إعلان عباس استعداده للمفاوضات استجداء دون نتيجة

 

غزة - وكالات

قال محللان سياسيان إن إعلان الرئيس محمود عباس استعداده لمفاوضات سرية أو علنية مع "اسرائيل" لا يعدو أن يكون استجداء من أجل البقاء،  وأن أية مسيرة مفاوضات جديدة فلن يكون لها أي جدوى بعد فشل هذه المسيرة على مدار أكثر من 25 عامًا مضت.

وأعلن الرئيس عباس استعداده لمفاوضات سرية أو علنية مع "إسرائيل"، مشددًا على أن السلطة الفلسطينية لم ترفض المفاوضات يومًا، بل كان الرفض من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقال في حديث للصحفيين عقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بقصر الإليزيه في باريس: "نحن قلنا موقفنا بالنسبة للمفاوضات التي لم نرفضها بالمناسبة، ويقول الإسرائيليون إن الفلسطينيين يرفضون المفاوضات، أنا أتحداهم إن مرة واحدة دعينا لمفاوضات سرية أو علنية في أكثر من دولة ورفضنا، بل كان الرفض دائما من نتنياهو".

وأضاف "مستعدون أن نذهب إلى المفاوضات سرية أو علنية، ويكون الوسيط الرباعية الدولية ودول أخرى، ونحن نرحب بأي دولة أوروبية أو عربية، مع أن العرب يرفضون أن يكونوا وسيطًا، ونشكرهم دائمًا على مواقفهم معنا عبر التاريخ".

وقال المحلل السياسي حسن عبدو لوكالة "صفا": "لا أعتقد أن هناك جدوى من أي مفاوضات قادمة، لأن هذه المسيرة أثبتت فشلًا ذريعًا طوال أكثر من 25 عامًا، بالتالي فإن الاستمرار فيها دون البحث عن خيارات الشعب الفلسطيني لن يؤدي لنتيجة".

ومن وجهة نظر عبدو فإنه في حال استؤنفت هذه المفاوضات ستبقى الحالة الفلسطينية تقدم فرصًا مثالية للاحتلال للمزيد من النشاطات الاستيطانية واستكمال مشاريع السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس.

لكن عبدو أبدى استغرابًا شديدًا من عودة عباس للاستعداد لخوض مفاوضات جديدة بعد ما حسمت "إسرائيل" وأمريكا أمرهما من القدس والضفة بإعلان الأولى "عاصمة أبدية كاملة لإسرائيل" والاستمرار بالسيطرة على الأخيرة، وهو هنا يقول: "هذا استجداء.. لكن لا أعتقد أن عباس سيصل إلى نتيجة".

وحذَّر المحلل السياسي من أن أي فرصة مفاوضات ستستغلها "اسرائيل" لتمرير المزيد من المشاريع الاستيطانية، لذلك فهو يؤكد أن الأوجب في هذه المرحلة هو مراجعة مسيرة المفاوضات التي لم يجن الشعب الفلسطيني منها شيء سوى المزيد من الويلات.

وأشار في حديثه إلى أن "اسرائيل" مستفيدة في كل الأحوال، مشيرًا في هذا إلى استمرار التنسيق الأمني معها على الرغم من توقف مسيرة المفاوضات.

وقال: "اسرائيل مستفيدة من استمرار هذا التنسيق، وهو في الأصل بينه وبين السلطة الفلسطينية علاقة جدلية، فلا وجود للسلطة الفلسطينية بدون التنسيق الأمني ولا وجود للتنسيق الأمني بدون السلطة، لأنها سلطة ولدت وبالتعاقد مع الاحتلال".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في إبريل/نيسان عام 2014 بعد رفض الاحتلال وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن المحلل السياسي طلال عوكل يختلف مع عبدو في الحكم على جدوى إعلان عباس استعداده لمفاوضات مع "اسرائيل"، واعتبر في حديثه مع وكالة "صفا"، أن هذا الخطاب موجه وله غرض معين، ورسالة يريد عباس أن يوجهها إلى المجتمع الدولي الذاهب إليه "يقصد خطابه المنتظر أمام الأمم المتحدة خلال أيام".

وقال عوكل: "عباس وكل المجتمع الدولي يعلمون أنه لا يوجد خيار للسلام وأنه لا جدوى من أي مفاوضات لأن إسرائيل أكلت كل شيء ولم تبق شيئًا،  ولأن أمريكا كنست قضيتي اللاجئين والقدس من على هذه الطاولة وهما جوهر القضية الفلسطينية".

بالتالي-يكمل عوكل- "هو يعلم أنه لا يوجد مجال للمفاوضات، وربما يكون خطابه استجداء أو محاولة لتطوير الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية".

وبشأن استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني رغم المواقف الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة المعلنة من ملفي القدس واللاجئين، أجاب عوكل: "أن وقف هذا التنسيق استحقاق مطلوب وقرار صادر عن المجلسين الوطني والمركزي، وأي تأجيل فيه يضر بالقضية الفلسطينية مهما كانت أسباب تأجيل وعدم تنفيذ هذا القرار".

وكان الرئيس محمود عباس التقى بوفد من منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية بمكتبه برام الله مؤخراً وأكد لهم أنه يعقد لقاءات مع رئيس الشاباك "نداف أرغمان" لغايات التنسيق الأمني، وذلك على الرغم من القطيعة السياسية.

وبينت المنظمة الإسرائيلية أن عباس أكد لهم أنه وعلى الرغم من القطيعة السياسية مع الإسرائيليين إلا أن التنسيق الأمني مع الشاباك والجيش مستمر للحفاظ على حياة الإسرائيليين.