الشكوك تحاصر الملف الألماني لاستضافة يورو 2024


 

 

برلين – وكالات

 

رغم أن ألمانيا، بلد بإمكانه استضافة أكبر الأحداث الرياضية بشكل دائم، لكن بعد عام صعب، بدأ يظهر التوتر قبل الإعلان عن الدولة المستضيفة ليورو 2024 وستقوم اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، باختيار البلد المضيف للبطولة، في نيون بسويسرا، من بين ألمانيا وتركيا، التي تقدمت للمرة الرابعة بطلب استضافة اليورو. وتملك ألمانيا تاريخا في استضافة البطولات الكبرى، حيث نظمت أمم أوروبا في 1988، وكأس العالم عامي 1974 و2006. ويعطي التنظيم الرائع لمونديال 2006، آمالا كبيرة للبلاد في استضافة اليورو. وقال فيليب لام، قائد المنتخب الألماني السابق، الفائز بكأس العالم 2014، وسفير ملف بلاده: "أتذكر 2006، وماذا كانت تعني البطولة للبلاد ولكل فرد.. يمكننا أن نظهر مدى تفتحنا وقدرتنا على الضيافة، نحن مؤهلون للغاية". وقبل 12 عاما، جاء اللاعبون والمشجعون والمسؤولون إلى ألمانيا، ليجدوا بلدا ليس منظما وفعالا فحسب، بل كان أيضا قادرا على إظهار وجه ودود وترحيبي، بينما عاد فريق كرة القدم إلى الحياة. وقال المدرب يواخيم لوف، الذي كان مساعدا ليورجن كلينسمان في 2006: "رأينا ما يمكن أن يشكله كأس العالم في 2006.. سيكون مهما لكرة القدم الألمانية". لكن ألمانيا لديها شكوك الآن، ولا يقتصر الأمر فقط، على خروج المنتخب من دور المجموعات لمونديال 2018، ولكن أيضا المجتمع والحكومة ما زالا منقسمين، بشأن التعامل مع أزمة الهجرة في أوروبا. وأصبحت الكفاءة التي تشتهر بها البلاد، مثارا للتساؤلات، بعد تأجيلات ومشاكل مالية، عانت منها المشاريع الكبرى في ألمانيا، مثل قاعة فيلهارمونيك بهامبورج، ومحطة القطار بشتوتجارت، بالإضافة إلى أنها ما زالت بعيدة، عن إكمال مطار برلين. كما لم يتخط الاتحاد الألماني لكرة القدم، التراجع الذي حدث بعد استقالة الرئيس، فولفجانج نيرسباخ، في 2015، فيما يتعلق بفضيحة الرشوة، التي شابت تنظيم مونديال 2006. واعترف خليفته رينهارد جريندل، بارتكاب أخطاء في التعامل مع قضية مسعود أوزيل، التي انتهت باعتزال الأخير اللعب الدولي، في تموز/يوليو الماضي. وقال جريندل لصحيفة "بيلد أم سونتاج" الألمانية، الأحد الماضي: "نظرا لتعرضه لهجوم عنصري، كان ينبغي علي أن أتخذ موقفا واضحا هنا أو هناك، وكان ينبغي أن أحمي أوزيل بشكل أكبر.. أتأسف لأنه شعر بأن الاتحاد الألماني تخلى عنه في هذا الصدد". وتمتد ولاية جريندل حتى 2019، لكنه أكد أكثر من مرة، أن 27 أيلول/سبتمبر هو التاريخ الأهم للكرة الألمانية، هذا العام. وقال فريدريش كورتيوس، الأمين العام للاتحاد الألماني، في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج"، الاثنين الماضي: "لسوء الحظ، من الطبيعي أن تجرى المناقشات حول الهيكلة والأفراد، في حال الفشل، حتى ولو كان هذا غير عادل". ورغم المشاكل، إلا أن ملف ألمانيا يظل قويا، فالمدن المرشحة لاستضافة البطولة "برلين ولايبزيج وهامبورج ودورتموند وجلسنكيرشن وكولن وشتوتجارت وفرانكفورت وميونخ ودوسلدورف" متصلة بشكل جيد. وتملك تلك المدن ملاعب تعمل بالفعل، وأثبتت قدرتها على استضافة آلاف الزائرين.ولكن في أعقاب روسيا، والأكثر من ذلك، حصول قطر على تنظيم مونديال 2022، لن يكون هناك الكثير من الأمور المسلم بها، حتى يتم التصويت على البلد المضيف.