ولم لا يشارك الطلبة في قطاف الزّيتون !!
د. عصام الغزاوي
في سياق حرص الشهيد وصفي التل على خلق جيل من الشباب يخدم الوطن ويعظم المنجزات الوطنية، ومن أجل بناء شخصياتهم الوطنية وتنمية روح الريادة والابتكار لديهم، عمد الى تأسيس معسكرات الحسين للعمل والبناء وبدأ بتطبيق هذه التجربة الفريدة عام 1962م على طلبة المدارس خلال العطل الصيفية بإشراف وزارة الدفاع والتربية والتعليم والداخلية، وقد اشترك في أول معسكرات أقيمت في 1962/6/14 (3920) طالباً قسموا على (12) معسكراً، نالوا خلالها دورات مكثفة على استعمال السلاح وزراعة الجبال بالأشجار الحرجية التي نرى بعضها اليوم غابات جميلة نتفيأ ظلالها.
استمر العمل بهذه الفكرة عقودا طويلة وتناوب على خدمتها ورعايتها نخبة من رجالات الوطن ... أثار إستغرابي تناول الكثيرين موضوع قرار رئيس الوزراء إشراك طلبة المدارس في موسم قطاف الزيتون بوجهات نظر خلافية معظمها لم يرق لمستوى الحدث، وتجاهلوا بسبب الشكوك والمناكفة وإنعدام الثقة مع الحكومة ما تحققه الفكرة من فائدة تربوية ووطنية، وتمتين لأواصر العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
الفكرة تُعتبر ظاهرة صحية وتربوية تستوجب التعزيز والتشجيع، وهي ليست جديدة وكانت مطبقة في مدارسنا وجامعاتنا من قبل، وهناك دول اخرى مثل اليونان وتونس وإيطاليا تعتبر قطاف الزيتون نشاطا إلزاميا للطلاب، يهدف الى تعزيز قيم الإنتماء الوطني لديهم، وتدريبهم على تحمّل المسؤولية وتوثيق ارتباطهم بالارض، وتعويدهم على فكرة العمل التطوعي والجماعي .. اتمنى ان يرى هذا المشروع النور ضمن خطة مدروسة تحقق اهدافها النبيلة، وضمن ضوابط تحقق شروط السلامة لطلابنا.//