مؤسسات المجتمع المدني إلى أين  ..؟؟

 حنان المصري

المزاج الصباحي المتقلب يحكم توجه بعض مسؤولي المؤسسات التي تدعي بأنها مؤسسات للمجتمع المدني وتعنى بقضايا المجتمع المحلي !!

فأحيانا يكون عنوانها جمعية وأحيانا تكون مركزا واحيانا أخرى تكون مؤسسات أو هيئات أو مقرات ، ويعتمد ذلك المسمى على ما يمكن لإدارة هذه المؤسسات من الإستفادة الإعلامية بما تحمل هذه الكلمة من معنى ،وخاصة تلك التي تكون مقراتها الرئيسية في العاصمة عمان ،حيث يتم التواصل مع الفروع بواسطة الإيماءات والايميلات !! وخاصة ونحن في عصر "الإعجابات والتعليقات والمشاركات " عبر الفضاء الإلكتروني

كم كنا نحلم بأن تتحقق تلك الأهداف والغايات التي وضعت في الأنظمة الداخلية لتلك المؤسسات المدنية عند إنشائها وتعلقنا بحبال الأمل والأمنيات لتحقيق تلك الأهداف والغايات ولكن هيهات !!

فالمسافات بعيدة ووجهات النظر متباينة وهم في واد والمجتمع المحلي في واد آخر ،،

إذ أن كل من له علاقة في الأطراف أصابه إحباط عميق على المدى الطويل والقصير ولا زال ، فمن يتحكم في المراكز القيادية في العاصمة يتعاملون معهم بنهج المسافرين على الطائرات ورواد الفنادق وحضور المؤتمرات والكاميرات والظهور الإعلامي لتمجيد شخصياتهم الكرتونية

آن الأوان لوقف النهج الغارق في المركزية والذي يتربع على عرش خطف الإنجاز وتجيير جهود الأطراف والفروع إلى هؤلاء الذين يمضون جل وقتهم في صالونات تصفيف الشعر واللعب على حبال القانون والنظام الداخلي المفصل تفصيلا دقيقا على مقاسهم !!

بات لزاما على الحكومة وضع ضوابط جديدة وجدية لوقف هذا النهج العجيب الإقصائي للكفاءات ووقف النزف الداخلي الذي تسبب به أصحاب القرار في  تلك المؤسسات

أيضا هناك واجب ملح على أعضاء تلك الفروع لوقف نهج الاستعلاء والأسلوب الفوقي الذي يمارس ضدهم منذ أمد بعيد إلى وقتنا هذا !!

فالعمل التطوعي لا يأتي بالإملاءات إذا أردنا بناء مجتمع صحي وواع

ولا يأتي ممن يتقاضون رواتب شهرية وبدل تنقلات وإقامات ويطلبون من الغير محض تطوع على شاكلة

"اخدمني وانا سيدك" !!@//