حديث الملك في الأمم المتحدة

 

 د.محمد طالب عبيدات

آثر جلالة الملك أن يتحدّث من القلب خلال عشر دقائق بالتمام في الأمم المتحدة في إفتتاح جمعيتها للدورة 73 وذلك بمنتهى الصراحة والوضوح لما يجري في منطقة الشرق الأوسط، ليكون العالم شاهداً على ضرورة الإنتباه لوقف صفقة القرن والعودة للمسار السلمي والتفاوضي بشأن القضية الفلسطينية، فأشار للتحديات الجسام التي تعصف بالمنطقة وإستقرارها، ليضع العالم بأسره أمام مسؤولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية دفاعاً عن الحق، حيث المكان الأمم المتحدة كمنظّمة أممية تم إنشاؤها لتعزيز السلم الدولي وعلى أنقاض الحرب العالمية الثانية:

 

1. القضية الفلسطينية: قضيتنا المركزية والتي تقتضي العودة لطاولة المفاوضات صوب حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

2. السلام الشامل: العرب ملتزمون بالسلام الشامل منذ قمّة بيروت في العام 2002 ومبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تبنتها كل الدول العربية والجامعة العربية، وواجب العالم بأسره إعادة عملية السلام لمسارها الصحيح.

3. القدس: ليس من المفروض أن تبقى القدس مثار جدل في هويتها وتراثها، والواجب أن تتبع الديانات الثلاثة، وما يجري على الأرض لتهويدها ونقل السفارات الأجنبية لها مرفوض حتى النخاع، وضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المدينة المقدسة.

4. الأنوروا: ضرورة دعم الأنوروا لتقوم بواجبها الإنساني والأممي للتعليم والرعاية الصحية والحياة الكريمة للاجئين، وضرورة إظهار المؤامرة الكبرى الساعية لإغلاق ملف اللاجئين!

5. مكافحة التطرّف: التطرّف واليأس ينتشر كالنار بالهشيم بين الشباب، وواجبنا جميعاً نبذ مجتمع الكراهية والوقوف ضد حركات التطرّف والإرهاب أنّى كانت، وضرورة مجابهة الأفكار المتطرّفة من على شبكات الإنترنت والتواصل الإجتماعي وحتى الإسلام فوبيا.

6. الوصاية الهاشمية: ملتزمون بثوابت الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة، ومستقبل القدس يهم المجتمع الدولي برمّته في مفاوضات الوضع النهائي.

7. اللاجئون: تحمّل الأردن فوق طاقته جرّاء الهجرات القسرية للاجئين من سوريا وفلسطين والعراق وليبيا واليمن وغيرها، وآوى وجبر كلّ من إنكسر إنسانياً وإجتماعياً، ففاقت إنسانيتهم كل التصوّرات، والمطلوب دعمه ومساعدته في محنته الإقتصادية وإيجاد فرص العمل لأبنائه والتي باتت التحدي الأكبر، فالواجب على العالم بأسره دعم الأردن وشعبه الذي بات يئنّ من الوضع الإقتصادي والمالي الصعب.

8. الإرهاب: خطر الإرهاب كحرب عالمية ثالثة يهدّد كل دول العالم، ومطلوب تكاتف الجميع للحد منه لا بل وقفه من خلال إستراتيجية طويلة المدى سياسياً وعسكرياً وفكرياً.

9. الأزمة السورية: دعم الأردن المطلق لمساعي التسوية السياسية لا العسكرية في سوريا، وهذا موقف أردني ثابت منذ إنطلاق الأزمة السورية، وضرورة دعم الجهود الأممية في هذا الشأن.

بصراحة: كعادته وضع جلالة الملك النقاط على الحروف لكل التحديات التي تواجه إقليم الشرق الأوسط برمّته خلال عشر دقائق متاحة في الأمم المتحدة، ومطلوب أن تتبنى المنظّمة الأممية المسار السلمي في الشرق الأوسط للحد من حالات التطرّف والإرهاب التي تُمارس على الأرض، ولوضع حلول جذرية للتحديات الجسام التي تواجه الإقليم ليعيش الناس بأمن وسلام حقيقيين.//