التوتر الاقليمي والدولي حول إدلب يرتفع.. أميركا تستعد وعين تركيا على اللاجئين

 

وكالات وعواصم- الانباط  - مأمون العمري

لا تزال محافظة إدلب اخر معقل الفصائل المسلحة في سوريا تخطف الاضواء الاقليمية والدولية، حيث بدأ الجيش السوري وحلفاؤه عمليات التمهيد الناري لعملية التقدّم البري. وتوازياً، استهدف الطيران الروسي والطيران السوري مواقع تنظيمي "جبهة النصرة" و "داعش" ومواقع مجموعات من التركستان والإيغور، في جبل الزاوية وجسر الشغور، وفي الريف الجنوبي لإدلب.

وفي سياق التهديدات الأميركية، أعلن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جون بولتون، امس الاول  الاثنين، أن "بلاده اتفقت مع بريطانيا وفرنسا على أن رد مشترك ضد أي استخدام جديد للأسلحة الكيماوية في سوريا وتوعد بأنه سيكون أقوى مما سبقه"، قائلاً: "حاولنا خلال الأيام الماضية توجيه رسالة مفادها أن ردنا سيكون أقوى بكثير مما كان حال استخدام الأسلحة الكيماوية للمرة الثالثة".

في المقابل، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أنه لا يمكن التسامح مع بقاء "بؤرة للإرهابيين" في إدلب السورية، وانتقدت تصريحات البيت الأبيض حول "رد أقوى" على استخدام الكيميائي في سوريا مرة أخرى.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أثناء أول مؤتمر أممي بشأن قانون وسياسة الفضاء، التصريحات التي أدلى بها أمس مستشار الأمن القومي في الإدارة الأمريكية جون بولتون، بأنها تمثل بكل وضوح "سياسة ابتزاز وتهديد"، مشددا على أن النهج الأمريكي غير البناء في سوريا، يصب في مصلحة الإرهابيين، ويهدد الأمن الإقليمي.

وقال الدبلوماسي الروسي إن التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة أقوى إلى سوريا، والتي وصفها بـ"إظهار العضلات" و"التلاعب الوقح بالحقائق"، تأتي بهدف ابتزاز الدول الضامنة للتسوية السورية، وتحديدا روسيا وإيران، مؤكدا أن موسكو سبق أن اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية استعدادا لأي خطوات من قبل الولايات المتحدة.

وأشار ريابكوف إلى أن هذه التصريحات الأمريكية ليست الأولى من نوعها، مضيفا أن "البعض في الغرب" لم يتراجع بعد عن سيناريو استفزاز عسكري جديد في سوريا، لكن موسكو ستواصل العمل من أجل منع ذلك.

وقال: "يبدو لي أن مستجدات الوضع في سوريا ومضي حكومتها قدما في تحرير آخر بؤر الإرهابيين يستدعي معارضة وقلق من لا يهتم بأن تكون سوريا دولة موحدة وسيادية وباستعادة الحياة الطبيعية هناك وعودة اللاجئين إليها.. هذا الأمر غير مقبول بالنسبة للذين يرون في الوضع الحالي فرصة لنسف عملية التسوية مرة أخرى".

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي أن دول الغرب تتجاهل الحقائق التي تقدمها روسيا بشأن التحضيرات الجارية للقيام باستفزاز كيميائي جديد في إدلب، مشددا في الوقت نفسه على أن الحوار بين موسكو وواشنطن بخصوص سوريا مستمر بغية تطبيع الأوضاع في هذه البلاد.

وأكد ريابكوف أن تبادل المعلومات بين العسكريين الروس من جانب وزملائهم السوريين والأتراك من جانب آخر مستمر 24 ساعة يوميا، وتابع: "من الواضح أنه لا يمكن لنا التسامح مع الحفاظ على بؤرة الإرهابيين هذه، وهذه هي سياسة دمشق وهي صحيحة تماما".

وأعلن الدبلوماسي أن العسكريين الروس يعملون على حل هذه القضية "بشكل دقيق وفعال" مع تقليص الخطر على المدنيين قدر الإمكان ومنع الإرهابيين من فرصة الفرار وإعادة تنظيم صفوفهم.

وأقر ريابكوف بأن مواقف روسيا وتركيا بخصوص إدلب لا تتطابق 100%، لكن هذا الأمر طبيعي، ويسعى الطرفان عبر الجهود الدبلوماسية والسياسية إلى إيجاد أرضية مشتركة في الموضوع.

يذكر ان وزارة الخارجية الروسية قالت  الاثنين، إن "التحضيرات للعملية المحتملة في إدلب، تجري بعناية وسرية، مع مراعاة الجوانب الإنسانية، وبمشاركة جميع الأطراف"

وفي موقف لافت للجانب التركي، قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بولنت يلدريم، إن "مسألة إدلب لا تخص تركيا فحسب، بل دول الاتحاد الأوروبي أيضاً، ففي حال لم تتدخل لمنع استمرار القصف في إدلب، فإن تركيا مضطرة لفتح الطريق أمام اللاجئين للتوجه إلى أوروبا"، محذراً من "مغبة استمرار الحملة العسكرية على إدلب"، مشيراً الى أنها "قد تؤدي إلى لجوء نحو مليون شخص إلى تركيا"، معتبراً أن "الغارات التي تستهدف المحافظة حاليا مخالفة للقوانين الدولية".

وفي السياق، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن "بلاده تريد استمرار وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية"، مشدداً على أن "أهم هدف ل‍تركيا حاليا يتمثل في وقف جميع الهجمات البرية والجوية على إدلب في أقرب وقت، وتحقيق الهدنة والاستقرار في المنطقة".

وذكرت جريدة "يني شفق" التركية المقربة من السلطات في أنقرة عبر تقرير نشرته الاثنين: "أصدر الجيش التركي تعليمات بالاستعداد للحشد العسكري إلى وحدات الجيش السوري الحر المتمركزة على طول خط عفرين وإعزاز وجرابلس والباب وتشوبانبي".

وأوضحت الصحيفة أن قيادة القوات التركية طلبت في التعليمات المرسلة إلى "الجيش السوري الحر" تقديم تقارير عن أعداد الجنود وكميات الأسلحة والذخائر المتوفرة لديهم و"الاستعداد للتعبئة العسكرية".

وأشار التقرير إلى أن تركيا تخطط للعمل في إدلب عبر واجهة ما يسمى بـ"الجيش الوطني" السوري، الذي يجري إنشاؤه شمال سوريا منذ أوائل 2018 في مناطق عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" من المقاتلين الناشطين في إطار فصائل "الجيش السوري الحر"، وتتضمن هذه القوة حاليا، حسب معلومات "يني شفق"، 30 ألف عنصر.

وبينت الصحيفة: "في الوقت الذي سيبقى 10 آلاف منهم في المنطقة سيتم نقل 20 ألفا إلى إدلب. وبتجمع كل الفصائل فيها سيصل عدد المقاتلين تحت مظلة جبهة الوطن إلى 30 ألف مقاتل".

وأسس "الجيش الوطني السوري" بإعلان مما يسمى بـالحكومة السورية المؤقتة التي تتخذ مقرا لها في تركيا يوم 30 ديسمبر 2017 من فصائل "الجيش السوري الحر" جنوب غرب سوريا.

وفشلت مساع عديدة لتوحيد مسلحي المعارضة إذ عرقلتها منافسات محلية وفي بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية، لكن متابعين اعتبروا سابقا أن الوضع قد يختلف بالنسبة "للجيش الوطني" نظرا للوجود التركي على الأرض، وأشاروا إلى أن هذه القوة قد تشكل عقبة كبيرة أمام استعادة الحكومة السورية السيطرة على إدلب.

وتمثل هذه المحافظة السورية المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها "هيئة تحرير الشام" (تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي سابقا)، وكانت إدلب خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.

وأشارت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، إلى أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، فيما تجري الاستعدادات لشن العملية ذلك وسط تحذيرات دولية بما في ذلك على لسان الأمم المتحدة وتركيا والولايات المتحدة، من تداعيات محتملة كارثية لأي عملية واسعة في المنطقة بالنسبة للمدنيين المحليين الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص.

ومنذ بدء التوتر في هذه المنطقة تصر تركيا، باعتبارها ممثلا للمعارضة السورية المعتدلة في إطار عملية أستانا التفاوضية التي تشارك فيها أيضا روسيا وإيران، على ضرورة تعزيز نظام الهدنة في إدلب.

وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إثر قمة طهران الثلاثية بين تركيا وروسيا وإيران، 7 سبتمبر، بأن بلاده لن تقف متفرجة حال قتل آلاف المدنيين الأبرياء في سوريا، ولن تكون "شريكة في مثل هذه اللعبة".

وفي وقت لاحق نشر ناشطون شريط فيديو مصور يظهر دخول رتل عسكري تركي يضم آليات ومدرعات من قرية الحامضة إلى الأراضي السورية بمنطقة حارم شمالي سوريا،وتضمن الرتل سيارات تحمل دبابات وآليات ثقيلة ومدافع، يرافقها عشرات الجنود، وقال شهود عيان إن الرتل العسكري التركي تمركز قرب قرية كفرحوم التابعة إدارياً لمنطقة حارم بريف إدلب الشمالي، ويتوقع أن يتجه نحو نقاط المراقبة التركية في ريف إدلب الجنوبي والغربي.

 

من جهة أخرى، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن الهجوم الذي تنفذه الحكومة السورية على إدلب سيسبب مخاطر إنسانية وأمنية ل‍تركيا وأوروبا وغيرهما، وحذّرت الأمم المتحدة من "أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحادي والعشرين في حال تم شنّ هجوم واسع على المحافظة التي نزح منها في الأيام الأخيرة نحو ثلاثين ألف شخص جرّاء القصف.

 في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هجوم النظام السوري على محافظة إدلب شمالي سوريا سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية خطيرة على تركيا وأوروبا، محذرا من أن تكلفة المواقف السلبية ستكون باهظة، كما وجهت الأمم المتحدة تحذيرا مماثلا.

وفي مقال نشره في جريدة وول ستريت جورنال الأميركية،  أكد أردوغان أن ما يقوم به نظام بشار الأسد في سوريا منذ 7 سنوات واضح للعيان، مشددا على أنه لا يمكن ترك الشعب السوري لرحمة الأسد، وأوضح أن "هدف النظام من شن الهجوم ليس محاربة الإرهاب، وإنما القضاء على المعارضة دون تمييز".

ولفت كذلك إلى أن إدلب هي المخرج الأخير، وإذ فشلت أوروبا والولايات المتحدة في التحرك فإن العالم أجمع سيدفع الثمن، وليس الأبرياء في سوريا فحسب.

ورأى أردوغان أن روسيا وإيران مسؤولتان عن الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في إدلب.

الرئيس التركي ذكر كذلك أن بلاده فعلت كل ما بوسعها من أجل وقف هذه المجزرة، و"حتى نتأكد من النجاح، على بقية العالم أن ينحي مصالحه الشخصية جانبا ويوجهها لحل سياسي" كما دعا الرئيس التركي في مقاله إلى عملية دولية لمكافحة الإرهاب من أجل القضاء على العناصر الإرهابية والمتطرفة في إدلب.

 

 

 

أسوأ كارثة

 

من جانبه حذر منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة مارك لوكوك من أن شن عملية عسكرية واسعة النطاق على محافظة إدلب يمكن أن يؤدي إلى أسوأ كارثة إنسانية في القرن الـ21.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في جنيف أن أكثر من ثلاثين ألف شخص نزحوا من إدلب هربا من القصف في الأيام الأخيرة.

من جهتها دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه، المجتمع الدولي إلى ضرورة حماية المدنيين في إدلب.

وبدوره قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا أوضح أن المدنيين في إدلب يحتاجون إلى ممرات آمنة للسماح لمن يريد منهم مغادرة منطقة المعارك.

وأضاف حق -في لقاء مع الجزيرة في نشرة سابقة- أن مواجهة الإرهابيين ينبغي ألا توقع الأذى بالمدنيين.

ودخلت أميركا على خط الأزمة في إدلب، حيث قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون إن بلاده وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية مرة أخرى سيؤدي إلى "رد أقوى بكثير" من الضربات الجوية السابقة.

كما شدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على ضرورة تكثيف الجهود في الوقت الراهن لمنع وقوع كارثة إنسانية في إدلب، وحذر خلال تصريحات له في برلين من مغبة أي عمل عسكري هناك، قائلا إن من شأن ذلك زيادة الكارثة الإنسانية.

وقد طلبت البعثة الروسية في الأمم المتحدة جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء لبحث نتائج القمة الروسية التركية الإيرانية التي عقدت في طهران الجمعة الماضي بشأن التطورات في سوريا.

وكانت قمة طهران اختتمت دون التوصل إلى حل نهائي لملف إدلب، لكن الأطراف الثلاثة عبّرت عن ضرورة حله من خلال مسار أستانا. وفي حين تمسكت روسيا وإيران بضرورة التحرك ضد الارهاب، حذّرت تركيا من التحرك العسكري ودعت إلى هدنة.

والأسبوع الماضي استأنفت طائرات حربية روسية وسورية قصف إدلب بعد أسابيع من الهدوء فيما بدا أنه تمهيد لهجوم عسكري شامل.

ومن المقرران يكون مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة علنية  مساء الثلاثاء ، بطلب من موسكو، للاطّلاع على ما توصّلت إليه القمة التي عقدت بين روسيا وإيران وتركيا في طهران الجمعة الماضي حول محافظة إدلب السورية، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.

من جهته، أعلن المتحدث الاقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون أن "تصعيد قصف الجيش السوري وروسيا على محافظة ادلب ومحيطها، يدفعُ أكثر من ثلاثين ألف شخص الى النزوح".

 وفي إطار الموقف الأممي، حذر منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، من وقوع "أسوأ كارثة إنسانية" في محافظة إدلب السورية، إثر شن دمشق عملية عسكرية واسعة النطاق هناك.

وقال: "يجب أن تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين".

وأشار إلى أن "لدى الأمم المتحدة خططا لمساعدة 800 ألف شخص قد ينزحون وهي تتوقع أن ينزح نحو مئة ألف إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية ونحو 700 ألف داخل إدلب".

وقال إن برنامج الأغذية التابع للمنظمة الدولية قام بتخزين كميات من الطعام تكفي نحو 850 ألف شخص لأسبوع واحد بعد بدء عملية عسكرية واسعة النطاق.

تجدر الاشارة الى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذر في وقت سابق كلا من سوريا وروسيا وإيران مما وصفه بـ"الخطأ الإنساني الفادح" المتمثل في شن هجوم واسع على المسلحين في إدلب، قائلاً إن "بلاده ستكون غاضبة جداً حال حصول مجزرة بالمنطقة".

 وتعهد البيت الأبيض بأن "الولايات المتحدة سترد سريعاً وبالطريقة المناسبة حال استخدام الرئيس السوري بشار الأسد، أسلحة كيماوية خلال العملية العسكرية في إدلب".

وسيكون هذا الهجوم حال تنفيذه الثاني من نوعه خلال العام الجاري، حيث شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يوم 14 نيسان الماضي، ضربات صاروخية مشتركة على أهداف تابعة للحكومة السورية، قالت إنها تستخدم لإنتاج الأسلحة الكيماوية، وأطلقت القوات الغربية المتحالفة 103 صواريخ، معلنةً أصابت أهدافها جميعاً، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 71 صاروخاً.

 وجاءت هذه الضربات بعد اتهام اميركا للقوات السورية باستخدام أسلحة كيماوية في مدينة الغوطة الشرقية قرب دمشق يوم 7 نيسان الماضي.

أما الضربة الأولى التي نفذتها الولايات المتحدة على سوريا منذ تولي ترامب الرئاسة في بلاده فوقعت يوم 7 نيسان 2017، حينما أطلق الجيش الأميركي 59 صاروخاً من طراز "توماهوك"، من على متن مدمرتين للبحرية الأميركية في البحر الأبيض المتوسط، على مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق مدينة حمص وسط سوريا، بأمر من "سيد البيت الأبيض"، الذي قال إن "هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية يوم 4 نيسان من العام ذاته".

 وتأتي التهديدات الأميركية الحالية في الوقت الذي تحذر فيه وزارة الدفاع الروسية منذ أواخر آب الماضي من أن المسلحين في محافظة إدلب يعملون بالتعاون مع عناصر من منظمة "الخوذ البيضاء" والاستخبارات البريطانية، على إعداد استفزاز كيماوية بغرض اتهام السلطات في دمشق بشن هجوم بمواد سامة، مشيرة إلى أن هذا الحادث سيوظف لاستغلاله ذريعة لضربة أميركية بريطانية فرنسية جديدة على سوريا.

أعلنت الحكومة الألمانية أمس أنها تجري مباحثات مع حلفائها الأميركيين والأوروبيين حول الوضع في سوريا، وإمكانية انتشار عسكري محتمل في محافظة إدلب في حال استخدم النظام السوري للأسلحة الكيماوية، حسبما قال الناطق باسم الحكومة، شتيفان زايبرت في المؤتمر الصحافي الأسبوعي.

ومن المفترض أن تشارك القوات الألمانية مع القوات البريطانية والفرنسية المنتشرة أصلاً في المنطقة. من جهة ثانية رفض الحزب الاشتراكي، الشريك في الائتلاف الحاكم مشاركة ألمانيا في أي عمليات عسكرية في سوريا. برلين

في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التوتر لا يزال سائداً في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، نتيجة اقتتال جديد بين فصائل منضوية تحت راية عملية «غصن الزيتون»، التي تقودها القوات التركية، ورصد المرصد السوري اندلاع التوتر على خلفية الاقتتال بين كل من فرقة الحمزة وفرقة السلطان مراد من جهة، وجيش أسود الشرقية وتجمع أحرار الشرقية من جهة أخرى، إثر خلاف على طريق للتهريب إلى الأراضي التركية، في منطقة عفرين التي تحولت هي الأخرى إلى طريق لتهريب المدنيين من الأراضي السورية إلى تركيا عبر مناطق مختلفة حدودية متاخمة للشريط الحدودي مع تركيا.

وقالت مصادر إن الاشتباكات تسببت في مقتل 5 عناصر وإصابة 10 آخرين من الطرفين، فيما لا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.

ويأتي هذا الاقتتال بعد 10 أيام من رصد المرصد السوري لاقتتال داخلي في مدينة عفرين، بين عناصر من فصيل واحد، عامل في عملية «غصن الزيتون». دمشق

تعليقاً على استعداد النظام لشن هجوم على إدلب، كشف القائد في الجيش السوري الحر، الرائد إبراهيم مجبور، أن روسيا تريد تطبيق نموذج درعا في إدلب، حيث تخطط لتقسيم إدلب إلى 5 مناطق، وقطع قنوات الاتصال بينها لتنفيذ تكتيك المناطق المحلية المحاصرة. وأكد القائد العسكري أن فصائل المعارضة لديها مفاجآت تحضرها للنظام وحلفائه.

مجبور قال إن مصير إدلب لن يكون كمصير درعا، مؤكداً أن قوات المعارضة لديها مفاجآت، كاشفاً أن المعارضة تجهز لخطة من 3 مراحل ذات أولوية دفاعية."وفق لقناة العربية"،القائد في جيش إدلب الحر أوضح أن روسيا تريد تطبيق نموذج درعا في إدلب، حيث تخطط لتقسيم إدلب وقطع قنوات الاتصال بينها لتنفيذ تكتيك المناطق المحلية المحاصرة.

وأشار إلى أن الطيران الروسي بدأ بالفعل في تكثيف القصف على جبل التركمان وجسر الشغور وخان شيخون ومورك وعندان.

ورغم أن روسيا لا تمتلك قوات برية في هذه المنطقة، إلا أنه في حال نجاح خطتها الجوية ستعتمد على الميليشيات الإيرانية لتشكيل خط حصار بري.

ولفت القائد العسكري المعارض إلى أن إدلب لا تشبه درعا من الناحيتين الاستراتيجية والجغرافية، موضحاً أن المعارضة لا تزال تحترم المبادرات الدبلوماسية التي تقودها تركيا، ولكن في حال هجوم النظام وميليشياته على إدلب، آخر معاقل المعارضة، لن يكتفي الجيش الحر بالدفاع عن المدينة.

وحذر القائد العسكري من هجمات مضادة على اللاذقية وحماة وحلب، مؤكداً أن التفوق العسكري في إدلب سيصب في مصلحة المعارضة.

 

الغارديان: آلاف السوريين يهجرون منازلهم مع اقتراب الحملة العسكرية على إدلب

 

 نشرت جريدة الغارديان مقالا لمحرر الشؤون الدبلوماسية فيها،باتريك وينتور، يتناول فيه الأوضاع التي تشهدها منطقة إدلب شمال غرب سوريا.

يوضح وينتور أن أول علامة للنزوح الجماعي من إدلب ظهرت عندما اعلنت منظمة الامم المتحدة أن نحو 30 ألفا من المدنيين المقيمين فيها قد تركوها بالفعل مشيرا إلى أن المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة يقطن فيها نحو 3.5 مليون شخص.

وينقل وينتور تحذير الامم المتحدة من أن هجوما متوقعا من القوات الروسية والقوات الحكومية السورية قد يؤدي إلى أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين حيث بدأ مئات الآلاف من المدنيين في النزوح نحو الحدود التركية.

ويوضح وينتور أن الولايات المتحدة وروسيا تبادلا اتهام حلفاء كل منهما في سوريا بالتخطيط لاستخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب مشيرا إلى تهديد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون عندما قال إن "أي استخدام آخر للسلاح الكيماوي من قبل نظام الأسد سيقابل دون شك برد أقوى من أي وقت سابق".

ويذكر وينتور القارئ بأن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين شنوا ما يقرب من 100 غارة صاروخية باستخدام صواريخ كروز على أهداف تابعة لنظام الأسد إثر استخدام السلاح الكيماوي ضد المعارضين في إحدى ضواحي دمشق في نيسان الماضي.

ويوضح وينتور أن إدلب فيها أكثر من 60 ألف مقاتل ينتمي أغلبهم لجماعات مسلحة مدعومة تركيا ونحو 10 آلاف فقط يتبعون هيئة تحرير الشام التي تعتبرها الأمم المتحدة جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة.