين، بحيث يكون غير قابل للاقتحام".

 

واستدرك قائلا إن "حماس بدأت التدرب عليه منذ زمن بتقصدها اختراق الجدار، والتقدم بالآلاف سيرا على الأقدام باتجاه التجمعات الاستيطانية بغلاف غزة، وكما كان سابقا يعاد اليوم، فالعدو لا يقوم بذلك دفعة واحدة، وإنما بتدريب مقاتليه عليه بتحويل عمليات الاقتحام لسلسلة خطوات ميدانية، تجعلها وقت صدور القرار عملية طبيعية، وطيلة الأشهر السابقة تتدرب حماس على إرسال الطائرات الورقية المشتعلة والبالونات الحارقة".

 

وختم بالقول إن "هذه المرة فإن الفرق بين جدار غزة وخط بار-ليف، أن الأول لن يتم اختراقه كما تم مع الثاني، وإنما من خلال انهياره من خلال قوافل من آلاف الفلسطينيين الذين يتصدرهم الأطفال والنساء الحوامل، ولن يستطيع أحد إيقافهم، وهذا السيناريو المتوقع في أي لحظة يعدّ دعوة للرأي العام في إسرائيل لإبداء المزيد من اليقظة والحذر".

 

 

وزير إسرائيلي يهاجم ليبرمان ويصف سياسته بغزة بـ"الفاشلة"

تباهى وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بقتل جنوده 7 فلسطينيين، الجمعة الماضي، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، رافضاً تصريحات وزير التعليم في الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بنيت، حول ضعف سياسته في التعامل مع حركة "حماس".

وأكّد ليبرمان، في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أنه لا يطبّق سياسة "ضبط النفس" تجاه حركة "حماس" في غزة.

حديث ليبرمان جاء رداً على تصريح بنيت، الذي اتّهمه باتّباع سياسية ضعيفة ويسارية مع "حماس"، وعدم تطبيق سياسة حديدية "يمينية" ضدّها.

وقال بنيت، وهو زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني، لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، موجّهاً حديثه إلى وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان: "حماس تزداد فظاظة يوماً بعد آخر، لقد حان الوقت لسياسة حديدية يمينية".

وردّ ليبرمان على وزير التعليم الإسرائيلي بالقول: "بنيت يكذب بشكل كامل، قلت إنني لا أؤمن بأي ترتيب مع حماس، يوم الجمعة قُتل 7 من مثيري الشغب وأُصيب أكثر من 500، ولم يصب إسرائيلي واحد"، بحسب تعبيره.

وأضاف ليبرمان: "إن وزير التعليم لا يتكلّم كلمة واحدة عن التعليم، ومن الواضح أن هذا الأمر لا يهمّه".

ومنذ 30 اذار الماضي، انطلق الفلسطينيون في قطاع غزة بمسيرات حاشدة تجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة، تزامناً مع يوم الأرض، وتنديداً بالحصار الإسرائيلي على غزة.

وقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، حيث سُجّل منذ بدء المسيرات استشهاد 193 فلسطينياً، منهم 34 طفلاً و3 سيدات، وإصابة 21150 بجراح مختلفة واختناق بالغازات، حسب آخر إحصائية لوزارة الصحة.

وأثار التراشق الكلامي بين بنيت وليبرمان، ردود فعل في أوساط المعارضة الإسرائيلية، حيث قال عضو الكنيست من حزب "هناك مستقبل" المعارض، عوفر شيلح، لهيئة البث الإسرائيلية: "لم تكن هناك أبداً حكومة غير مسؤولة في إسرائيل مثل الحكومة الحالية، وزير التربية يهاجم وزير الدفاع، ويسرب كلٌّ منهما ضد الآخر، وكل هذا يجري تحت إشراف رئيس وزراء لا يهتمّ ببساطة".

 

وأضاف شيلح: "في ظل وضع كهذا فإنه من غير الممكن أن تتّخذ هذه الحكومة قرارات حاسمة بشأن القضايا التي تواجهها".

من جهتها كتبت زعيمة المعارضة، تسيبي ليفني، في تغريدة على حسابها في "تويتر"، صباح اليوم الثلاثاء: "في الجدال بين بنيت وليبرمان كلاهما على حقّ، لا تملك الحكومة واليمين المسيَّس أي حل لتدهور أمن إسرائيل. الأمن في الجنوب بات بدون سيطرة".

 

 

 البنك الدولي :- اقتصاد قطاع غزة يمر بمرحلة حرجة

تقرير للبنك الدولي حذّر من تفاقم آثار الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.

 

التقرير الدولي الذي  سوف يعرض في نيويورك على لجنة معنية بتنسيق مساعدات الدول المانحة للفلسطينيين - وصف - وضع اقتصاد قطاع غزة بأنه في  حالة انهيار شديد محذراً من تفاقم آثار الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة.

 

 

التقرير أوضح أن وضع غزة الاقتصادي على شفا الانهيار وأن النمو السالب تراجع إلى 6%، البنك الدولي كشف أيضاً أن مؤشرات اقتصاد غزة تنبئ بمزيد من التدهور مع ارتفاع معدل البطالة بين صفوف الشباب إلى أكثر من 70% إذ يعاني شخص من كل اثنين من الفقر.

 

 

حالة مأساوية في التشغيل مع وجود نحو 188 ألف عاطل، وأن سوق العمل لا يستوعب في أفضل الأحوال 5% من الخريجين.

 

 

انفجار وشيك

 

 

مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط "نيكولاي ملادينوف" كان قد حذّر قبل أيام أمام مجلس الأمن الدولي من أن قطاع غزة قد ينفجر في أي لحظة في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور.

 

 

أفادت الأمم المتحدة أن نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية بلغت 27.4 في المئة العام الماضي، وهي أعلى نسبة للبطالة في العالم، واصفة الوضع في قطاع غزة بأنه "كارثي".

 

 

 وذكر تقرير أعده مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية عن الصعوبات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، أن الإنتاج الزراعي في الأراضي الفلسطينية تراجع بنسبة 11 في المئة في العام 2017، وأن نصف الشباب دون سن الثلاثين في الأراضي الفلسطينية بلا عمل، وعلى رغم تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 3.1 في المئة، فإن حصة الفرد من الدخل السنوي ظلّت ثابتة .

 

 

غزة.. مستهدفة من الاحتلال

 

 

طالما كان ضرب الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة هدفاً غير معلن للاحتلال الإسرائيلي، فتجده لا يتوانى في كل سانحة عن قصف المصانع والمنشآت التجارية والاقتصادية.

 

 

سلطات الاحتلال لطالما سعت إلى تدمير البنية التحتية الفلسطينية في القطاع المحاصر في محاولة منها لتركيع غزة وضمن سياسة التضييق على الغزاويين وتأليبهم على قادة حماس التي تسيطر على القطاع.

 

 

منذ بدء الأزمة المالية لدى "الأونروا" والقطاعات الصحية والاقتصادية والتعليمية تبدو في مرمى الاستهداف الأمريكي المباشر، فعجز الموازنة لدى المنظمة الأممية قد يضر بـ 280 ألف طالب وطالبة موزعين على 274 مدرسة للوكالة التي تقدم الخدمات الطبية عبر 22 مركزاً صحياً لأكثر من مليوني مواطن، الأمر الذي يؤثر بحسب مراقبين ليس فقط على النسيج الوطني وإنما أيضاً يهدد الوحدة الوطنية والمشروع الوطني.

الزهار : مخطط عربي لحرب على غزة.. وسنُسلم "إسرائيل" أسراها بشرط

كشف القيادي وعضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود الزهار، عن السبب الرئيسي وراء توجه وفد من قيادة حركته، يوم السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة، كما أكد وجود مخطط عربي لدفع "إسرائيل" إلى شن حرب على قطاع غزة، وإمكانية تسليم الحركة لأسرى إسرائيليين لديها مقابل الإفراج عن أسراها المعتقلين بعد صفقة شاليط.

الزهار أكد في حوار خاص مع "الخليج أونلاين"، وجود مخطط عربي بمشاركة الرئيس محمود عباس، لدفع "إسرائيل" إلى شن حرب جديدة على قطاع غزة، قائلاً: "عباس يريد الحرب على غزة، بإيعاز منه ومن بعض الدول العربية، وهم يدفعون إسرائيل إلى شن عدوان جديد على القطاع".

ورفض الزهار الحديث عن تفاصيل هذا المخطط، لكنه أكد أن عباس مقدم على خطوات جديدة ضد غزة، وسيكون على رأسها سحب الأموال من المصارف، وقطع رواتب أعضاء حركة "فتح" وموظفي السلطة في قطاع غزة.

وأوضح أن "هذا المخطط يسعى له عباس لإخراج سكان غزة في مواجهة حركة حماس، وفي حال لم يخرجوا سيكون هناك ضغط من قبله وبعض الدول العربية لدفع إسرائيل إلى شن عدوان على غزة"، لافتاً إلى أن المعطل الأساسي لرفع الحصار عن القطاع والتخفيف عن سكانه هو عباس بجانب "إسرائيل".

ويفرض عباس إجراءات عقابية إضافية على خلفية التفجير الذي استهدف موكب رئيس حكومته بغزة، والذي نفت حماس ضلوعها فيه، وشملت العقوبات خصماً يتراوح بين 40% و50% من رواتب موظفي السلطة، وتقليص كمية الكهرباء، والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد المبكر الإجباري، وتأخيراً متعمَّداً في صرف رواتب الموظفين، ما ضاعف الأزمة والمعاناة في غزة.

وأكد الزهار أن زيارة وفد حركته للقاهرة السبت، جاءت لمناقشة ملف واحد وهو المصالحة الداخلية مع حركة "فتح"، وليس للحديث أو حتى فتح أي مجال لعرض اتفاقيات جديدة للمصالحة.

وأوضح أن حركته ستُركز فقط على تنفيذ الاتفاقات السابقة، وعلى رأسها اتفاقا 2011، 2017، ولا أكثر من ذلك، مشيراً إلى أن الأجواء التي وفرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمصالحة، خاصة بعد خطابه في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، "سلبية ولا تشجع على إنجاز أي ملف فيها".

ولفت القيادي في حركة "حماس" إلى أن الرئيس عباس "لا يريد تنفيذ اتفاق 2011، ويسعى للتهرب من هذا الاتفاق لكونه ينص على بند  إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية"، متهماً الرئيس "أبو مازن" بالتهرب من الانتخابات "خوفاً من أن يسقطه الشعب".

وفي خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك الخميس الماضي، توعّد الرئيس عباس قطاع غزة المحاصر منذ 2006، وقال: "إنه خلال الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات المصالحة"، و"بعد ذلك سيكون لنا شأن آخر. ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة مليشيات".

وقال الزهار: "عباس أراد من خلال منبر الأمم المتحدة والاتهامات التي وجهها لحماس، أن يكسب الشرعيات فقط أمام العالم، وسعى لأن يُحمل الحركة كل المسؤولية، واليوم حماس توجهت للقاهرة، لوضع كل الإجابات التي يريدها عباس بعد أن يطرح للوسيط المصري ما عنده وما يريده".

وزاد في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "رغم أن البيئة العربية من حولنا ليست صحية، فإن حركة حماس تسعى بكل جهد لتحقيق المصالحة الداخلية، لكن يبدو أن أبو مازن لا يسعى لذلك أبداً".

وذكر القيادي في حركة "حماس" أن أكثر العقبات التي كان يضعها عباس لإفشال المصالحة الداخلية، هو سعيه للسيطرة على قطاع غزة، دون أن يقوم بدور أمني في القطاع"، مضيفاً: "عباس يريد استلام كل شي بغزة، المعابر الحدودية، وكذلك استلام الجباية، لكن دون أن يقوم بأي دور أمني في غزة".

وتابع: "لذلك هو اخترع قصة محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله في قطاع غزة، ولكن الأمر أنفضح وكشفت تفاصيل هذه العملية المدبرة وبالأسماء، وهم الآن يتعرضون للمحاكم القضائية".

وبسؤال "الخليج أونلاين" عن إمكانية تحقيق مصالحة في ظل وجود الرئيس عباس وتهديده الدائم بفرض عقوبات جديدة على قطاع غزة، أجاب الزهار: "عباس يلعب ألاعيب غير نظيفة، لا تليق بمقامه، ولا يوجد أي أمل بتحقيق مصالحة في ظل وجوده، ولا يوجد اتفاق بين حماس وفتح على البرامج".

وزاد في إجابته: "هناك اتفاق سابق جرى في القاهرة وهو 2011، ونحن نريد التطبيق ونرضى بالنتائج، والقرار سيكون للشعب ولا نريد أكثر من ذلك".

واستجابة لدعوة مصرية عاجلة غادر، أمس السبت، وفد من حركة "حماس" في غزة، للعاصمة المصرية القاهرة، لبحث ملف المصالحة، ويضم "سامي أبو زهري وروحي مشتهى وطاهر النونو وصلاح البردويل ونزار عوض الله"، في حين سيلحق اليوم (الأحد) وفد من قيادة الحركة بالخارج بوفد غزة بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، لإجراء مباحثات مع المخابرات المصرية.

الجدير ذكره أن القاهرة فشلت في إحراز أي تقدم بملف المصالحة الذي ترعاه منذ سنوات طويلة، ويبدو أن تحركها الأخير ودعوتها للفصائل لزيارة القاهرة، لن تحقق اختراقة في ظل التباعد الحاصل بين حركتي "فتح" و"حماس"، وتهديدات الرئيس عباس المتكررة بفرض عقوبات جديدة على غزة.