منتخب النشامى ..حقل تجارب للاجانب !!!

 الانباط - عوني فريج

منذ انتهاء عهد المدرب الوطني المرحوم محمد عوض الذي كان من اكثر المدربين الوطنيين ثباتا .. في الادارة الفنية لمنتخبنا الوطني انتهى عهد المدرب الوطني تماما .. وبقي ظلا للمدربين الاجانب يعمل معهم وفق مسمى المدرب العام او المساعد أو المؤقت ..ويتصدر المشهد الكروي بشكل طارئ عند الاستغناء عن المدرب الاجنبي ..وهنا نعود بالذاكرة الى سنوات مضت وهي السنوات الجميلة لكرة القدم الاردنية عندما تسلم الراحل محمود الجوهري الادارة الفنية لمنتخب النشامى عام 2002..وعمل برفقة كادر تدريبي مصري ومساعدة فنية اردنية قوامها المدربين جمال ابو عابد وعبد الله ابو زمع ..  واحدث نقلة نوعية مهمة على مستوى النشامى وضعت منتخبنا في المركز 37 على مستوى القارة الاسيوية ...لينتهي عهد الجوهري بعد سنين جميلة قضاها بيننا ..تسلم بعدها الكابتن عدنان حمد المهمة وسار على ذات النهج .. ووصل بمنتخبنا الى افاق جميلة ابرزها الوصول الى الملحق الاسيوي لتصفيات كاس العالم ... متخطيا تلك العقبة نحو الملحق العالمي ..لينتهي مشواره ايضا ويأتي القرار التالي باسناد مهمة القيادة الفنية للمدرب المصري حسام حسن ..الذي قاد منتخبنا في الملحق العالمي لكاس العالم وخسر النشامى امام الاورغواي في عمان بخمسة اهداف ...وتعادل في لقاء الرد الذي اعتبره حسام بمثابة الانجاز على ارض المنافس القوي ...لينتهي مشوار منتخبنا المونديالي لكنه واصل مشوار التصفيات الاسيوية المؤهلة الى النهائيات حيث تخطاها بسهولة ليصل الى النهائيات ويخرج من الدور الثاني وتنتهي مهمته مع النشامى برغبته الخاصة ..!!

وهنا بدأ مشوار التخبط الجديد حيث تسلم المهمة الانجليزي راي ويلكنز الذي قاد منتخبنا في بطولة اسيا في استراليا ...ثم سلم المهمة بعدها للمدرب الوطني المؤقت احمد عبد القادر ومساعده اسلام ذيابات ...ولم تطل مهمة المدربين الوطنيين ...حيث جاء قرار الاقصاء وهما في الملعب ..ليتولى البلجيكي بول بوت المهمة في مسيرة جديدة كانت هي الافضل على صعيد كرتنا مع المدربين الاجانب لكنها لم تتواصل كثيرا بسبب مشكلات قضائية واجهت المدرب في بلده ليتم الاستغناء عن خدماته ..

ويعود المدرب الوطني ليأخذ دوره المؤقت كالعادة حيث تسلم الكابتن عبد الله ابو زمع المهمة وخاض مع النشامى العديد من اللقاءات الودية والرسمية ولعل ابرز النتائج التي حققها النشامى مع المدرب ابوزمع فوزه على منتخب مصر 1/ 0 في مصر ..قبل ان يسلم يأتي الاتحاد وفي ظل التخبط المتواصل لكرتنا بالمدرب العالمي الانجليزي المعروف هاري ريدناب الذي تسلم المهمة من اجل قيادة منتخبنا في مباراتي بنغلادش واستراليا في تصفيات كأس العالم وبقي ابو زمع مع النشامى لكن بمسمى المدرب المساعد ..حيث تلقى منتخبنا في سيدني اقسى خسارة وصلت الى 5/1 ..غادر بعدها ريدناب من هناك وبقي المنتخب يعيش في الفراغ ...الى ان استعان الاتحاد بمدرب لا يملك خبرة ولا تاريخا ..الاماراتي عبد الله المسفربرفقة المدرب العام جمال ابو عابد ..ليواصل منحنى منتخبنا الفني بالهبوط وسط نتائج مخيبة وعروض ضعيفة ... كادت ان تنهي مشوارنا في التصفيات الاسيوية المؤهلة لنهائيات الامارات ... رغم اننا خضنا تلك التصفيات امام منتخبات الصف الثالث في القارة الاسيوية ...!!

مشوار ابو عابد القصير

عندما تسلم الكابتن جمال ابو عابد المهمة ..كان اول سؤال يوجه للسيد بلحسن مالوش المدير الفني في الاتحاد والمهيمن على القرارات المصيرية فيه ..هو هل سيحمل ابو عابد مسمى المدير الفني ..لاعتيادنا على اختيار مدربينا للمهمات المستعجلة والطارئة تمهيدا لاحلال الاجنبي مكانهم ..فكانت الاجابة حازمة بان ابو عابد سيكون هو صاحب الصلاحيات الكاملة باعتباره المدير الفني الجديد للنشامى ..وهو ما منح الجهاز الفني الراحة في العمل خلنا معها ان عهد المدرب الوطني قد أقبل من جديد ..غير ان المفاجأة هنا تمثلت بالتعاقد مع المدرب البلجيكي فيتال مساعدا لابو عابد في مقدمة لاحلاله مكانه عند اول اخفاق ..وهو ما حصل تماما أذ لم يصمد ابو عابد في منصبه اكثر من اشهر قليلة حتى وجد نفسه خارج اسوار المنتخب بعد الخسارة المفاجئة امام منتخب لبنان ..وقد يكون ابو عابد قد أخطأ في عملية اختيار التشكيلة وتوظيف قدرات اللاعبين في الملعب حيث ظهر المنتخب بصورة متواضعة ..ألا ان الحكم على الاداء فيه نوع من الاجحاف والظلم بحقه ...لكن ما حصل جاء ليؤكد من جديد ان مدربنا يشكل اخر اهتمامات الاتحاد ...وأن منتخبنا سيبقى حقلا لتجار الاجانب ...فلا تتفاءلوا بالمستقبل ابدا ...!!//